أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2017
711
التاريخ: 17-10-2017
444
التاريخ: 17-10-2017
885
التاريخ: 17-10-2017
512
|
خلع المقتدر وعودته للحكم:
كان من أول الأسباب الداعية لذلك أن فتنة وقعت بين ما جورية هرون الحال و نازوك صاحب الشرطة في بعض مذاهب الفواحش فحبس نازوك ما جوريه هرون و جاء أصحاب إلى محبس الشرطة و وثبوا بنائبه و أخذوا أصحابهم من الحبس و رفع نازوك الأمر إلى المقتدر فلم يعد أحدا منهما لمكانهما منه فعاد الأمر بينهما إلى المقاتلة و بعث المقتدر إليهما بالنكير فأقصرا و استوحش هرون و خرج بأصحابه و نزل البستان النجمي و بعث إليه المقتدر يسترضيه فأرجف الناس أن المقتدر جعله أمير الأمراء فشق ذلك على أصحاب مؤنس و كان بالرقة فكتبوا إليه فأسرع العود إلى بغداد و نزل بالشماسية مستوحشا من المقتدر و لم يلقه و بعث ابنه أبا العباس و وزبره ابن مقلة لتلقيه وإيناسه فلم يقبل و تمكنت الوحشة و أسكن المقتدر ابن خاله هرون معه في داره فازداد نفور مؤنس و جاء أبو العباس بن حمدان من بلاده في عسكر كبير فنزل عند مؤنس و تردد الأمراء بين المقتدر و مؤنس و سار إليه نازوك صاحب الشرطة و جاءه بني بن قيس و كان المقتدر قد أخذ منه الدينور و أعادها إليه مؤنس و اشتمل عليه و جمع المقتدر في داره هرون بن غريب و أحمد بن كيغلغ و الغلمان الحجرية و الرجال المصافية ثم انتقض أصحاب المقتدر و جاؤا إلى مؤنس و ذلك في فتح سنة سبع عشرة فكتب مؤنس إلى المقتدر بأن الناس ينكرون سرفه فيما أقطع الحرم و الخدم من الأموال و الضياع و رجوعه إليهم في تدبير ملكه و يطالبه بإخراجهم من الدار و إخراج هرون بن غريب معهم و انتزع ما في أيديهم من الأموال والأملاك فأجاب المقتدر إلى ذلك و كتب يستعطفه و يذكره البيعة و يخوفه عاقبة النكث و أخرج هرون إلى الثغور الشامية و الجزرية فسكن مؤنس و دخل إلى بغداد و معه ابن حمدان و نازوك و الناس يرجفون بأنه خلع المقتدر فلما كان عشر محرم من هذه السنة ركب مؤنس إلى باب الشماسية و تشاور مع أصحابه قليلا ثم رجعوا إلى دار الخليفة بأسرهم و كان المقتدر قد صرف أحمد بن نصر القسوري عن الحجابة و قلدها ياقوتا و كان على حرب فارس فاستخلف مكانه ابنه أبا الفتح المظفر فلما جاء مؤنس إلى الدار هرب ابن ياقوت و سائر الحجبة و الخدم و الوزير و كل من بالدار و دخل مؤنس فأخرج المقتدر و أمه و ولده و خواص جواريه فنقلهم إلى داره و اعتقلهم بها و بلغ الخبر هرون بن غريب بقطريل فدخل إلى بغداد و استتر و مضى ابن حمدان إلى دار ابن طاهر فأحضر محمد بن المعتضد وبايعوه و لقبوه القاهر بالله و أحضروا القاضي أبا عمر المالكي عند المقتدر للشهادة عليه بالخلع و قام ابن حمدان يتأسف له و يبكي و يقول : كنت أخشى عليك مثل هذا و نصحتك فلم تقبل و آثرت قول الخدم و النساء على قولي و مع هذا فنحن عبيدك و خدمك و أودع كتاب الخلع عند القاضي أبي عمر و لم يظهر عليه أحدا حتى سلمه إلى المقتدر بعد عوده فحسن موقع ذلك منه و ولاه القضاء و لما تم الخلع عمد مؤنس إلى دار الخليفة فنهبها و مضى ابن نفيس إلى تربة أم المقتدر فاستخرج من بعض قبورها ستمائة ألف دينار و حملها إلى القاهر و أخرج مؤنس علي ابن عيسى الوزير من الحبس و ولى علي بن مقلة الوزارة و أضاف إلى نازوك الحجابة مع الشرطة و أقطع ابن حمدان حلوان و الدينور و همذان و كرمان و الصيمرة و نهوند و شيراز و ما سبذان مضافا إلى ما بيده من أعمال طريق خراسان و كان ذلك منتصف المحرم و لما تقلد نازوك الحجابة أمر الرجالة بتقويش خيامهم من الدار و أدالهم ابن جالة من أصحابه فأسفهم بذلك و تقدموا إلى خلفاء الحجاب بأن يمنعوا الناس من الدخول إلا أصحاب المراتب فاضطربت الحجرية لذلك فلما كان سابع عشر المحرم و هو يوم الاثنين بكر الناس إلى الخليفة لحضور الموكب و امتلأت الرحاب و شاطئ دجلة بالناس و جاء الرجالة المصافية شاكي السلاح يطالبون بحق البيعة و رزق سنة و قد بلغ منهم الحنق على نازوك مبالغة و قعد مؤنس عن الحضور ذلك اليوم و زعق الرجالة المصافية فنهى نازوك أصحابه أن يعرضوا بهم فزاد شغبهم و هجموا على الصحن المنيعي و دخل معهم من كان على الشط من العامة بالسلاح و القاهر جالس و عنده علي بن مقلة الوزير و نازوك فقال لنزوك أخرج إليهم فسكنهم ! فخرج وهو متحامل من الخمار فتقدم إلى الرجالة للشكوى بحالهم ورأى السيوف في أيديهم فهرب فحدث لهم الطمع فيه وفي الدولة واتبعوه فقتلوه وخادمه عجيفا ونادوا بشعار المقتدر وهرب كل من في الديار من سائر الطبقات وصلبوا نازوك وعجيفا على شاطئ دجلة ثم ساروا إلى دار مؤنس يطلبون المقتدر وأغلق الخادم أبواب دار الخليفة وكانوا كلهم صنائع المقتدر وقصد أبو الهيجاء حمدان الفرات فتعلق به القاهر و استقدم به فقال له: أخرج معي إلى عشيرتي أقتل دونك! فوجد الأبواب مغلقة فقال له ابن حمدان : قف حتى أعود إليك و نزع ثيابه و لبس بعض الخلقان و جاء إلى الباب فوجده مغلقا و الناس من ورائه فرجع إلى القاهر و تمالأ بعض الخدم على قتله فقاتلهم حتى كشفهم و دخل في بعض مسارب البستان فجاؤه إليهم فقتلوه و حملوا رأسه و انتهى الرجالة إلى دار مؤنس يطلبون المقتدر فسلمه إليهم و حملوه على رقابهم إلى دار الخلافة فلما توسط الصحن المنيعي إطمأن و سأل عن أخيه القاهر و ابن حمدان و كتب لهما الأمان بخطه و بعث فيهما فقتل له إن ابن حمدان قد قتل فعظم عليه و قال : و الله ما كان أحمد بسيف في هذه الأيام غيره و أحضر القاهر فاستدناه و قبل رأسه و قال له : لا ذنب لك و لو لقبوك المقهور لكان أولى من القاهر! وهو يبكي و يتطارح عليه حتى حلف له على الأمان فانبسط و سكن و طيف برأس نازوك و ابن حمدان و خرج أبو نفيس هاربا من مكان استتاره إلى الموصل ثم إلى أرمينية و لحق بالقسطنطينية فتنصر و هرب أبو السرايا أخو أبي الهيجاء إلى الموصل و أعاد المقتدر أبا علي بن مقلة إلى الوزارة و أطلق للجند أرزاقهم و زادهم و بيع ما في الخزائن بأرخص الأثمان و أذن في بيع الأملاك لتتمة الأعطيات و أعاد مؤنسا إلى محله من تدبير الدولة و التعويل عليه في أموره و يقال إنه كان مقاطعا للمقتدر وإنه الذي دس إلى المصافية والحجرية بما فعلوه و لذلك قعد عن الحضور إلى القاهر ثم إن المقتدر حبس أخاه القاهر عند أمه فبالغت في الإحسان إليه و التوسعة عليه في النفقة و السراري.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|