المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6667 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



المنصور وقتل أبي مسلم الخراساني  
  
2611   04:21 مساءً   التاريخ: 4-7-2017
المؤلف : ابن الاثير
الكتاب أو المصدر : الكامل في التاريخ
الجزء والصفحة : ج4، ص 621 - 630
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة العباسية / خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى / ابو جعفر المنصور /

قتل أبي مسلم الخراساني:

وفي سنة سبع وثلاثين ومائة قتل أبو مسلم الخراساني قتله المنصور وكان سبب ذلك أن أبا  مسلم كتب إلى السفاح يستأذنه في الحج على ما تقدم وكتب السفاح إلى المنصور وهو على الجزيرة وارمينية واذربيجان ان أبا مسلم كتب الي يستأذنني ي الحج وقد أذنت له وهو يرد أن يسألني أن أوليه الموسم فاكتب إلي تستأذنني في الحج فآذن لك فانك إن كنت بمكة لم يطمع أن يتقدمك فكتب المنصور إلى أخيه السفاح يستأذنه في الحج ف أذن له فقدم الأنبار فقال أبو مسلم أما وجد أبو جعفر عاما يحج فيه غير هذا وحقدها عليه وحجا معا فكان أبو مسلم يكسو الأعراب ويصلح الأبار والطريق وكان الذكر له وكان الأعراب يقولون هذا المكذوب عليه فلما قدم مكة ورأى أهل اليمن قال أي جند هؤلاء لو لقيهم رجل ظريف اللسان غزير الدمعة فلما صدر الناس عن الموسم تقدم أبو مسلم في الطريق على أبي جعفر فأتاه خبر وفاة السفاح فكتب إلى أبي جعفر يعزيه عن أخيه ولم يهنئه بالخلافة ولم يقم حتى يلحقه ولم يرجع فغضب أبو جعفر وكتب إليه كتابا غليظا فلما أتاه الكتاب كتب إليه يهنئه بالخلافة.

 وتقدم أبو مسلم فأتى الأنبار فدعا عيسى بن موسى إلى أن يبايع له فأتى عيسى وقدم أبو جعفر وخلع عبد الله بن علي فسير المنصور أبا مسلم إلى قتاله كما تقدم فكانا مع الحسن بن قحطبة فأرسل الحسن إلى أبي أيوب وزير المنصور إني قد رأيت بأبي مسلم أنه يأتيه كتاب أمير المؤمنين فيقرأه ثم يلقي الكتاب مكن يده إلى مالك بن الهيثم فيقرأه ويضحكان استهزاء فلما ألقيت الرسالة إلى أبي أيوب ضحك وقال نحن لأبي مسلم أشد تهمة منا لعبد الله بن علي إلا أنا نرجو واحدة نعلم أن أهل خراسان لا يحبون عبد الله وقد قتل منهم من قتل وكان قتل منهم سبعة عشر ألفا فلما انهزم عبد الله وجمع أبو مسلم ما غنم من عسكره بعث أبو جعفر أبا الخصيب إلى أبي مسلم ليكتب له ما أصاب من الأموال فأراد أبو مسلم قتله فتكلم فيه فخلى سبيله وقال أنا أمين على الدماء خائن في الأموال وشتم المنصور فرجع أبو الخصيب إلى المنصور فأخبره فخاف أن يمضي أبو مسلم إلى خراسان فكتب إليه أني قد وليتك مصر والشام فهي خير لك من خراسان فوجه إلى مصر من أحببت وأقم بالشام فتكون بقرب أمير المؤمنين فإن أحب لقاءك أتيته من قريب فلما أتاه الكتاب غضب وقال يوليني الشام ومصر وخراسان لي فكتب الرسول إلى المنصور بذلك واقبل أبو مسلم من الجزيرة مجمعا على الخلاف وخرج عن وجهه يريد خراسان فسار المنصور من الأنبار إلى المدائن وكتب إلى أبي مسلم في المسير إليه فكتب إليه أبو مسلم وهو بالزاب انه لم يبق لأمير المؤمنين أكرمه الله عدو إلا أمكنه الله منه وقد كنا نروي عن ملوك آل ساسان أن أخوف ما يكون الوزراء إذا سكنت الدهماء فنحن نافرون عن قربك حريصون على الوفاء لك وما وفيت حريون بالسمع والطاعة غير أنها من بعيد حيث يقارنها السلامة فإن أرضاك ذلك فأنا كأحسن عبيدك وإن أبيت إلا أن تعطي نفسك أرادتها نقضت ما أبرمت من عهدك ضنا بنفسي فلما وصل الكتاب إلى المنصور كتب إلى أبي مسلم قد فهمت كتابك وليست صفتك صفة أولئك الوزراء الغششة ملوكهم الذين يتمون اضطراب حبل الدولة لكثرة جرائمهم فإنما راحتهم في انتشار نظام الجماعة فلم سويت نفسك بهم فأنت في طاعتك ومناصحتك واضطلاعك بما حملت من أعباء هذا الأمر على ما أنت به وليس مع الشريطة التي أوجبت منك سمعا ولا طاعة وحمل إليك أمير المؤمنين عيسى بن موسى رسالة لتسكن إليها إن أصغيت وأسأل الله أن يحول بين الشيطان ونزغاته وبينك فإنه لم يجحد بأبا يفسد به نيتك أو كد عنده وأقرب من الباب الذي فتحه عليك.

