المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

اعتبروا يا أولي الألباب
6-11-2021
نساء الانبياء تأتي بالفاحشة بمعنى الزنا
19-11-2016
فيما يتعلق بالجليد الجاف
6-8-2016
Historical and cultural elements in the formation of British accents
2024-02-09
خداع المنافقين لأنفسهم
2023-10-02
أبو سفيان
23-5-2017


ثنائية المعرفي - الوجودي‏ في القرآن  
  
2526   06:44 مساءاً   التاريخ: 22-12-2014
المؤلف : جواد علي كسار
الكتاب أو المصدر : فهم القرآن دراسة على ضوء المدرسة السلوكية
الجزء والصفحة : ص 263- 266 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

لا ينكر صدر الدين وسلفه ابن عربي وغيرهما من أتباع هذا الاتجاه قيمة المعرفة النظرية كما لا يسقطون النشاط الإدراكي ، وإنّما يتحدّثون عن طور آخر يأتي ما بعد طور العقل حيث يقتصر دور العقل على إدراك المفهومات ، أمّا التوغّل عمقا فلا يفي به النشاط الإدراكي وحده بل لا بدّ من التجرّد وصفاء القلب ، وعلى قيمة ما يبذله المرء في هذا المجال تتفاوت العقول في الفهم العميق بعد اشتراكها في معرفة الظاهر ووعيه. يكتب : «إنّما ينكشف للعلماء الراسخين في العلم من أسراره وأغواره بقدر غزارة علومهم وصفاء قلوبهم ، وتوفّر دواعيهم على التدبّر وتجرّدهم للطلب ، ويكون لكلّ عالم منهم حظّ نقص أو كمل ، ولكلّ مجتهد ذوق كثر أو قلّ ، فلهم درجات في الترقّي إلى أطواره وأغواره ... فمن هذا الوجه تتفاوت العقول في الفهم بعد الاشتراك في معرفة ظاهر التفسير الذي ذكره المفسّرون ، وليس ما حصل للراسخين في العلم من أسرار القرآن وأغواره مناقضا لظواهر التفسير ، بل هو استكمال له ووصول إلى لبابه عن ظاهره» (1). مرة اخرى يؤكّد النص على أنّ السعة الإدراكية والفاعلية الذهنية وقوّة الفكر ، تتوقّف على السعة الوجودية المتأتية من طهارة الباطن وصفاء القلب وسلامته. لكن في النصّ إشارة إلى ما هو أهم ، وهو يصرّح أنّ الرحلة إلى أعماق القرآن لا بدّ أن تبدأ من الظاهر وتؤسّس من دون إلغاء له أو الدخول في تعارض أو قطيعة معه ، ممّا تفعله الاتجاهات الباطنية في التفسير التي تلقى من صدر الدين هجوما عنيفا.

يسعى صدر الدين كابن عربي تماما إلى الاستدلال على هذا التصور الوجودي أو مقاربته على أقل تقدير من خلال القرآن نفسه ، وذلك انطلاقا من العديد من الآيات كما في قوله : «و اعلم أنّ الحقّ تعالى إله واحد ورازق واحد وباسط واحد ، ينزل منه فيض واحد ينبسط على الكلّ بقدر واحد من جانبه ، لكن يختلف باختلاف الأذواق والمشارب ، قوله تعالى : {فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ} [الحجر : 22] وقوله : {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} [الرعد : 4] فمنه عذب فرات لصفاء المحل وسلامة القلب ، ومنه ملح أجاج لكدورة المحل بسبب المعاصي والآثام» (2).

في موضع آخر يستمد من قوله سبحانه : {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر : 17 ، 18] ؛ المعنى التالي : «يسمعون القول فيتبعون أحسنه ، بصفاء طويّة وحسن إصغاء بعد تطهير قلبهم من صفتي الجدل والنزاع ونحوهما ، متعرّضين لنفحات جود اللّه في أيام دهرهم». وهؤلاء هم الصفوة أو بتعبيره هم قبلة مخاطبي معاني القرآن وهم «المحقّقون من أهل اللّه خاصّة أو المحبّون لهم والمتشبّهون بهم ، والمؤمنون بأحوالهم من أهل القلوب المنوّرة الصافية ، العقول القويّة النافذة في أقطار الملكوت» (3).

على ضوء هذا التأسيس لا ينبغي أن نستغرب حديث هذه المدرسة عن قراءة أو تلاوة القلب ، بل مرّ معنا في نصوص ابن عربي أنّ لكلّ عضو وجارحة في الإنسان نصيبه من القراءة وحظّه من التلاوة ، ذلك أنّ : «العلم علمان ، علم اللسان وعلم القلب» (4). ثمّ هكذا يصف الشيرازي حال القلب في استماع كتاب اللّه :

«فاسمعوا بأسماع قلوبكم قراءة آيات اللّه ، ولينفذ في بواطنكم أنوار معجزة رسول اللّه ، فاتقوا اللّه وأطيعوا كلمته بقلوب صافية وبصائر مجلوّة ومرائي نقية عن الرين والغشاوة ، واسمعوا حكمته واقبلوا قوله بنفوس سليمة عن الأمراض النفسانية ، وأسماع خالية عن أقاويل المبتدعة الضالّة المضلّة الحائلة كالسّحاب بين صفحة الباطن ونور شمس الحقيقة ، فمن لم يتصل أنوار كلام الحقّ بطباعه أو لم يتحرّك بخواطره نحوه ، فلفساد فطرته الأصلية أو لغشاوة الظلمة وتراكم الحجب الحائلة بينه وبين نور الحقّ ... فلا بدّ لمن أراد أن يسلك سبيل أهل الحقّ واليقين بعد أن يطهّر نفسه عن رذائل الأخلاق أولا؛ أن يجتنب صحبة المعطّلين». النص كثيف الدلالة على دور التزكية والطهر الباطني في الانفتاح على معاني القرآن والارتقاء فيها من خلال ذلك.

_____________________

(1)- نفس المصدر 4 : 161- 162.

(2)- تفسير القرآن الكريم 4 : 413.

(3)- تفسير القرآن الكريم 4 : 338.

(4)- نفس المصدر 6 : 13.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .