أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2017
600
التاريخ: 18-10-2017
1255
التاريخ: 17-10-2017
533
التاريخ: 17-10-2017
452
|
وزارة علي بن عيسى:
كان علي بن عيسى شيخاً من شيوخ الكتاب، فاضلاً ديناً ورعاً متزهداً. قال الصولي: وما أعلم أنه وزر لبني العباس وزير يشبه علي بن عيسى في زهده وعفته وحفظه للقرآن وعلمه بمعانيه وكتابته وحسابه وصدقاته ومبراته.
قالوا: كان دخل على بن عيسى من ضياعه في كل سنة نيفاً وثمانين ألف دينار ينفق نصفها على القفراء والضعفاء، ونصفها على نفسه وعلى عياله وأصحابه، ونهض بأمور الوزارة، وضبط الدواوين والأعمال وقرر القواعد، وكانت أيامه أحسن أيام وزير. قالوا: ما كان يعاب على بن عيسى بشيء أكثر من قولهم إنه كان ينظر كثيراً في جزئيات الأمور فربما شغلته عن الكليات. ولما ولي الوزارة فشت صدقاته ومبراته ووقف وقوفاً كثيرة من ضياع السلطان وأفرد لها ديواناً سماه ديوان البر، جعل حاصله لإصلاح الثغور وللحرمين الشريفين، وكان يجلس لرد المظالم من الفجر إلى العصر، واقتصر على أقل الطعام وأخشن الملبوس، وولي الوزارة للمقتدر مراراً، كان هو وأبو الحسن علي بن الفرات يتناوبان الوزارة مرة هذا ومرة ذاك.
وزارة حامد بن العباس:
كان حامد يتولى دائماً أعمال السواد، ولم يكن له خبرة بأعمال الحضرة، وكان كريماً مفضالاً متجملاً جميل الحاشية رئيساً في نفسه غزير المروءة قاسي القلب في استخراج المال قليل التثبت سريع الطيش والحدة، إلا أن كرمه كان يغطي على ذلك.
حدث عنه أنه دخل مرة إلى دار المقتدر فطلب منه بعض خواص الخليفة شعيراً لدوابه، فأخذ الدواة ووقع له بمائة كر، فقال له آخر من الخواص: أنا أيضاً محتاج إلى عليقٍ دوابي، فوقع له بمائة كر في ساعة واحدة، ولما عرف المقتدر قلة فهم حامد وقلة خبرته بأمور الوزارة أخرج إليه علي بن عيسى بن الجراح من الحبس وضمه إليه وجعله كالنائب له، فكان علي بن عيسى لخبرته هو الأصل، فكل ما يعقده ينعقد وكل ما يحله ينحل، وكان اسم الوزارة لحامد وحقيقتها لعلي بن عيسى، حتى قال بعض الشعراء:
قل لابن عيسى قولةً *** يرضى بها ابن مجاهد
أنت الـــــوزير وإنما *** سخــــروا بلحية حامد
جعلـــــوه عند سترةً *** لصـــــــلاح أمـرٍ فاسد
مهما شكـكت فقل له *** كم واحــــــداً في واحد
وكان حامد يلبس السواد ويجلس في دست الوزارة، وعلي بن عيسى يجلس بين يديه كالنائب وليس عليه سواد ولا شيء من زي الوزراء، إلا أنه هو الوزير على الحقيقة، فقال بعض الشعراء:
أعجب من كل ما رأينا *** أن وزيرين في بلاد
هــذا سواد بـــلا وزير *** وذا وزيــر بلا سواد
ثم عزل حامد واستوزر المقتدر بعده علي بن الفرات وسلمه إليه فقتله سراً.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|