أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-12-2017
36743
التاريخ: 7-12-2017
2722
التاريخ: 4-10-2017
2394
التاريخ: 10-12-2017
2122
|
نظر شخص من أهل الشام إلى السيدة الزكية فاطمة بنت الإمام الحسين (عليه السّلام) فقال ليزيد : هب لي هذه الجارية لتكون خادمة عندي .
وقد ظنّ أنّها من الخوارج فيحق له أن تكون خادمة عنده ، ولمّا سمعت العلوية ذلك سرت الرعدة بأوصالها ، وأخذت بثياب عمّتها مستجيرة بها ، فانبرت العقيلة (عليها السّلام) وصاحت بالرجل : كذبت ولؤمت ، ما ذلك لك ولا لأميرك .
واستشاط الطاغية غضباً من استهانة العقيلة به وتحدّيها لشأنه ، فقال لها : كذبت ، إنّ ذلك لي ، ولو شئت لفعلت .
فنهرته العقيلة (عليها السّلام) ووجّهت له سهاماً من منطقها الفياض قائلة : كلاّ والله ما جعل لك ذلك ، إلاّ أن تخرج من ملّتنا ، وتدين بغير ديننا .
وفقد الطاغية إهابه ؛ فقد أهانته أمام الطغمة من أهل الشام ، فصاح بالحوراء : إياي تستقبلين بهذا ! إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك .
ولم تحفل العقيلة (عليها السّلام) بسلطانه ولا بقدرته على البطش والانتقام ، فردّت عليه بثقة : بدين الله ودين أبي وجدّي اهتديت أنت وأبوك إن كنت مسلماً .
وأزاحت العقيلة بهذا الكلام الذي هو أشدّ من الصاعقة الستار الذي تستّر به الطاغية من أنّ الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السّلام) من الخوارج ؛ فقد استبان لأهل الشام أنّهم ذرّية رسول الله ، وأنّ يزيد كاذب بادّعائه .
وصاح الرجس الخبيث بالعقيلة : كذبتِ يا عدوّة الله .
ولم تجد العقيلة (عليها السّلام) جواباً تحسم به مهاترات الطاغية ، غير أن قالت : أنت أمير مسلّط ، تشتم ظلماً ، وتقهر بسلطانك .
وتهافت غضب الطاغية وأطرق برأسه إلى الأرض ، فأعاد الشامي كلامه إلى يزيد طالباً منه أن تكون بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) خادمة عنده ، فصاح به يزيد : وهب الله لك حتفاً قاضياً .
لقد احتفظت عقيلة الوحي بقواها الذاتية ، وإرادتها الواعية الصلبة التي ورثتها من جدّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فقابلت الطاغية بهذا الكلام المشرّف الذي حقّقت به أعظم الانتصار .
يقول بعض الكتاب : وقد حقّقت زينب (سلام الله عليها) ـ وهي في ضعفها واستكانتها ـ أوّل نصر حاسم على الطغاة وهم في سلطانهم وقوّتهم ؛ فقد أفحمته المرّة بعد المرّة ، وقد أظهرت للملأ جهله ، كما كشفت عن قلّة فقهه في شؤون الدين ؛ فإنّ نساء المسلمين لا يصحّ مطلقاً اعتبارهنَّ سبايا ومعاملتهنَّ معاملة السبي في الحروب .
وأكبر الظنّ أن كلام الشامي كان فاتحة انتقاد ليزيد ، وبداية لتسرّب الوعي عند الشاميّين ؛ وآية ذلك أنّه لم يكن الشامي بليداً إلى هذا الحدّ ؛ فقد كان يكفيه ردّ الحوراء عليه وعلى يزيد ، ومقابلتها ليزيد بالعنف الذي أخرجته من ربقة الإسلام إن استجاب لطلب الشامي ، وهذا ممّا يشعر أنّ طلبه كان مقصوداً لأجل فضح يزيد .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|