أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-10-2017
22704
التاريخ: 27-10-2017
35256
التاريخ: 31-10-2017
12707
التاريخ: 31-10-2017
7074
|
قال تعالى : {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 34 - 43].
لما ذكر سبحانه ما أعده بالآخرة للكافرين عقبه بذكر ما أعده للمتقين فقال {إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم} يتنعمون فيها ويختارونها على جنات الدنيا التي يحتاج صاحبها إلى المشقة والعناء ثم استفهم سبحانه على وجه الإنكار فقال {أ فنجعل المسلمين كالمجرمين} أي لا نجعل المسلمين كالمشركين في الجزاء والثواب وذلك أنهم كانوا يقولون إن كان بعث وجزاء كما يقوله محمد فإن حالنا يكون أفضل في الآخرة كما في الدنيا فأخبر سبحانه أن ذلك لا يكون أبدا {ما لكم كيف تحكمون} هذا تهجين لهم وتوبيخ ومعناه أي عقل يحملكم على تفضيل الكفار حتى صار سببا لإصراركم على الكفر ولا يحسن في الحكمة التسوية بين الأولياء والأعداء في دار الجزاء.
{أم لكم كتاب فيه تدرسون} معناه بل أ لكم كتاب تدرسون فيه ذلك فأنتم متمسكون به لا تلتفتون إلى خلافه فإذا قد عدمتم الثقة بما أنتم عليه وفي الكتاب الذي هو القرآن عليكم أكبر الحجة لأنه الدلالة القائمة إلى وقت قيام الساعة والمعجزة الشاهدة بصدق من ظهرت على يده {إن لكم فيه لما تخيرون} فيه وجهان {أحدهما} أن تقديره أم لكم كتاب فيه تدرسون بأن لكم فيه ما تخيرون إلا أنه حذف الباء وكسرت إن لدخول اللام في الخبر {والثاني} إن معناه أن لكم لما تخيرونه عند أنفسكم والأمر بخلاف ذلك ولا يجوز أن يكون ذلك على سبيل الخير المطلق {أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة} أي بل لكم عهود ومواثيق علينا عاهدناكم بها فلا ينقطع ذلك إلى يوم القيامة {أن لكم لما تحكمون} لأنفسكم به من الخير والكرامة عند الله تعالى وقيل بالغة معناها مؤكدة وكل شيء متناه في الجودة والصحة فهو بالغ.
ثم قال سبحانه لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) {سلهم} يا محمد {أيهم بذلك زعيم} يعني أيهم كفيل بأن لهم في الآخرة ما للمسلمين {أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين} معناه أم لهم شركاء في العبادة مع الله وهي الأصنام فليأتوا بهؤلاء الشركاء أن كانوا صادقين في أنها شركاء الله وقيل معناه أم لهم شهداء يشهدون لهم بالصدق فتقوم به الحجة فليأتوا بهم يوم القيامة يشهدون لهم على صحة دعواهم إن كانوا صادقين في دعواهم {يوم يكشف عن ساق} أي فليأتوا بهم في ذلك اليوم الذي تظهر فيه الأهوال والشدائد وقيل معناه يوم يبدو عن الأمر الشديد الفظيع عن ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير قال عكرمة سأل ابن عباس عن قوله {يوم يكشف عن ساق} فقال إذا خفي عليكم شيء في القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب أ ما سمعتم قول الشاعر (وقامت الحرب بنا على ساق) هو يوم كرب وشدة وقال القتيبي أصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجد فيه يشمر عن ساقه فاستعير الكشف عن الساق في موضع الشدة وأنشد لدريد بن الصمة :
كميش الإزار خارج نصف ساقه *** بعيد من الآفات طلاع أنجد(2)
فتأويل الآية يوم يشتد الأمر كما يشتد ما يحتاج فيه إلى أن يكشف عن ساق {ويدعون إلى السجود} أي يقال لهم على وجه التوبيخ اسجدوا {فلا يستطيعون} وقيل معناه أن شدة الأمر وصعوبة ذلك اليوم تدعوهم إلى السجود وإن كانوا لا ينتفعون به ليس إنهم يؤمرون به وهكذا كما يفزع الإنسان إلى السجود إذا أصابه هول من أهوال الدنيا {خاشعة أبصارهم} أي ذليلة أبصارهم لا يرفعون نظرهم عن الأرض ذلة ومهانة {ترهقهم ذلة} أي تغشاهم ذلة الندامة والحسرة.
{وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} أي أصحاء يمكنهم السجود فلا يسجدون يعني أنهم كانوا يؤمرون بالصلاة في الدنيا فلم يفعلوا قال سعيد بن جبير كانوا يسمعون حي على الفلاح فلا يجيبون وقال كعب الأحبار والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات وقد ورد عن الربيع بن خثيم أنه عرض له الفالج فكان يهادي بين رجلين إلى المسجد فقيل له يا أبا يزيد لو جلست فإن لك رخصة قال من سمع حي على الفلاح فليجب ولوحبوا وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام) أنهما قالا في هذه الآية أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر لما رهقهم من الندامة والخزي والمذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون أي يستطيعون الأخذ بما أمروا به والترك لما نهوا عنه ولذلك ابتلوا وقال مجاهد وقتادة يؤذن المؤذن يوم القيامة فيسجد المؤمن وتصلب ظهور المنافقين فيصير سجود المسلمين حسرة على المنافقين وندامة وفي الخبر ((أنه تصير ظهور المنافقين كالسفافيد))(3).
__________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج10 ، ص95-97.
2- كميش الازار أي : مشمرا جادا . وطلاع انجد اي : ضابط للامور ، غالب لها . والبيت من قصيدة له يقولها في رثاء أخيه ابي عبد الله بن الصمة.
3- السفايد جمع السفود – كنفور- حديدة يشوى عليها اللحم .
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} . في الآية السابقة توعد سبحانه المجرمين بالعذاب الأكبر ، وفي هذه الآية وعد المتقين بملك دائم ونعيم قائم . . وهكذا يقرن سبحانه عاقبة المجرم بعاقبة من اتقى ترغيبا وترهيبا {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} . ليس المراد بالمسلمين هنا كل من قال : لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه . . بل المراد بهم المتقون لأنّ الحديث عنهم وعما لهم عند ربهم من جنات النعيم .
وتسأل : لا نظن ان أحدا يحكم بالمساواة بين المتقين والمجرمين حتى من لا يؤمن باللَّه واليوم الآخر - إذن - ما هو المبرر لقوله تعالى : مالكم كيف تحكمون ؟ .
الجواب : أجل ، لا أحد يساوي المتقي بالمجرم في الحكم والمكانة ، ولكن كثيرا من المجرمين يرون أنفسهم من الأتقياء ، وان لهم ما للمتقين من الأجر
والثواب ، فأنكر سبحانه عليهم هذا وقال لهم : كيف تجعلون أنفسكم في عداد المتقين وبينكم وبينهم بعد المشرقين ؟ . والذي يدل على ان هذا المعنى هو المراد الخطابات التالية :
{أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ} . هل عندكم كتاب من السماء أومن الأرض تقرؤن فيه ان لكم في الدنيا ما تحبّون ، وفي الآخرة عند اللَّه ما تشتهون ؟ . ويصدق هذا الوصف على اليهود والنصارى : {وقالَتِ الْيَهُودُ والنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وأَحِبَّاؤُهُ} - 19 المائدة إلا ان المقصود بالآية التي نفسرها عتاة قريش مع العلم انهم لم يدّعوا وجود هذا الكتاب ، ولكن القصد من الخطاب إفحامهم وانه لا دليل وما يشبه الدليل على انهم مع المتقين وان لهم ما يتخيرون . وتقدم مثله في الآية 40 من سورة فاطر والآية 21 من سورة الزخرف .
{أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ} . هل حلف اللَّه لكم الأيمان المغلظة ، وأعطاكم العهود المؤكدة ان يدخلكم الجنة مع المتقين على ان لا تبدل ولا تعدل هذه الأيمان والعهود إلى يوم القيامة ؟ . {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ} ؟ . الخطاب للرسول {ص} والزعيم الكفيل ، والمعنى سل يا محمد المشركين :
من الذي تعهد لهم بتنفيذ ذلك على فرض ادعائهم له {أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ} . المراد بالشركاء هنا الأصنام كما في الآية 27 من سورة سبأ : {قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ} والمعنى فليأت المشركون بآلهتهم التي يعبدون لتشهد لهم انهم في الجنة مع المتقين . .
