1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

العوامل الأساسية المؤثرة في التربية

المؤلف:  د. بلال نعيم

المصدر:  التربية والتعليم في القران الكريم

الجزء والصفحة:  ص 35 ــ 42

2025-03-08

75

أ- الوراثة:

وهو عامل تم تبنيه كمؤثر في السلوك والتربية منذ القدم. وهو عامل معقد وغير بسيط تتداخل فيه المواصفات والروائز والخصائص بين الأب وإن علا والأم وإن علت، كما تتداخل فيه حتى المواصفات والملكات المكتسبة للأم والأب بالنسبة إلى الجنين، فضلاً عن العوامل الفسيو - بيولوجية التي تحيط بأسرة الجنين وتحديداً بأمه وانعكاسها في بعض المكونات، لأجل ذلك تم تحديد العامل الوراثي بـ:

ـ مزايا شخصية الأب والأم مع علوهما إلى (الأجداد والجدات)، وكذلك إلى الأقارب بالعرض أي الأعمام والعمات والأخوال والخالات.

ـ الملكات المكتسبة للأب والأم نتيجة ظروفهما وبيئتهما التربوية.

ـ العوامل الفسيولوجية - البيولوجية للأم والتي تؤثر في الجنين.

كل هذه العوامل يبدأ تأثيرها منذ مرحلة العلقة، وهذا ما تم اكتشافه حديثاً إلى حد القول بأن الجنين يتأثر بما حوله ويسمع ويرى، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى} [القيامة: 37، 38]، أي منذ العلقة بداية الخلق (علقة فخلق).

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [غافر: 67]، ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً.

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 1، 2]، أي الخلق يبدأ من العلق.

{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14]، أي أنه يخرج من بطن أمه خلقاً آخر؛ لأن ملكاته ومواصفاته التي تدخلت فيها العوامل الوراثية تجعل منه إنساناً آخر بالنسبة إلى أترابه وللآخرين.

{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2]، الانتقال من النطفة إلى السميع البصير.

ومن الآيات الدالة على أثر العامل الوراثي قوله تعالى في سورة مريم: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 6].

فالوراثة المباشرة من الأب، أما الوراثة الجزئية فمن الأجداد (من آل يعقوب)؛ فالطفل يتأثر بشكل شبه كامل بمزايا الأب وبشكل جزئي بمزايا أجداده السابقين.

ب- البيئة والمحيط:

والمقصود بهذا العامل عدة عناوين:

ـ الأسرة، الأصدقاء المجتمع (ومن بين مفرداتها المدرسة ومكان الحضانة أو الرعاية أو التعلم).

وقد تحدث القرآن عن هذه العوامل في عدة مواضع:

ـ في تأثير الأسرة (وتحديداً الأبوين): المثل هو استنكار قوم مريم عليها بعد أن جاءت وتقدمت إليهم بغلام، ماذا قالوا: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28].

فالأصل أن أبناء وبنات الصالحين يكونون من الصالحين لتأثرهم حكماً بآبائهم بغض النظر عن الحالات الشاذة حيث يخرج الخبيث من الطيب ويخرج الطيب من الخبيث.

ومن الأدلة القرآنية على ذلك دعوة نوح على الكافرين لأثرهم التكويني والتشريعي. أما التشريعي فبالإضلال، وأما التكويني فبإنجاب الضالين: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27].

فالأصل أن المتحدر من الكافرين هم الفجرة الكفرة إلا استثناء.

في تأثير الأولاد في الأبوين: المثل هو قصة الخضر مع نبي الله موسى (عليه السلام): {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [الكهف: 80].

فحب الوالدين لابنهما قد يشدّهما نحوه بما يجعلهما ينساقان مع كفره وطغيانه، وهذا تأثير من الأسفل إلى الأعلى (من الابن إلى الأهل).

وفي تأثير الآباء وإن علوا، يقول سبحانه:

{قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [البقرة: 170].

{قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [المائدة: 104].

{قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [لقمان: 21].

{إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: 22].

{أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ} [الأعراف: 173].

{مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ} [هود: 109].

{مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [القصص: 36].

- تأثير المحيط والبيئة

ومن جملة الشواهد القرآنية على هذا العامل:

تأثير المحيط: استنكار الله سبحانه على المستضعفين الذين يتنازلون عن دينهم نتيجة الطغيان والظلم فيقول لهم:

{قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: 97].

إن الظلم والطغيان يؤثر في ترك العقيدة فلا بد من دائرته ومحيطه.

- وتأثير الأصحاب:

{وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} [الأعراف: 202].

{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ} [الأحزاب: 18].

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الحشر: 11].

{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ} [التوبة: 11].

{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} [الذاريات: 59].

ج- تأثير الأستاذ المربي:

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} [عبس: 24 - 26].

يقال إن الطعام هنا المقصود به العلم.

والمطلوب في العلم:

ـ طهارة الماء (أن يكون مصدر العلم طاهراً وهو الأستاذ).

ـ وأن يتم تهيئة المناخ المناسب للتربية (شققنا الأرض شقاً)

تهيئة الأرضية للتربية.

{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

الذين يسألون في تحصيل العلم هم أهل الذكر والمقصود بهم العالمون الربانيون).

{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 65، 66].

أي إن الذي قطع من أجله موسى (عليه السلام) المسافات ليأتيه ويتعلم على يديه هو عبد صالح آتاه الله العلم.

{وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} [البقرة: 102].

أي إن الشياطين يعلمون الناس ما يضر ويؤذي: {مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ} [البقرة: 102].

والمطلوب في الأستاذ:

ـ أن يكون من قومه: {رَسُولًا مِنْهُمْ} [البقرة: 129].

ـ أن يتحدث بلغتهم: {بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4]، ويأتي لهم بالأمثلة والنماذج من محيطهم.

- أن يكون عالماً: {عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف: 108] / {أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43].

أن يكون ممتثلاً بالعلم، عاملاً به: {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا} [الكهف: 14]، {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2]

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي