أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017
4664
التاريخ: 2023-11-05
1200
التاريخ: 2023-02-23
1391
التاريخ: 11-4-2017
2061
|
يعتبر التلفزيون من أخطر الوسائل الإعلامية، لان تأثيره يفوق تأثير الوسائل الإعلامية الاخرى، حتى لقب (بالوالد الثالث) الذي يحتل مرتبة مهمة في الأسرة، تلي مرتبة الأب والأم، وهو ليس ضيفا دائما على الأسرة فحسب بل هو مشارك في مسؤولية إعداد وتربية الأطفال.
لأن العقل الإنساني يبدأ طريق المعرفة بالدهشة، فإن دهشة الأطفال بهذه الوسيلة الجذابة (التلفزيون) لا تنتهي، ومع استمرار الدهشة يتقدم عقل الطفل الى مراحل التقليد والتعلم الى أن نجد الطفل في النهاية وقد تشكلت شخصيته وثقافته، والتلفزيون هو العامل الرئيسي المنافس لدور الأهل والمدرسة في هذه المجال.
ينتشر في المجتمعات العربية التعامل مع التلفزيون (بما في ذلك شرائط الفيديو وأجهزة الألعاب الالكترونية) كجليس للأطفال على اعتبار ان التلفزيون يقدم تسلية (لا ضرر منها) للأطفال الذين ما زال (عقلهم صغيرا)، ووقتهم طويلا ولا يجدون ما ينشغلون به دون التسبب في مشكلات، على أية حال فقد ذاع هذا السلوك لانشغال الوالدين عن أبنائهم بأمور الحياة اليومية من العمل والتواصل الاجتماعي وأصبح دورهم الراعي وليس المربي وقد يريح هذا الحل الأهل من (متاعب) أطفالهم، ولكن الثمن يكون كبيرا، ويصبح الثمن فادحا عند تعرض الأطفال الصغار لبرامج تلفزيونية غير مناسبة للأطفال على الإطلاق، وفي أحيان غير مناسبة حتى للكبار، حيث يصبح التلفزيون أحيانا محور اجتماع الأسرة بكاملها، يجلسون أمامه كالأصنام او ما يشابه، لساعات طويلة.
لا خلاف في ان مشاهدة الأطفال – خاصة هؤلاء الأكبر من سنتين – لبعض برامج التلفزيون المعدة على أساس تربوي سليم، ولفترات محدودة، لا تزيد عن ساعة او اثنتين على الأكثر في اليوم، تنطوي على فائدة للأطفال الصغار، وللنمو السليم للمخ؛ ولكن الممارسة الفعلية لمشاهدة التلفزيون تتعدى هذه الحدود الآمنة كثيرا.
ولقد أدى إحساس الوالدين بالذنب في تقصيرهم في مجالسة أبنائهم الى تلبية كل طلبات الأولاد من ألعاب وتسلية والسماح لهم بمشاهدة القنوات التلفزيونية دون رقابة.
إلا أن الدلائل تتكاثر الآن على مضار مشاهدة الأطفال الصغار للتلفزيون خاصة لفترات طويلة وبصورة غير انتقائية.
في المقام الأول: إن مشاهدة التلفزيون لأوقات طويلة تحرم صغار الأطفال من النشاطات الطبيعية اللازمة للنمو السوي للمخ وبزوغ المواهب وعلى رأسها التفاعل اللصيق والمحب مع الأبوين، وغيرهما من القائمين على رعايتهم، ومع أقرانهم.
وهنا تبرز إضافة برامج التلفزيون السطحية، وسيئة الإعداد في البلدان العربية التي تزيد الطين بلة، فلا يقف الأمر عند مجرد الحرمان من النشاطات الطبيعية اللازمة للنمو السوي واستنبات المواهب، ولكنه يصل الى التعرض لمؤثرات قد تكن بالغة السوء على النمو العقلي والوجداني للأطفال.
ثانيا: إن الاستشارة الزائدة للمخ الصغير في بعض برامج التلفزيون، خاصة المستوردة، مثل الرسوم المتحركة ومواد الفيديو الخاطفة، السريعة الإيقاع والصاخبة، ترهق خلايا المخ وتعيق النمو السوي للمتشابكات بينها، والأهم ان مثل هذه البرامج تعيق استفادة المخ من المؤثرات ذات الإيقاع العادي في باقي نشاطات الحياة في نطاق الأسرة والمدرسة وغيرهما من المؤسسات المجتمعية (حيث يكون المخ قد اعتاد على إيقاع سريع وصاخب، فلا تحظى المؤثرات العادية الإيقاع بمستوى التركيز او الاهتمام ذاته تفرضه متابعة نوعية البرامج المشار إليها).
تشير الدراسات الى أن الإفراط في مشاهدة التلفزيون يؤدي الى قصر زمن الانتباه لدى الأطفال، ويقلل من قدرتهم على التعليم الذاتي، فأكثرية برامج التلفزيون، بما في ذلك تلك المسلية للأطفال كالرسوم المتحركة، ليست تعليمية بالمعنى الواسع (أي لا تنمي قدرات التعليم الذاتي لدى الأطفال)، وحتى بالنسبة للبرامج ذات الصفة التعليمية، فإن غالبيتها تقدم كل الحلول الجاهزة أي تتصف بما يسمى التعليم السلبي PASSIVE LEARNING . ويعيق الإفراط في المشاهدة، من ثم، التحصيل التعليمي، ويضعف من بناء القدرات المعرفية والمهارات.
ثالثا: يرتبط الإفراط في مشاهدة التلفزيون، خاصة الى حد تناول الطعام أثناءها، ببدانة الأطفال، هي سمة غير مرغوبة صحياً بوجه عام.
وتتفاقم هذه المشكلة بسبب إقبال الأطفال أثناء مشاهدة التلفزيون على أنواع الطعام والشراب المصنعة غير الصحية (ما يسمى أطعمة النفايات FOOD JINK)؛ نظرا لاحتوائها على كثير من الدهون محلات الطعام والسكر المكرر، ويلاحظ انه يعلن عن هذه الأطعمة والأشربة كثيرا من خلال التلفزيون؛ فتنشأ بذلك حلقة شريرة بين الإفراط في المشاهدة والإفراط في تناول صنوف الطعام والشراب هذه. ويرتبط التعود على أنواع الطعام والشراب هذه مع الإفراط في مشاهدة التلفزيون بقلة الحركة بسبب الجلوس او الاسترخاء أمام الجهاز السحري – المضر.
رابعا: يمكن أن يتحول الإفراط في مشاهدة التلفزيون في سني العمر الأولى الى نوع من الإدمان الذي يصعب الإقلاع عنه في مراحل العمر التي يستطيع فيها الإقبال على أنشطة حيوية تساعد على نمو الطفل معرفيا ووجدانيا، مثل الدراسة والنشاطات الاجتماعية ان تتنافس مع التلفزيون.
كذلك لا تكاد تشاهد برنامجا او مسلسلا تلفزيونيا او حتى الاخبار إلا وتجد نفسك محاطا بكم هائل من الإعلانات التجارية. ولا تلام المحطات التلفزيونية على ذلك فهي تجني من جراء هذه الإعلانات مبالغ ضخمة تغطي تكاليف بثها الذي قد يمتد أربعا وعشرين ساعة. والإعلان التجاري نفسه أصبح علما قائما بذاته أساسه ومنطلقاته علم النفس عامة وعلم نفس النمو خاصة مما جعله مؤثرا قويا في رفع القوة الشرائية لدى أفراد المجتمع والقناعة الجماعية بالمنتج لدى المجتمعات.
رغم تعدد الأسماء لنوع واحد من المنتجات نجد ان اسما واحدا لهذا المنتج مسيطر على أذهان الناس وإن كان أكثر ثمنا من غيره من المنتجات المشابهة وأذكر أن أحد المنتجات الغذائية كان ذا رواج منقطع النظير لقناعة المستهلك به من خلال الإعلانات التجارية عنه حتى اتى منتج محلي مشابه أعلن عنه بأسلوب علمي ركز في بدايته على زعزعة الثقة بالمنتج الآخر لفترة زمنية ليست بالقصيرة من ثم أتجه الإعلان الى أسلوب إحلال الثقة بهذا المنتج محل المنتج السابق وقد نجح هذا الأسلوب الدعائي الذي اعتمد على مفاهيم وحقائق علم النفس وتحليل سلوكيات المجتمع وأعلم من خلال قراءاتي أنه دفع الكثير في سبيل الوصول الى هذا المستوى من الثقة، وكان المردود المالي أضعاف ما دفع في الإعلانات التجارية.
وحتى لا نبقى ضمن الكلام النظري نطبق هذا الكلام على قناة (سبيس تون) الفضائية باللغة
العربية الخاصة بالأطفال ومن خلال الملاحظة الدقيقة لها ومن خلال الإحصاءات والدراسات يتبين لنا ان هذه القناة الفضائية ذات إقبال ومتابعة عالية من قبل الأطفال، وبعد بحث مطول قمنا به ظهر لنا أن الأطفال يتأثرون جدا بالإعلانات المتداخلة بكثرة فيها والتي تركز على السلع الغذائية والألعاب والهدايا كما وتأكد لنا من خلال استقصاءات مع أهالي الأطفال أن الأخيرين يطلبون السلع المعلن عنها بشدة وهذا ما دفعنا الى إصدار توصيات لا بد من مراعاتها نظرا لهذه العلاقة الواضحة والأكيدة بين سلوك الأطفال والإعلانات التي يشاهدونها: وبالتالي لا بد من:
1ـ مراقبة الأطفال عند مشاهدتهم لقنوات التلفزيون حتى وإن كان ما يشادونه أفلاما كرتونية لما فيها من أثر وتغير في السلوك والفكر الحالي وفي المستقبل.
2ـ تحديد ساعات المشاهدة للأطفال وليس تركهم بالساعات يقضون أوقاتهم أمام هذا الجهاز الخطير.
3ـ الانتباه الى أهمية القنوات الفضائية التلفزيونية الخاصة بالأطفال والإقبال عليها واهتمام المربين والمستثمرين والإعلاميين بمثل هذه القنوات في زرع المفاهيم وغرس المستقبل.
4ـ دراسة أسباب موافقة الآباء على شراء السلع المعلن عنها.
5ـ دراسة الإعلانات الخاصة بالأطفال وأبعادها الجاذبة.
وأخيرا لا بد من القول أننا إذا كنا كتربويين وإعلاميين لا نستطيع في الوقت الحاضر ان نتملك أجهزة إعلامية قادرة على إيصال الفكر البناء فلا بأس من وضع آليات وتقنيات تمكننا من حسن التعامل مع الوسائل الموجودة على الساحة للاستفادة منها أولا ولدرء مخاطرها ومفاسدها ثانيا.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|