والقصد من هذه الخطابات التي وجهها سبحانه إلى المشركين هوانه لا شيء يدل أو يومئ من قريب أو بعيد ان المشركين على شيء : وهذا النوع من الحجاج من أجدى الوسائل لإفحام الخصم ، وفي الوقت نفسه يفيد العلم والجزم .
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ويُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ} . يكني العرب عن الشدة والهول بالكشف عن الساق ، ومن هنا يسمى يوم القيامة بيوم الكشف عن الساق ، ولا أحد يدعى في هذا اليوم إلى السجود ولا إلى غيره من العبادات
لأنه يوم حساب وجزاء لا يوم تكليف وعمل ، وعليه يكون طلب السجود من المجرمين يوم القيامة هو طلب توبيخ وتقريع لا طلب تشريع وتكليف ، والمراد بلا يستطيعون ان السجود في ذاك اليوم لا يجديهم نفعا لأنه يوم جزاء لا يوم عمل كما قلنا . والمعنى ان الذين فرّطوا أو قصّروا في الدنيا حيث يستطيعون العمل ، ان هؤلاء سيوبخون ويعذبون يوم القيامة الذي لا يملكون فيه حيلة ولا وسيلة تقربهم إلى اللَّه .
{خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ} . الخشوع صفة للقلب لا للأبصار ، ولكنه تعالى كنّى به عن ذلَّهم وهوانهم الذي ظهر في أبصارهم ، وقوله تعالى : {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} تفسير وبيان لقوله : {خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ} . {وقَدْ كانُوا} في الدنيا {يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} فيعرضون علوا واستكبارا {وهُمْ سالِمُونَ} لا مانع يمنعهم عنه .
وبعد أن رأوا العذاب أرادوا السجود ، ولكن بعد فوات الأوان .
___________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7 ، ص394-396.
فيها تذييل لما تقدم من الوعيد لمكذبي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتسجيل العذاب عليهم في الآخرة إذ المتقون في جنات النعيم، وتثبيت أنهم والمتقون لا يستوون بحجة قاطعة فليس لهم أن يرجوا كرامة من الله وهم مجرمون فما يجدونه من نعم الدنيا استدراج وإملاء.
وفيها تأكيد أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصبر لحكم ربه.
قوله تعالى: {إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم} بشرى وبيان لحال المتقين في الآخرة قبال ما بين من حال المكذبين فيها.
وفي قوله: {عند ربهم} دون أن يقال: عند الله إشارة إلى رابطة التدبير والرحمة بينهم وبينه سبحانه وأن لهم ذلك قبال قصرهم الربوبية فيه تعالى وإخلاصهم العبودية له.
وإضافة الجنات إلى النعيم وهو النعمة للإشارة إلى أن ما فيها من شيء نعمة لا تشوبها نقمة ولذة لا يخالطها ألم، وسيجيء إن شاء الله في تفسير قوله تعالى: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم{: التكاثر: 8، أن المراد بالنعيم الولاية.
قوله تعالى: {أ فنجعل المسلمين كالمجرمين} تحتمل الآية في بادىء النظر أن تكون مسوقة حجة على المعاد كقوله تعالى: { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: 28] ، وقد تقدم تفسيره.
وأن تكون ردا على قول من قال منهم للمؤمنين: لوكان هناك بعث وإعادة لكنا منعمين كما في الدنيا وقد حكى سبحانه ذلك عن قائلهم: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى} [فصلت: 50].
ظاهر سياق الآيات التالية التي ترد عليهم الحكم بالتساوي هو الاحتمال الثاني، وهو الذي رووه أن المشركين لما سمعوا حديث البعث والمعاد قالوا: إن صح ما يقوله محمد والذين آمنوا معه لم تكن حالنا إلا أفضل من حالهم كما في الدنيا ولا أقل من أن تتساوى حالنا وحالهم.
غير أنه يرد عليه أن الآية لو سيقت لرد قولهم، سنساويهم في الآخرة أو نزيد عليهم كما في الدنيا، كان مقتضى التطابق بين الرد والمردود أن يقال: أ فنجعل المجرمين كالمسلمين وقد عكس.
والتدبر في السياق يعطي أن الآية مسوقة لرد دعواهم التساوي لكن لا من جهة نفي مساواتهم على إجرامهم للمسلمين بل تزيد على ذلك بالإشارة إلى أن كرامة المسلمين تأبى أن يساويهم المجرمون كأنه قيل: إن قولكم: سنتساوى نحن والمسلمون باطل فإن الله لا يرضى أن يجعل المسلمين بما لهم من الكرامة عنده كالمجرمين وأنتم مجرمون.
فالآية تقيم الحجة على عدم تساوي الفريقين من جهة منافاته لكرامة المسلمين عليه تعالى لا من جهة منافاة مساواة المجرمين للمسلمين عدله تعالى.
والمراد بالإسلام تسليم الأمر لله فلا يتبع إلا ما أراده سبحانه من فعل أوترك يقابله الإجرام وهو اكتساب السيئة وعدم التسليم.
والآية وما بعدها إلى قوله: {أم عندهم الغيب فهم يكتبون} في مقام الرد لحكمهم بتساوي المجرمين والمسلمين حالا يوم القيامة تورد محتملات هذا الحكم من حيث منشئه في صور استفهامات إنكارية وتردها.
وتقرير الحجة: أن كون المجرمين كالمسلمين يوم القيامة على ما حكموا به إما أن يكون من الله تعالى موهبة ورحمة وإما أن لا يكون منه.
والأول إما أن يدل عليه دليل العقل ولا دليل عليه كذلك وذلك قوله: {ما لكم كيف تحكمون}.
وإما أن يدل عليه النقل وليس كذلك وهو قوله: {أم لكم كتاب} إلخ، وإما أن يكون لا لدلالة عقل أو نقل بل عن مشافهة بينهم وبين الله سبحانه عاهدوه وواثقوه على أن يسوي بينهما وليس كذلك فهذه ثلاثة احتمالات.
وإما أن لا يكون من الله فإما أن يكون حكمهم بالتساوي حكما جديا أولا يكون فإن كان جديا فإما أن يكون التساوي الذي يحكمون به مستندا إلى أنفسهم بأن يكون لهم قدرة على أن يصيروا يوم القيامة كالمسلمين حالا وإن لم يشأ الله ذلك وليس كذلك وهو قوله: {سلهم أيهم بذلك زعيم} أو يكون القائم بهذا الأمر المتصدي له شركاؤهم ولا شركاء وهو قوله: {أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم} إلخ.
وإما أن يكون ذلك لأن الغيب عندهم والأمور التي ستستقبل الناس قدرها وقضاؤها منوطان بمشيتهم تكون وتقع كيف يكتبون فكتبوا لأنفسهم المساواة مع المسلمين، وليس كذلك ولا سبيل لهم إلى الغيب وذلك قوله: {أم عندهم الغيب فهم يكتبون} وهذه ثلاثة احتمالات.
وإن لم يكن حكمهم بالمساواة حكما جديا بل إنما تفوهوا بهذا القول تخلصا وفرارا من اتباعك على دعوتك لأنك تسألهم أجرا على رسالتك وهدايتك لهم إلى الحق فهم مثقلون من غرامته، وليس كذلك، وهو قوله: {أم تسئلهم أجرا فهم من مغرم مثقلون} وهذا سابع الاحتمالات.
هذا ما يعطيه التدبر في الآيات في وجه ضبط ما فيها من الترديد وقد ذكروا في وجه الضبط غير ذلك من أراد الوقوف عليه فليراجع المطولات.
فقوله: {ما لكم كيف تحكمون} مسوق للتعجب من حكمهم بكون المجرمين يوم القيامة كالمسلمين، وهو إشارة إلى تأبي العقل عن تجويز التساوي، ومحصله نفي حكم العقل بذلك إذ معناه: أي شيء حصل لكم من اختلال الفكر وفساد الرأي حتى حكمتم بذلك؟.
