المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أسباب تغير المعنى  
  
4549   03:03 مساءً   التاريخ: 15-8-2017
المؤلف : د. احمد مختار عمر
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة
الجزء والصفحة : ص237- 242
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / المشكلات الدلالية / تغير المعنى /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2017 3403
التاريخ: 15-8-2017 4385
التاريخ: 15-8-2017 650
التاريخ: 5-9-2017 3858

 

في اوائل هذا القرن رأي اللغوي الفرنسي انطوان مييه Antoine Meillet أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لتغير المعنى هي : اللغوية والتاريخية والاجتماعية .

ويعقب أولمان على هذا بقوله : (هذه الأنواع الثلاثة مجتمعة تستطيع فيما بينها أن توضح حالات كثيرة من تغير المعنى ، ولكنها مع ذلك ليست جامعة بحال من الأحوال)(1) .

ولعل اهم الأسباب التي تؤدي الى تغير المعنى ما يأتي :

1- ظهور الحاجة .

حينما يملك المجتمع اللغوي فكرة أو شيئاً يريد أن يتحدث عنه فإنه يمثله بمجموعة من الأصوات في مفردات أو معجم اللغة .

وقد يكون هذا التمثيل عن طريق الاقتراض (حينما يؤخذ الشيء من مصدر خارجي) ، وقد يكون عن طريق صك لفظ جديد coining على طريقة كلمات هذه اللغة . ويحدث الأخير كثيراً بالنسبة للمسميات التجارية التي توضع عادة دون نظر لأصلها أو اشتقاقها، وإنما باعتبار سهولة تذكرها وحسن جاذبيتها (2) .

ولا يعد النوعان السابقان من تغير المعنى . ولكن هناك وسيلة ثالثة من

ص237

هذا الباب وهي أن يلجأ أبناء اللغة الى الالفاظ القديمة ذات الدلالات المندثرة فيحيون بعضها ويطلقونه على مستحدثاتهم ملتمسين في هذا أدنى ملابسة . يقول Waldron : (في المخترعات والاكتشافات ، الحديثة نحن نستعمل ألفاظاً قديمة لمعان حديثة ولذا يتغير المعنى) ، ويقول ايضاً : (مصطلحات العلوم والرياضية والتخصصات المختلفة قد تنتقل الى لغة الناس كذلك) (3) . ويقول ابراهيم أنيس : (وهكذا وجدنا أنفسنا أمام ذلك الموج الزاجر من الألفاظ القديمة الصورة الجديدة الدلالة) . ويمثل لذلك بكلمات مثل : المدفع والدبابة والسيارة والقاطرة والثلاجة والسخان والمذياع والذبذبات والتسجيل والجرائد والصحف ... ثم يمضي قائلاً : ( وغير ذلك من آلاف الألفاظ التي أحياها الناس أو اشتقوها وخلعوا عليها دلالات جديدة تطلبتها حياتهم الجديدة . وتتم هذه العملية عن طريق الهيئات والمجامع اللغوية ، أو قد يقوم بها بعض الأفراد من الموهوبين في صناعة الكلام كالأدباء والكتاب والشعراء ، ثم تفرض تلك الألفاظ في وضعها الجديد على أفراد المجتمع للتداول والتعامل بها ..) (4) .

2- التطور الاجتماعي والثقافي :

قد يدخل هذا السبب في السبب السابق ، ولكنه لأهميته أفرده الكثيرون بالذكر . ويظهر هذا السبب في عدة صور :

أ- فقد يكون في شكل الانتقال من الدلالات الحسية الى الدلالات التجريدية نتيجة لتطور العقل الانساني ورقية . وانتقال الدلالة من المجال المحسوس الى المجال المجرد يتم عادة في صورة تدريجية ، ثم قد تنزوي الدلالة المحسوسة ، وقد تندثر ، وقد تظل مستعملة جنباً الى جنب مع الدلالة التجريدية لفترة تطول أو تقصر (5) .

ص238

ب- وقد يكون في شكل اتفاق مجموعة فرعية ذات ثقافية مختلفة على استخدام ألفاظ معينة في دلالات تحددها تتماشى مع الأشياء والتجارب والمفاهيم الملائمة لمهنها أو ثقافتها ، وقد يؤدي هذا الى نشوء لغة خاصة jargon . ولا شك أن شدة الاتصال بين أفراد هذه الجماعة ، وبينها وبين أفراد أخرى من المجتمع الكبير سيقضي على صعوبة إفهام الآخرين وتعاملهم مع المدلول الجديد . وقد حدث مثل هذا بالنسبة للكلمات الدينية كالصلاة والحج والزكاة والوضوء والتيمم ... ويمكن القول على وجه العموم إن الاتجاه في مثل هذه الحالات يميل نحو التضييق في معنى الكلمة حين تنتقل من الاستعمال العام الى المجالات المتخصصة (6) .

حـ - وقد يكون في شكل استمرار استخدام اللفظ ذي المدلول القديم وإطلاقه على مدلول حديث للإحساس باستمرار الوظيفة رغم الاختلاف في الشكل .

ومن أمثلة ذلك كلمة ship (سفينة) التي لم تتغير صيغتها بشكل يكاد يذكر منذ العهد الأنجلو سكسوني . ومع ذلك فإن السفن الحالية تختلف عن السفن التي كان يبحر عليها قراصنة الشمال من عدة وجوه كالحجم والتركيب والشكل والخواص الفنية ... ومثل هذا يقال عن كلمة book المأخوذة من الإنجليزية القديمة böc . ولا شك أن الطباعة قد غيرت من مفهوم الكلمة الى حد كبير (7) .

3- المشاعر العاطفية والنفسية :

تحظر اللغات استعمال بعض الكلمات لما لها من إيحاءات مكروهة ، أو لدلالتها الصريحة على ما يستقبح ذكره ، وهو ما يعرف باللامساس أو الـ taboo (8) .

ص239

ولا يؤدي اللامساس الى تغيير المعنى . ولكن يحدث كثيراً أن المصطلح البديل يكون له معنى قديم ، مما يؤدي الى تغير دلالة اللفظ . فكأن اللامساس يؤدي الى التحايل في التعبير أو ما يسمى بالتلطف ، وهو في حقيقة إبدال الكلمة الحادة بكلمة أقل حدة وأكثر قبولاً ، وهذا التلطف هو السبب في تغير المعنى (9) .

4- الانحراف اللغوي :

قد ينحرف مستعمل الكلمة بالكلمة عن معناها الى معنى قريب أو مشابه له فيعد من باب المجاز ، ويلقى قبولاً من أبناء اللغة بسهولة . وسنتناول المجاز في عنوان مستقل . وقد يكون الانحراف نتيجة سوء الفهم أو الالتباس أو الغموض ، وحينئذٍ يتصدى له اللغويون بالتقويم والتصويب ، وغالباً ما يكون محل رفض منهم ، حتى لو قبلته الجماعة اللغوية وجرى على ألسنتهم .

ويحدث سوء الفهم حين يصادف المرء اللفظ لأول مرة فيخمن معناه ، وقد ينتهي به التخمين الى دلالة غريبة لا تكاد تمت الى ما في ذهن المتكلم بأي صلة .

وحين يتكرر هذا الانحراف من أكثر من شخص قد يؤدي هذا الى تطور اللفظ تطوراً مفاجئاً يرثه الجيل الناشئ ويركن إليه .

ويتم مثل هذا التغير الفجائي عادة في البيئات البدائية حيث الانعزال بين أفراد الجيل الناشئ وجيل الكبار ، ثم تسود تلك الدلالة الجديدة . ويمثل الدكتور أنيس لهذا التغير الفجائي أو الانحراف اللغوي بكلمات مثل الأرض التي تحمل دلالات عدة متباينة . فهي الكوكب المعروف ، وهي الزكام (وهي الرعدة كذلك) ، ومثل الليث الذي يعني الأسد ويعني أيضاً العنكبوت (10) .

ويعد الأطفال كذلك أحد الأمثلة البارزة للانحراف اللغوي خصوصاً وأنهم

ص240

يغلبون جانب الشكل على جانب الوظيفة . فقد يطلق الطفل على الفأس والمطرقة لفظ (قدوم) . وقد استعمل طفل في الثالثة كلمة paint بدلاً من ورنيش الحذاء الذي تستعمل معه الفرشاة (11) . ويقول الدكتور أنيس : (فالكنبة عند بعضهم سرير ، والمكتبة عند آخرين دولاب ، والمكتب ترابيزة .. ويختلط الطفل كذلك بين انواع الطيور فالحمامة عصفور ولحدأة غراب) (12) . وهناك أمور كثيرة يخلط الطفل بينها مثل الفاظ الألوان، والألفاظ ذات دلالات المتضادة ، والألفاظ ذات النطق المتشابه ، وغيرها(13).

5- الانتقال المجازي :

وعادة ما يتم بدون قصد ، وبهدف سد فجوة معجمية . ويميز الاستعمال المجازي من الحقيقي للكلمة عنصر النفي الموجود في كل مجازي . وذلك كقولنا :

رجل الكرسي ليست رجلاً ، وعين الإبرة ليست عينا . وعنصر النفي هذا هو الذي يمكن من توجيه أسئلة ملغزة نحو :

ما الذي له لسان ولا يمكن أن يتكلم ؟

ما الذي له عين ولا يمكن أن يرى ؟

ما الذي له أسنان ولكنه لا يعض ؟

وقد يحدث بمرور الوقت أن يشيع الاستعمال المجازي فيصبح للفظ معنيان ، وقد يشيع المعنى المجازي على حساب المعنى الحقيقي ويقضي عليه .

وميز بعضهم بين الأنواع الثلاثة الآتية للمجاز :

أ- المجاز الحي (living) الذي يظل في عتبة الوعي ، ويثير الغرابة والدهشة عند السامع .

ص241

ب- المجاز الميت (dead) أو الحفري (fossil) وهو النوع الذي يفقد مجازيته ويكتسب الحقيقية من الألفة وكثرة التردد .

حـ - المجاز النائم (sleeping) أو الذاوي (faded) ويحتل مكانا وسطا بين النوعين السابقين .

والفرق بين المجاز الميت والمجاز النائم هو جزئيا سؤال عن درجة الوعي اللغوي(14) .

وسيأتي مزيد حديث عن المجاز في العنوان التالي : (أشكال تغير المعنى) .

6- الابتداع :

ويعد الابتداع innovation أو الخلق creativity من الأسباب الواعية لتغير المعنى. وكثيرا ما يقوم به أحد صنفين من الناس :

أ- الموهوبون من أصحاب المهارة في الكلام كالشعراء والأدباء . وحاجة الأديب الى توضيح الدلالة أو تقوية أثرها في الذهن هي التي تحمله على الالتجاء الى الابتداع .

ب- المجامع اللغوية والهيئات العلمية حين تحتاج الى استخدام لفظ ما للتعبير عن فكرة أو مفهوم معين ، وبهذا تعطى الكلمة معنى جديداً يبدأ أول الأمر اصطلاحاً ، ثم قد يخرج الى دائرة المجتمع فيغزو اللغة المشتركة كذلك . ومثال ذلك كلمة root التي يختلف معناها بحسب مهنة المتكلم أهو مزارع أم عالم رياضات أم لغوي (15) .

ص242

_________________

(1) دور الكلمة في اللغة ص 157 - 160 .

(2) انظر Introduction : Arlotto ص 167 ، 168 .

(3) Sense and Sense Development  ص 117 .

(4) دلالة الألفاظ ص 146 ، 147 .

(5) دلالة الألفاظ ص 161 ، 162 .

(6) دور الكلمة في اللغة ص 159 ، 160 ، و Arlotto ص 175 .

(7) دور الكلمة في اللغة ص 158 ؛ و Arlotto  ص 181 ، 182 ؛ و Sense ص 180 .

(8) انظر : دور الكلمة في اللغة ص 177 .

(9) انظر أمثلة كثيرة للتطلف واللامساس : دلالة الألفاظ ص 139 - 145 . وانظر في دور اللامساس في تغيير المعنى : Sense ص 118 ، 119 ؛ ودور الكلمة في اللغة ص 177 .

(10) دلالة الألفاظ ص 135 ، 136 .

(11) Introduction : Dillon ص 21 .

(12) دلالة الألفاظ ص 92 . وانظر امثلة أخرى كثيرة في الصفحات التالية .

(13) وقد اعتبر أولمان المشابهة بين اللفظين من الأسباب التي تؤدي الى عقد صلة زائفة بينهما ، وربما يؤثر في معنى إحدى الكلمتين (دور الكلمة في اللغة ص 175) .

(14) Sense ص 162 - 179 .

(15) Introduction : Arlotto ص 174 ، 175 ؛ ودلالة الألفاظ ص 145 . وقد ذكر Stern أسبابا أخرى لتغير المعنى مثل القياس والاستبدال والتقصير وتعديل الرتبة .. (انظر Sense ص 130-133) .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.