أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2017
651
التاريخ: 17-10-2017
627
التاريخ: 1-2-2018
687
التاريخ: 17-10-2017
534
|
أخبار القرامطة في البصرة والكوفة
كان القرامطة قد استبد طائفة منهم بالبحرين و عليهم أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجناني ورث ذلك عن أبيه و اقتطعوا ذلك العمل بأسره عن الدولة كما يذكر في أخبار دولتهم عند إفرادها بالذكر فقصد أبو طاهر البصرة سنة إحدى عشرة و مائتين و بها سبط مفلح فكبسها ليلا في ألفين و سبعمائة و تسنموا الأسوار بالجبال و ركب سبك فقتلوه و وضعوا السيف في الناس فأفحشوا في القتل و غرق كثير في الماء و أقام أبو طاهر بها سبعة عشر يوما و حمل ما قدر عليه من الأموال و الأمتعة و النساء و الصبيان و عاد إلى هجر و ولى المقتدر على البصرة محمد بن عبد الله الفارقي فانحدر إليها بعد انصرافهم عنها ثم سار أبو طاهر القرمطي سنة اثنتين عشرة معترضا للحاج في رجوعهم من مكة فاعترض أوائلهم و نهبهم و جاء الخبر إلى الحاج و هم بعيد و قد فنيت أزوادهم و كان معهم أبو الهيجاء بن حمدان صاحب طريق الكوفة ثم أغار عليهم أبو طاهر فأوقع بهم و أسر أبا الهيجاء أحمد بن بدر من أخوال المقتدر و نهب الأمتعة و سبى النساء و الصبيان و رجع إلى هجر و بقي الحجاج ضاحين في الفقر إلى أن هلكوا و رجع كثير من الحرم إلى بغداد و أشغبوا و اجتمع معهم حرم المنكوبين أيام ابن الفرات فكان ذلك من أسباب نكبته ثم أطلق أبو طاهر الأسرى الذين عنده ابن حمدان و أصحابه و أرسل إلى المقتدر يطلب البصرة و الأهواز فلم يجبه و سار من هجر لاعتراض الحاج و قد سار بين أيديهم جعفر بن ورقاء الشيباني في ألف رجل من قومه و كان صاحب أعمال الكوفة و على الحاج بمثل صاحب البحر و جنا الصفواني و طريف اليشكري و غيرهم في ستة آلاف رجل فقاتل جعفر الشيباني أولا و هزمه ثم اتبع الحاج إلى الكوفة فهزم عسكرهم و فتك فيهم و أسرجنا الصفواني و هرب الباقون و ملك الكوفة و أقام بظاهرها ستة أيام يقيم في المسجد إلى الليل و يبيت في عسكره و حمل ما قدر من الأموال و المتاع و رجع إلى هجر و وصل المنهزمون إلى بغداد فتقدم المقتدر إلى مؤنس بالخروج إلى الكوفة فسار إليها بعد خروجهم عنها و استخلف عليها ياقوتا و مضى إلى واسط ليمانع أبا طاهر دونها و لم يحج أحد هذه السنة و بعث المقتدر سنة أربع عشرة و عن يوسف بن أبي الساج من أذربيجان و سيره إلى واسط لحرب أبي طاهر و رجع مؤنس إلى بغداد و خرج أبو طاهر سنة خمس عشرة و قصد الكوفة و جاء الخبر إلى ابن أبي الساج فخرج من واسط آخر رمضان يسابق أبا طاهر إليها فسبقه أبو طاهر و هرب العمال عنها و استولى على الأتراك و العلوفات التي أعدت بها و وصل ابن أبي الساج ثامن شوال بعد وصول أبي طاهر بيوم و بعث يدعوه إلى الطاعة للمقتدر فقال لا طاعة إلا لله فآذنه بالحرب و تزاحفوا يوما إلى الليل ثم انهزم أصحاب ابن أبي الساج و أسروا و وكل أبو طاهر طبيبا يعالج جراحته و وصل المنهزمون ببغداد فأرجفوا بالهرب و برز مؤنس المظفر لقصد الكوفة و قد سار القرامطة إلى عين التمر فبعث مؤنس من بغداد خمسمائة سرية ليمنعهم من عبور الفرات ثم قصد القرامطة الأنبار و نزلوا غربي الفرات و جاؤا بالسفن من الحديثة فأجاز فيها ثلثمائة منهم و قاتلوا عسكر الخليفة فهزموهم و استولوا على مدينة الأنبار و جاء الخبر إلى بغداد فخرج الحاجب في العساكر و لحق بمؤنس المظفر و اجتمعوا في نيف و أربعين ألف مقاتل إلى عسكر القرامطة ليخلصوا ابن أبي الساج فقاتلهم القرامطة و هزموهم و كان أبو طاهر قد نظر إلى ابن أبي الساج و هو يستشرف إلى الخلاص و أصحابه يشيرونه فأحضره و قتله و قتل جميع الأسرى من أصحابه و كثر الهرج ببغداد و اتخذوا السفن بالانحدار إلى واسط و منهم من نقل متاعه إلى حلوان و كان نازوك صاحب الشرطة فأكثر التطوف بالليل و النهر و قتل بعض الدعار فأقصروا عن ثم سار القرامطة عن الأنبار فاتحة سنة ست عشرة و رجع مؤنس إلى بغداد و سار أبو طاهر إلى الرحبة فملكها و استباحها و استأمن إليه أهل قرقيسيا فأمنهم و بعث السرايا إلى الأعراب بالجزيرة فنهبوهم و هربوا بين يديه و قدر إليهم الأتاوة في كل سنة يحملونها إلى هجر ثم سار أبو طاهر إلى الرقة و قاتلها ثلاثا و بعث السرايا إلى رأس عين و كفر توثا و سنجار فاستأمنوا إليهم و خرج مؤنس المظفر من بغداد في العسكر و قصد الرقة فسار أبو طاهر عنها إلى الرحبة و وصلها مؤنس و سار القرامطة إلى هيت فامتنعت عليهم فساروا إلى الكوفة و خرج من بغداد نصر الحاجب و هرون بن غريب و بني بن قيس في العساكر إليها و وصلت جند القرامطة إلى قصر ابن هبيرة ثم مرض نصر الحاجب و استخلف على عسكره أحمد بن كيغلغ و عاد فمات في طريقه و ولى مكانه على عسكره هرون بن غريب و ولى مكانه في الحجة ابنه أحمد ثم انصرف القرامطة إلى بلادهم و رجع هرون إلى بغداد في شوال من السنة ثم اجتمع بالسواد جماعات من أهل هذا المذهب بواسط و عين التمر و ولى كل جماعة عليهم رجلا منهم فولى جماعة واسط حريث بن مسعود و جماعة عين التمر عيسى بن موسى و سار إلى الكوفة و نزل بظاهر و صرف العمال عن السواد و جبى الخراج و سار حريث إلى أعمال الموفق و بنى بها دارا سماها دار الهجرة و استولى على تلك الناحية و كان صاحب الحرب بواسط بني بن قيس فهزموه فبعث إليه المقتدر هرون بن غريب في العساكر و إلى قرامطة الكوفة صافيا البصري فهزموهم من كل جانب و جاؤا بأعلامهم بيضاء عليها مكتوب : {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5] و أدخلت إلى بغداد منكوسة و اضمحل أمر القرامطة بالسواد.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|