قوله تعالى: {أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون} إشارة إلى انتفاء الحجة على حكمهم بالتساوي من جهة السمع كما أن الآية السابقة كانت إشارة إلى انتفائها من جهة العقل.
والمراد بالكتاب الكتاب السماوي النازل من عند الله وهو حجة، ودرس الكتاب قراءته، والتخير الاختيار، وقوله: {إن لكم فيه لما تخيرون} في مقام المفعول لتدرسون والاستفهام إنكاري.
والمعنى: بل أ لكم كتاب سماوي تقرءون فيه أن لكم في الآخرة – أو مطلقا - لما تختارونه فاخترتم السعادة والجنة.
قوله تعالى: {أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون} إشارة إلى انتفاء أن يملكوا الحكم بعهد ويمين شفاهي لهم على الله سبحانه.
والأيمان جمع يمين وهو القسم، والبلوغ هو الانتهاء في الكمال فالأيمان البالغة هي المؤكدة نهاية التوكيد، وقوله: {إلى يوم القيامة} على هذا ظرف مستقر متعلق بمقدر والتقدير: أم لكم علينا أيمان كائنة إلى يوم القيامة مؤكدة نهاية التوكيد، إلخ.
ويمكن أن يكون {إلى يوم القيامة} متعلقا ببالغة والمراد ببلوغ الأيمان انطباقها على امتداد الزمان حتى ينتهي إلى يوم القيامة.
وقد فسروا الإيمان بالعهود والمواثيق فيكون من باب إطلاق اللازم وإرادة الملزوم كناية، واحتمل أن يكون من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل.
وقوله: {إن لكم لما تحكمون} جواب القسم وهو المعاهد عليه، والاستفهام للإنكار.
والمعنى: بل أ لكم علينا عهود أقسمنا فيها أقساما مؤكدا إلى يوم القيامة إنا سلمنا لكم أن لكم لما تحكمون به.
قوله تعالى: {سلهم أيهم بذلك زعيم} إعراض عن خطابهم والتفات إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتوجيه الخطاب لسقوطهم عن درجة استحقاق الخطاب ولذلك أورد بقية السؤالات وهي مسائل أربع في سياق الغيبة أولها قوله: {سلهم أيهم بذلك زعيم} والزعيم القائم بالأمر المتصدي له، والاستفهام إنكاري.
والمعنى: سل المشركين أيهم قائم بأمر التسوية الذي يدعونه أي إذا ثبت أن الله لا يسوي بين الفريقين لعدم دليل يدل عليه فهل الذي يقوم بهذا الأمر ويتصداه هومنهم؟ فأيهم هو؟ ومن الواضح بطلانه لا يتفوه به إلا مصاب في عقله.
قوله تعالى: {أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين} رد لهم على تقدير أن يكون حكمهم بالتساوي مبنيا على دعواهم أن لهم آلهة يشاركون الله سبحانه في الربوبية سيشفعون لهم عند الله فيجعلهم كالمسلمين والاستفهام إنكاري يفيد نفي الشركاء.
وقوله: {فليأتوا بشركائهم} إلخ، كناية عن انتفاء الشركاء يفيد تأكيد ما في قوله: {أم لهم شركاء} من النفي.
وقيل: المراد بالشركاء شركاؤهم في هذا القول، والمعنى: أم لهم شركاء يشاركونهم في هذا القول ويذهبون مذهبهم فليأتوا بهم إن كانوا صادقين.
وأنت خبير بأن هذا المعنى لا يقطع الخصام.
وقيل: المراد بالشركاء الشهداء والمعنى: أم لهم شهداء على هذا القول فليأتوا بهم إن كانوا صادقين.
وهو تفسير بما لا دليل عليه من جهة اللفظ.
على أنه مستدرك لأن هؤلاء الشهداء شهداء على كتاب من عند الله أو وعد بعهد ويمين وقد رد كلا الاحتمالين فيما تقدم.
وقيل: المراد بالشركاء شركاء الألوهية على ما يزعمون لكن المعنى من إتيانهم بهم إتيانهم بهم يوم القيامة ليشهدوا لهم أو ليشفعوا لهم عند الله سبحانه.
وأنت خبير بأن هذا المعنى أيضا لا يقطع الخصام.
قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون - إلى قوله - وهم سالمون} يوم ظرف متعلق بمحذوف كاذكر ونحوه، والكشف عن الساق تمثيل في اشتداد الأمر اشتدادا بالغا لما أنهم كانوا يشمرون عن سوقهم إذا اشتد الأمر للعمل أو للفرار قال في الكشاف: فمعنى {يوم يكشف عن ساق} في معنى يوم يشتد الأمر ويتفاقم، ولا كشف ثم ولا ساق كما تقول للأقطع الشحيح: يده مغلولة ولا يد ثم ولا غل وإنما هو مثل في البخل انتهى.
والآية وما بعدها إلى تمام خمس آيات اعتراض وقع في البين بمناسبة ذكر شركائهم الذين يزعمون أنهم سيسعدونهم لوكان هناك بعث وحساب فذكر سبحانه أن لا شركاء لله ولا شفاعة وإنما يحرز الإنسان سعادة الآخرة بالسجود أي الخضوع لله سبحانه بتوحيد الربوبية في الدنيا حتى يحمل معه صفة الخضوع فيسعد بها يوم القيامة.
وهؤلاء المكذبون المجرمون لم يسجدوا لله في الدنيا فلا يستطيعون السجود في الآخرة فلا يسعدون ولا تتساوى حالهم وحال المسلمين فيها البتة بل الله سبحانه يعاملهم في الدنيا لاستكبارهم عن سجوده معاملة الاستدراج والإملاء حتى يتم لهم شقاؤهم فيردوا العذاب الأليم في الآخرة.
فقوله: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} معناه اذكر يوم يشتد عليهم الأمر ويدعون إلى السجود لله خضوعا فلا يستطيعون لاستقرار ملكة الاستكبار في سرائرهم واليوم تبلى السرائر.
وقوله: {خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة} حالان من نائب فاعل يدعون أي حال كون أبصارهم خاشعة وحال كونهم يغشاهم الذلة بقهر، ونسبة الخشوع إلى الأبصار لظهور أثره فيها.
وقوله: {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} المراد بالسلامة سلامتهم من الآفات والعاهات التي لحقت نفوسهم بسبب الاستكبار عن الحق فسلبتها التمكن من إجابة الحق أو المراد مطلق استطاعتهم منه في الدنيا.
والمعنى: وقد كانوا في الدنيا يدعون إلى السجود لله وهم سالمون متمكنون منه أقوى تمكن فلا يجيبون إليه.
وقيل: المراد بالسجود الصلاة وهوكما ترى.
_____________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج19 ، ص335-340.
استجواب كامل :
إن طريقة القرآن الكريم في الكشف عن الحقائق ، واستخلاص المواقف ، تكون من خلال عملية مقارنة يعرضها الله سبحانه في الآيات الكريمة ، وهذا الأسلوب مؤثر جدا من الناحية التربوية . . فمثلا تستعرض الآيات الشريفة حياة الصالحين وخصائصهم وميزاتهم ومعاييرهم . . ثم كذلك بالنسبة إلى الطالحين والظالمين ، ويجعل كلا منهما في ميزان ، ويسلط الأضواء عليهما من خلال عملية مقارنة ، للوصول إلى الحقيقة .
وتماشيا مع هذا المنهج وبعد استعراض النهاية المؤلمة ل ( أصحاب الجنة ) في الآيات السابقة ، يستعرض البارئ عز وجل حالة المتقين فيقول : {إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم} .
" جنات " من ( الجنة ) حيث كل نعمة متصورة على أفضل صورة لها تكون هناك ، بالإضافة إلى النعم التي لم تخطر على البال .
ولأن قسما من المشركين والمترفين كانوا يدعون علو المقام وسموه في يوم القيامة كما هو عليه في الدنيا ، لذا فإن الله يوبخهم على هذا الادعاء بشدة في الآية اللاحقة . بل يحاكمهم فيقول : {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون} .
هل يمكن أن يصدق إنسان عاقل أن عاقبة العادل والظالم ، المطيع والمجرم ، المؤثر والمستأثر واحدة ومتساوية ؟ خاصة عندما تكون المسألة عند إله جعل كل مجازاته ومكافئاته وفق حساب دقيق وبرنامج حكيم .
وتستعرض الآية ( 50 ) من سورة فصلت موقف هؤلاء الأشخاص المماثل لما تقدم ، حيث يقول تعالى : {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي ، وما أظن الساعة قائمة ، ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى} .
نعم ، إن الفئة المغرورة المقتنعة بتصرفاتها الراضية عن نفسها . . تعبر أن الدنيا والآخرة خاصة بها وملك لها .
ثم يضيف تعالى أنه لو لم يحكم العقل بما تدعون ، فهل لديكم دليل نقلي ورد في كتبكم يؤيد ما تزعمون : {أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون} (2) أي ما اخترتم من الرأي . .
إن توقعكم في أن تكون العناصر المجرمة من أمثالكم مع صفوف المسلمين وعلى مستواهم . . . ، حديث هراء لا يدعمه العقل ، ولم يأت في كتاب يعتد به ولا هو موضع اعتبار .
ثم تضيف الآية اللاحقة أنه لو لم يكن لديكم دليل من العقل أو النقل ، فهل أخذتم عهدا من الله أنه سيكون معكم إلى الأبد : {أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون} .
وتتساءل الآية الكريمة عن هؤلاء مستفسرة عمن يستطيع الادعاء منهم بأنه قد أخذ عهدا من الله سبحانه في الاستجابة لميوله وأهوائه ، وإعطائه ما يشاء من شأن ومقام ، وبدون موازين أو ضوابط ، وبصورة بعيدة عن مقاييس السؤال وموازين الاستجابة ؟ حتى يمكن القول بأن المجرمين متساوون مع المؤمنين (3) .
ويضيف سبحانه - استمرارا لهذه التساؤلات - كي يسد عليهم جميع الطرق ومن كل الجهات ، فيقول : {سلهم أيهم بذلك زعيم} فمن منهم يضمن أن المسلمين والمجرمين سواء ، أو يضمن أن الله تعالى سيؤتيه كل ما يريد ؟ ! .
وفي آخر مرحلة من هذا الاستجواب العجيب يقول تعالى : {أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين} .
فالآية تطلب من المشركين تقديم الدليل الذي يثبت أن هذه الأصنام المنحوتة من الحجارة ، والتي لا قيمة لها ولا شعور ، تكون شريكة الله تعالى وتشفع لهم عنده .
وذهب بعض المفسرين إلى أن ( شركاء ) هنا بمعنى ( شهداء ) .
ومن خلال العرض المتقدم نستطيع القول : إن هؤلاء المجرمين لإثبات ادعاءاتهم في التساوي مع المؤمنين في يوم القيامة ، بل أفضليتهم أحيانا كما يذهب بعضهم لذلك ، لابد لهم أن يدعموا قولهم هذا بإحدى الوسائل الأربعة التالية : إما دليل من العقل ، أو كتاب من الكتب السماوية ، أو عهد من الله تعالى ، أو بواسطة شفاعة الشافعين وشهادة الشاهدين . وبما أن جواب جميع هذه الأسئلة سلبي ، لذا فإن هذا الادعاء فارغ من الأساس وليست له أية قيمة .
وقوله تعالى : {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ( 42 ) خشعة أبصرهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون ( 43 ) فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ( 44 ) وأملى لهم إن كيدي متين}
العجز عن السجود :
تعقيبا للآيات السابقة التي استجوب الله تعالى فيها المشركين والمجرمين استجوابا موضوعيا ، تكشف لنا هذه الآيات جانبا من المصير البائس في يوم القيامة لهذه الثلة المغرمة في حبها لذاتها ، والمكثرة للادعاءات ، هذا المصير المقترن بالحقارة والذلة والهوان .
يقول تعالى : {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} (4) .
جملة {يكشف عن ساق} كما قال جمع من المفسرين ، كناية عن شدة الهول والخوف والرعب وسوء الحال ، إذ أن المتعارف بين العرب عند مواجهتهم أمرا صعبا أنهم يشدون ثيابهم على بطونهم مما يؤدي إلى كشف سيقانهم .
ونقرأ جواب ابن عباس المفسر المعروف عندما سئل عن تفسير هذه الآية قال : كلما خفي عليكم شيء من القرآن ارجعوا إلى الشعر فإن الشعر ديوان العرب ، ألم تسمعوا قول الشاعر :
وقامت الحرب بنا على ساق .
إن هذا القول كناية عن شدة أزمة الحرب .
وقيل : إن ( ساق ) تعني أصل وأساس الشيء ، كساق الشجرة ، وبناء على هذا فإن جملة ( يكشف عن ساق ) تعني أن أساس كل شيء يتضح ويتبين في ذلك اليوم ، إلا أن المعنى الأول أنسب حسب الظاهر .
وفي ذلك اليوم العظيم يدعى الجميع إلى السجود للبارئ عز وجل ، فيسجد المؤمنون ، ويعجز المجرمون عن السجود ، لأن نفوسهم المريضة وممارساتهم القبيحة قد تأصلت في طباعهم وشخصياتهم في عالم الدنيا ، وتطفح هذه الخصال في اليوم الموعود وتمنعهم من إحناء ظهورهم للذات الإلهية المقدسة .
وهنا يثار سؤال : إن يوم القيامة ليس بيوم تكاليف وواجبات وأعمال ، فلم السجود ؟
يمكن استنتاج الجواب من التعبير الذي ورد في بعض الأحاديث ، نقرأ في الحديث التالي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) في قوله تعالى : {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود} قال : " حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا وتدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود " (5) .
وبتعبير آخر : في ذلك اليوم تتجلى العظمة الإلهية ، وهذه العظمة تدعو المؤمنين للسجود فيسجدون ، إلا أن الكافرين حرموا من هذا الشرف واللطف .
وتعكس الآية اللاحقة صورة جديدة لحالتهم حيث يقول سبحانه : {خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة} (6) .
هذه الآية الكريمة تصف لنا حقيقة المجرمين عندما يدانون في إجرامهم ويحكم عليهم ، حيث نلاحظ الذلة والهوان تحيط بهم ، وتكون رؤوسهم مطأطأة تعبيرا عن هذه الحالة المهينة .
ثم يضيف تعالى : {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} .
إلا أنهم لن يسجدوا أبدا ، لقد صحبوا روح التغطرس والعتو والكبر معهم في يوم القيامة فكيف سيسجدون ؟
إن الدعوة للسجود في الدنيا لها موارد عديدة ، فتارة بواسطة المؤذنين للصلاة الفردية وصلاة الجماعة ، وكذلك عند سماع بعض الآيات القرآنية وأحاديث الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) . . ولذا فإن الدعوة للسجود لها مفهوم واسع وتشمل جميع ما تقدم .
___________________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج14 ، ص366-371.
2 - جملة ( إن لكم . . ) مفعول به ل ( تدرسون ) وطبقا للقواعد فإنها يجب أن تقرأ ( أن ) ب ( فتح الهمزة ) . إلا أن مجئ اللام
على رأس اسم ( أن ) جعلها تقرأ ( إن ) ب ( كسر الهمزة ) وذلك لأن الفعل يصبح معلقا عن العمل .
3 - فسر البعض مصطلح ( بالغة ) هنا بمعنى ( مؤكد ) ، وفسرها البعض الآخر بأنها ( مستمر ) والمعنى الثاني أنسب ، وبناء على
هذا فإن ( الجار والمجرور ) في ( إلى يوم القيامة ) تكون متعلقة ب ( بالغة ) .
4 - " يوم " ظرف متعلق بمحذوف تقديره : ( اذكروا يوم . . . ) ، واحتمل البعض - أيضا - أنه متعلق ب ( فليأتوا ) في الآية السابقة ، إلا أن هذا المعنى مستبعد .
5 - نور الثقلين ، ج 5 ، ص 395 ، ح 49 .
6 - " ترهقهم " من مادة ( رهق ) ، ( على وزن شفق ) بمعنى التغطية والإحاطة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|