المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الإمام علي (عليه السلام) وأهل الكتاب
2024-11-22
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19



المشترك اللفظي (الآثار السلبية للمشترك اللفظي)  
  
2760   02:49 مساءً   التاريخ: 15-8-2017
المؤلف : د. احمد مختار عمر
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة
الجزء والصفحة : ص183- 188
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / المشكلات الدلالية / المشترك اللفظي /

 

إن أخطر الآثار السلبية لظاهرة المشترك اللفظي (1) ما قد توجده من تشويش يعوق التفاهم ، أو يلقى ظلالا من الغموض على المعنى . ويترتب على ذلك

ص183

صراع بين المعنيين او المعاني يحمل نتائج لغوية هامة قد تتصل بوجود الكلمة ذاتها . وتواجه اللغة هذه المشكلة الخطيرة او الحالة الوبائية - كما سماها اولمان (2) - بجملة من الاجراءات السريعة تضع حدا لهذا الصراع ، وتفصل بين الكلمتين .

ومن هذه الاجراءات :

اولا : هجر احد المعنيين وتركه بالكلية لتصادمه (3) مع المعنى الاخر ، وكثيرا ما يهجر المعنى ويبقى المعنى الثاني ، اذا ما حدث الاحتكاك .

وعادة ما يحدث الاحتكاك اذا تحققت الشروط الاتية :

1 - ان تكون الكلمتان مستعملتين في نفس المجال اللغوي وفي طبقة اجتماعية واحدة . وان كلمة يستعملها الفلاحون لا يمكن ان يحدث احتكاك بينها وبين نفس الكلمة اذا كانت مستعملة في لغة المثقفين . ومن امثلة هذا الاحتكاك من اللغة الانجليزية : الكلمتان : a near ( كلية ) و an ear ( اذن ) في حالة وجود اذاة التنكير فيهما ، كانتا تنطقا بصورة واحدة . ولما كان من الواضح عدم امكانية تسمية عضوين مختلفين من اعضاء الانسان باسمين متحدين في النطق حلت الكلمة Kidney محل كلمة near في معظم المناطق . اما في المناطق الاخرى حيث بقيت كلمة near فان الكلمة ear هي التي اختفت وحل محلها كلمة اخرى هي lug (4) .

2 - ان تكون الفترة الزمنية واحدة . فلا يمكن ان يعد اللفظ الذي هجر في وقت ما متأثرا بلفظ آخر لا يشترك معه في الفترة الزمنية .

3 - ان تنتمي كلمتا المشترك اللفظي الى نفس النوع الكلامي وان يردا في نفس

ص184

التراكيب النحوية . فليس من المحتمل نشوء صراع بين اسم وفعل ، او اسم وفعل ، او اسم وصفة ، او مفرد وجمع ، كما ليس من المحتمل نشوء صراع بين لفظين يختلفان في التراكيب النحوية التي يردان فيها .

والامثلة على عدم حدوث الاحتكاك كثيرة منها :

أ - كلمة fly الانجليزية التي تستعمل اسما وفعلا .

ب - كلمة read التي لا تلتبس بكلمة read ( صيغة الماضي ) لاختلاف النوع الكلامي ( لاحظ اتحاد النطق ، ولا يهم اختلاف الكتابة ) .

جـ - كلمتا sow ( ينثر - يبذر الحب ) و sew (يخيط ) لاختلاف التركيب النحوي الذي تقع فيه كل . والكلمات والافكار التي تصاحب كلا منهما عادة ما تختلف .

د - كلمة " دقيق " العربية التي تستعمل صفة في مثل " كلام دقيق " واسما في مثل " استيراد الدقيق " .

هـ - كلمة " غروب " التي تأتي مفردا وتأتي جمعا .

و - كلمة " قدح " اسم لما يشرب فيه ، مع كلمة "قدح " الفعلية ( قدح في نسبة اي طعن )

ز - كلمة " ثعبان " بمعنى العظيم من الحيات ، مع كلمة " ثعبان " جمع " ثعب " ، وهو مسيل الوادي .

4 - ان تتحد كتابة الكلمتين كما في light ( بمعنى خفيف وبمعنى ضوء ) . أما اختلاف كتابتهما فقد يعمل على الاحتفاظ بهما بعيدتين عن الاحتكاك ، لانه عادة ما يصحب نطق المثقف للفظ تصور من نوع معيين لطريقة كتابته . ولهذا نجد هذا النوع من الكلمات يتم التخلص فيه من احد اللفظين في لغة الحديث اسرع من لغة الكتابة (5).

ص185

ومن امثلة اختلاف الكتابة كلمتا : sow و sew السابق ذكرهما ، وكلمتا right و rite (6) .

ثانيا : بقاء اللفظين ، مع الاعتماد على السياق او القرنية الخارجية لتحديد المعنى المراد . وانه نفوذ السياق الذي يجعلنا نعطي كلمة ما بضعة معان مختلفة دون خشية الخلط . ونعتمد على السياق الذي يحدد المعنى المراد ويستبعد المعاني الاخرى من الذهن .

فحينما يسمع الانجليزي الجملة wines and spirits لا يفكر الا في معنى واحد ولا يرد بباله الملاك او الشبح او الروح .. وحينما يسمع قول القائل : He will write a latter لن يخطر بباله التساؤل : اهي writ ام right ام rite

ومن امثلة ذلك في العربية كلمة " عين " التي تستعمل حتى الان في اكثر من معنى خوف الالتباس اعتمادا على دلالة السياق . فقولنا : تفجرت عين في الصحراء غير قولنا : دمعت عين فلان . ومن ذلك العبارة المنقولة عن ابن عباس حين اصابت الناس زلزلة : أزلزلت الارض ام بي ارض ( اي رعدة ) (7) .

ص186

وقد ادى الاعتماد على السياق الى ان تعيش كثير من كلمات المشترك اللفظي جنبا الى جنب عدة قرون في اللغة الواحدة دون ان يسبب ذلك غموضا او سوء فهم ، او حتى صعوبة من نوع ما .

ومع هذا يحدث احيانا ان يعجز السياق عن تحديد المعنى المراد ، او ان يفسد اللفظ الغامض معنى بقية الجملة بدلا من ان يكتسب الوضوح منها . وقد لاحظ يسبرسن الخلط الذي وقع بين الكلمتين son و sun حين سألت والدة طفلتها الصغيرة عما اذا كانت اللعبة التي تضمها بين ذراعيها هي her son فأسرعت الطفلة نحو الشباك وصاحت - مشيرة الى السماء - that is my sun . كذلك فإن كلمة bore في الجملة : Our mother bore us لا يتضح معناها : أهو : حملتنا ؟ أم أطاقتنا وتحملتنا (8) ؟

ثالثا : تغيير صيغة احدى الكلمتين حتى تأخذ شكلا خاصا بها يميزها عن الكلمة الاخرى . ومن أمثلة ذلك كلمة gate (مدخل - شارع ) . وقد وجدت طريقتان لعلاج مشكلة الغموض . الطريقة الاولى هي طرح gate الثانية جانبا . والطريقة الاخرى - وهي التي تهمنا هنا - التفريق في الصيغة الصوتية بينهما ، وذلك بتحويل gate بمعنى مدخل الى yate او yet

ومن امثلة ذلك من اللهجة الليبية : كلمة " رقبة " التي تنطق " ركبة " .

وبهذا تلتقي في النطق مع كلمة " ركبة " الموجودة بالفعل . وقد كان المتوقع نطق اللفظين بالكاف المجهورة لمجاورتها الباء ، ولكن لأمن اللبس بالغ اليبيون في جهر كاف الكلمة الاولى وهمس كاف الكلمة الثانية .

ومن أمثلته من العامية المصرية كلمة : دقيق بالنطق القاهري . فهي تنطق اذا كانت بمعنى دقيق القمح " دنيء " بكسر الدال ، واذا كانت في مثل العبارة " كلام دنيء " تنطق بفتح الدال (9) .

ص187

رابعا : عدم استخدام بعض الكلمات التي ينبغي ان تنطق بإبدال صوتي معين ( طبقا لنظام اللهجة الصوتي ) وذلك لإنها لو استخدمت بعد ابدالها الصوتي لطابقت كلمة اخرى موجودة بالفعل في اللغة ، مما يؤدي لى نشوء المشترك اللفظي .

ومن امثلة ذلك من العامية المصرية كلمة : " ذم " التي تقلب ذالها زايا ( زم ) ولا تقلب دالا ( كما حدث مع ذبح - دبح ، وذبل - دبل ) حتى لا تلتبس بكلمة دم المستعملة في اللهجة . ومثلها كلمة " ضرس " التي تنطق ضادها دالا لأمن اللبس . ولكن في : " اسنانه تضرس " حوفظ على الضاد حتى لا يلتبس اللفظ بكلمة " تدرس " المستعملة في اللهجة (10) .

خامسا : وقد ينتج عن صراع المعاني بين كلمات المشترك اللفظي تحديد استعمال الكلمات . فتخصص كلمة منه بمجموعة او مهنة او دائرة معينة . فكلمة " جذر " لها معنى واحد عند الفلاح او عالم النبات ، ولها معنى ثان عند اللغوي ، ومعنى ثالث عند عالم الرياضيات . ولا تتصارع هذه الكلمات لتخصيص كل منها بمهمة معينة (11) .

ص183

_______________

(1) ينطبق هذا على البوليزيمي والهومونيمي جميعا . ويرى Robert Minner أن البوليزيمي ربما كان أخطر على المعنى من الهومونيمي نظر لكثرة تردده في الكلام (Multiple Meaning ص60) .

(2) انظر : دور الكلمة في اللغة ص 130 .

(3) من المجازفة ان ننسب اختفاء معنى قديم دائما الى ظهور معنى جديد او انتشاره . فقد يختفي المعنى بسبب اختفاء الشيء الذي يعبر عنه . كما قد يختفي اللفظ لصعوبة النطق به ، وذلك حين يوجد لفظ اخر اسهل منه يؤدي معناه .

(4) دور الكلمة في اللغة ص 131 ، 132 . و Meaning and Style ص 22 ، 23 .

(5) انظر من قضايا اللغة والنحو ص 32 ، ودور الكلمة في اللغة ص 128 ، و Edna Williams في كتابه القيم : The conflict of Homonyms in English في مواضع متعددة من الكتاب .

(6) قد يعجل بهجر الكلمة تشابهها في النطق مع كلمة ذات انطباعات سيئة ، او تطابقها مع كلمة مستهجنة او ذات مغزى سيء . فكلمة undertaker بعد ان تخصصت في معنى funderal undertaker فقدت معانيها الاخرى التي ما يزال في استطاعة الكلمة الاخرى undertakingان تؤديها . ومن الأمثلة الطريفة النادرة ما حدث لكلمتي queen ( بمعنى وقحة او سيئة السلوك او فاجرة ، وملكة ) فلم تهجر الكلمة في معناها الحسن ، ولكن هجرت في معناها السيء . وهذا نادر الحدوث . ومن امثلة هجر الكلمة لتشابهها في النطق مع كلمة ذات انطباع سيء كلمة ass الانجليزية التي تتشابهه في النطق مع كلمة arse ذات المدلول غير المهذب .

وامثلة هذا النوع من اللغة العربية : كلمة كنيف التي كانت تعنى الساتر او الحظيرة من الشجر فلما استعملت بالمعنى المعروف هجرت في معناها الاول . وكلمة " قحبة " كانت تعنى في العربية القديمة المرأة الكثير السعال ، ثم اطلقت على المرأة الفاجرة او البغي لأنها كانت تعل وتتنحنح لتلفت نظر طلابها . فحين استعمل اللفظ في معناه الثاني هجر في معناه الاول .

وقد يؤدي التشابه الصوتي الى تجنب الكلمة منذ البداية . ففي مصر يقولون : عنده امل وآمال ولكنهم يتجنبون استعمال الفعل واسم الفاعل ( يؤمل - مؤمل ) لأنهما يتطابقان مع النطق المصري لكمتي يقمل ومقمل . ويستغنون عن هذا بقولهم : عنده امل .

(7) ومن ذلك : الخياط يقص الثوب - البدوي يقص الأثر ( فندريس - اللغة ص 228).

(8) دور الكلمة في اللغة ص 129 ، ومن قضايا اللغة والنحو ص 34 .

(9) تتخلص الهجة الكويتية من مثل هذا المشترك اللفظي عن طريق تخصيص كلمة دقيق ( تنطق دجيج ) للمعنى الثاني ، والتعبير عن المعنى الاول بكلمة طحين .

(10) انظر دور الكلمة في اللغة ص 123 ، ومن قضايا اللغة والنحو ص 34 - 36 . وانظر ايضا The .conflict of homonyms in English .

(11) انظر 147 . lntroduction to Historical Linguistics .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.