 وقيل بل كتب إليه أبو مسلم أما بعد فإني اتخذت رجلا إماما ودليلا على ما افترض الله على خلقته وكان في محلة العلم نازلا وفي قرابته من رسول الله قريبا فاستجهلني بالقرآن فحرفه عن مواضعه طمعا في قليل قد نعاه الله إلى خلقه فكان كالذي دلى بغرور وأمرني أن أجرد السيف وأرفع الرحمة ولا أقبل المعذرة ولا أقيل العثرة ففعلت توطئة لسلطانكم حتى عرفكم الله من كان يحملكم ثم استنقذني الله بالتوبة فإن يعف عني فقد ما عرف به ونسب إليه وإن يعاقبني فيما قدمت يداي وما الله بظلام للعبيد. وخرج أبو مسلم مراغما مشاقا وسار المنصور من الأنبار إلى المدائن وأخذ أبو مسلم طريق حلوان فقال المنصور لعمه عيسى بن علي ومن حضر من بني هاشم اكتبوا إلى أبي مسلم فكتبوا إليه يعظمون أمره ويشكرونه ويسألونه أن يتم على ما كان منه وعليه من الطاعة ويحذرونه عاقبة البغي ويأمرونه بالرجوع إلى المنصور وبعث المنصور الكتاب مع أبي حميد المروروذي وقال له كلم أبا مسلم بالين ما تكلم به أحدا ومنه وأعلمه أني رافعه وصانه به ما لم يصنعه به أحد إن هو صلح وراجع ما أحب فإن أبى أن يرجع فقل له يقول لك أمير المؤمنين لست من العباس واني بريء من محمد إن مضيت مشاقا ولم تأتني إن وكلت أمرك إلى أحد سواي وإن لم أل طلبك وقتالك بنفسي ولو خضت البحر لخضته أو اقتحمت النار لاقتحمتها حتى أقتلك أو أموت قبل ذلك ولا تقولن هذا الكلام حتى تيأس من رجوعه ولا تطمعن منه في خير فسار أبو حميد فقدم على أبي مسلم بحلوان فدفع إليه الكتاب وقال له إن الناس يبلغونك عن أمير المؤمنين ما لم يقله وخلاف ما عليه رأيه منك حسدا وبغيا يريدون إزالة النعمة وتغييرها فلا تفسد ما كان منك وكلمه وقال يا أبا مسلم انك لم تزل أمير آل محمد يعرفك بذلك الناس وما ذخر الله لك من الأجر عنده في ذلك أعظم مما أنت فيه من دنياك فلا تحبط أجرك ولا يستهوينك الشيطان فقال له أبو مسلم متى كنت تكلمني بهذا الكلام فقال إنك دعوتنا إلى هذا الأمر والى طاعة أهل بيت النبي بني العباس وأمرتنا بقتال من خالف ذلك فدعوتنا من أرضين متفرقة وأسباب مختلفة فجمعنا الله على طاعتهم وألف ما بين قلوبنا وأعزنا بنصرنا لهم ولم نلق منهم رجلا إلا بما قذف الله في قلوبنا حتى أتيناهم في بلادهم ببصائر نافذة وطاعة خالصة أفتريد حين بلغنا غاية منانا ومنتهى أملنا أن تفسد أمرنا وتفرق كلمتنا وقد قلت لنا من خالفكم فاقتلوه وإن خالفتكم فاقتلوني فأقبل أبو مسلم على أبي نصر بن مالك بن الهيثم فقال أما تسمع ما يقول لي هذا ما كان بكلامه يا مالك جقال لا تسمع قوله ولا يهولنك هذا منه فلعمري ما هذا كلامه ولما بعد هذا أشد منه فامض لأمرك ولا ترجع فوالله لئن أتيته ليقتلنك ولقد وقع في نفسه منك شيء لا يأمنك أبدا فقال قوموا فنهضوا، فأرسل أبو مسلم إلى نيزك فعرض علبه الكتب وما قالوا فقال ما أرى أن نأتيه وارى أن تأتي الري فتقيم بها ما بين خراسان والرأي لك وهم جندك لا يخالفك أحد فإن استقام لك استقمت له وإن أبى كنت في جندك وكانت خراسان وراءك ورأيت رأيك فدعا أبا حميد فقال ارجعه إلى صاحبك فليس من رأي أن آتيه قال قد عزمت على خلافه قال نعم قال لا تفعل قال لا أعود إليه أبدا فلما يئس من رجوعه معه قال له ما أمره به أبو جعفر فوجم طويلا ثم قال قم فكسره ذلك القول ورعبه وكان أبو جعفر المنصور قد كتب إلى أب داود خليفة أبي مسلم بخراسان حين اتهم أبا مسلم ان لك امرة خراسان ما بقيت فكتب أبي داود إلى أبي مسلم أنا لم نخرج لمعصية خلفاء الله وأهل بيت نبيه فلا تخالفن أمامك ولا ترجعن إلا بإذنه فوافاه كتابه على تلك الحال فزاده رعبا وهما فأرسل إلى أبي حميد فقال له أني كنت عازما على المضي إلى خراسان ثم رأيت أن أوجه أبا إسحاق إلى أمير المؤمنين فيأتيني برأيه فانه ممن أثق به فوجهه فلما قدم تلقاه بنو هاشم بكل ما يحب وقال له المنصور اصرفه عن وجهه ولك ولاية خراسان واجازه فرجع أبو إسحاق وقال لأبي مسلم ما أنكرت شيئا رأيتهم معظمين لحقك يرون لك ما يرون لأنفسهم وأشار عليه أن يرجع إلى أمير المؤمنين فيعتذر إليه مما كان منه فاجتمع على ذلك فقال له نيزك قد أجمعت على الرجوع قال نعم وتمثل:

ما للرجال مع القضاء محالة *** ذهب القضاء بحيلة الأقوام

قال إذا عزمت على هذا فخار الله لك احفظ عني واحدة إذا دخلت عليه فاقتله ثم بايع من شئت فإن الناس لا يخالفونك وكتب أبو مسلم إلى المنصور يخبره انه منصرف إليه وسار نحوه واستخلف أبا نصر على عسكره وقال له أقم حتى يأتيك كتابي فان أتاك مختوما بنصف خاتم فأنا كتبته وان أتاك بخاتم كله فلم أختمه وقدم المدائن في ثلاثة آلاف رجل وخلف الناس بحلوتان ولما ورد كتاب أبي مسلم على المنصور قرأه وألقاه إلى أبي أيوب وزيره فقرأه وقال له المنصور والله لئن ملأت عيني لاقتلنه فخاف أبو أيوب من أصحاب أبي مسلم أن يقتلوا المنصور ويقتلوه معه فدعا سلمة بن سعيد بن جابر وقال له هل عندك شكر فقال نعم قال إن وليتك ولاية تصيب منها متا يصيب صاحب العراق تدخل معك أخي حاتما وأراد بإدخال أخيه معه أن يطمع ولا ينكر وتجعل له النصف قال نعم قال له إن كسكر كانت عام أول بكذا وكذا ومنها العام أضعاف ذلك جفان دفعتها إليك بما كأنت أو بالامانة اصبت ما يضيق به ذرعا قال كيف لي بهذا المال تقال له أبو ايوب تأتي أبا مسلم فتلقاه وتكلمه أن يجعل هذا فيما يرفع من حوائجه فان أمير المؤمنين يريد أن يوليه إذا قدم ما وراء بابه ويريح نفسه قال فكيف لي أن يأذن لي أمير المؤمنين في لقائه فاستأذن له أبو ايوب في ذلك فأذن له المنصور وأمره ان يبلغ سلامه وشوقه إلى أبي مسلم فلقيه سلمة بالطريق واخبره الخبر وطابت نفسه وكان قبل ذلك كئيبا حزينا ولم يزل مسرورا حتى قدن فلما دنا أبو مسلم من المنصور أمر الناس بتلقيه فتلقاه بنو هاشم والناس ثم قدم فدخل على المنصور فقبل يده وأمره ان ينصرف ويروح نفسه لثلاثة ويدخل الحمام فانضرف فلما كان الغد دعا المنصور عثمان بن نهيك وأربعة من الحرس منهم شبيب بن واج وأبو حنيفة حرب بن قيس فأمرهم بقتل اب مسلم إذا صفق بيديه وتركهم خلف الوراق وأرسل إلى أبي مسلم يستدعيه وكان عنده عيسى بن موسى يتغدى فدخل على المنصور فقال له المنصور اخبرني عن نصلين اصبتهما مع عبد الله بن علي قال هذا احدهما قال ارنيه فانضاه وناوله اياه فوضعه المنصور تحت فراشه واقبل عليه يعاتبه وقال له اخبرني عن كتابك إلى السفاح تنهاه عن الموات ااردت ان تعلمنا الدين قال ظننت ان أخذه لا يحل فلما اتاني كتابه علمت انه واهل بيته معدن العلم، قال فاخبرني عن تقدمك اياي بطريق مكة قال كرهت اجتماعنا على الماء فيضر ذلك بالناس فتقدمتك للرفق قال فقولك لما اشار عليك بالانصراف الي بطريق مكة وحين اتاك موت أبي العباس إلى ان نقدم فنرى راينا ومضيت فلا أنت اقمت حتى الحقك ولا أنت رجعت الي قال منعني من ذلك ما اخبرتك من طلب الرفق بالناس وقلت تقدم الكوفة وليس عليك من خلاف قال فجارية عبد الله اردت ان تتخذها قال لا ولكني خفت ان تضيع فحملتها في قبة ووكلت بها من يحفظها قال فمراغمتك وخروجك إلى خراسان قال خفت أن يكون قد دخلك مني شيء فقلت آتي خراسان فاكتب إليك بعذري فأذهب ما في نفسك قال فالمال الذي جمعته بخراسان قال انفقته بالجند تقوية لهم واستصلاحا ألست الكاتب إلي تبدأ بنفسك وتخطب عمتي آمنة ابنة علي وتزعم انك ابن سليط بن عبد الله بن عباس لقد ارتقيت لا ام لك مرتقى صعبا ثم قال وما الذي دعاك إلى قتل سليمان ابن كثير مع أثره في دعوتنا وهو أحد فتياننا قبل ان ندخلك في شيء من هذا الأمر قال أراد الخلاف وعصاني فقتلته، فلما طال عتاب المنصور قال لا يقال هذا لي بعد بلائي وما كان مني قال يا ابن الخبيثة والله لو كأنت أمة مكانك لاجزأت إنما عملت في دولتنا وبريحنا فلو كان ذلك إليك ما قطعت فتيلا فأخذ أبو مسلم بيده يقبلها ويعتذر إليه فقال له المنصور ما رأيت كاليوم والله ما زدتني الا غضبا قال أبو مسلم دع هذا فقد اصبحت ما اخاف الا الله تعالى فغب المنصور وشتمه وصفق بيده على الاخرى فخرج عليه الحرس فضربه عثمان بن هيك فقطع حمائل سيفه فقال استبقني لعدوك يا امير المؤمنين فقال لا ابقاني الله إذا اعدو اعدى لي منك وأخذه الحرس بسيوفهم حتى قتلوه وهو يصيح العفو فقال المنصور يا ابن اللخناء العفو والسيوف قد اعتورتك فقتلوه في شعبان لخمس بقين منه فقال المنصور:

زعمـــت أن الدين لا يقتضي *** فاستوف بالكيل أبا مجرم

سقيت كأسا وكنت تسقي بها *** أمر في الحلق من العلقم

وكان أبو مسلم قد قتل في دولته ستمائة ألف صبرا فلما قتل أبو مسلم دخل أبو الجهم على المنصور فرأى أبا مسلم قتيلا فقال الا ارد الناس قال بلى فمر بمتاع يحمل إلى رزاق آخر وخرج أبو الجهم فقال انصرفوا فان الامير يريد القائلة عند أمير المؤمنين وراوا المتاع ينقل فظنوه صادقا فانصرفوا وأمر لهم المنصور بالجوائز فأعطى أبا إسحاق مائة ألف ودخل عيسى بن موسى على المنصور بعد قتل أبي مسلم فقال يا أمير المؤمنين أين أبو مسلم فقال قد كان ههنا فقال عيسى قد عرفت نصيحته وطاعته ورأي الامام إبراهيم كان فيه فقال يا احمق والله ما اعلم في الأرض عدوا اعدى لك منه ها هو ذا في البساط فقال عيسى أنا لله وانا إليه راجعون وكان لعيسى فيه رأي فقال له المنصور خلع الله قلبك وهل كان لكم ملك أو سلطان أو أمر أو نهي مع أبي مسلم ثم دعا المنصور بجعفر بن حنظلة فدخل عليه فقال ما تقول في أمر أبي مسلم قال يا مير المؤمنين ان كنت اخذت من راسه شعرة فاقتل ثم اقتل فقال له المنصور وفقك الله فلما نظر إلى أبي مسلم مقتولا قال يا أمير المؤمنين عد من هذا اليوم خلافتك ثم دعا المنصور بابي إسحاق فلما دخل عليه قال له أنت المانع عدو الله على ما اجمع عليه وقد كان بلغه انه اشار عليه بإتيان خراسان قال فكف أبو إسحاق وجعل يلتفت يمينا وشمالا خوفا من أبي مسلم فقال له المنصور تكلم بما أردت فقد قتل الله الفاسق وأمر بإخراجه فلما رآه أبو إسحاق خر ساجدا لله فأطال ورفع رأسه وهو يقول الحمد لله الذي أمتني بك اليوم والله ما أمنته يوما واحدا منذ صحبته وما جئته يوما قط الا وقد اوصيت وتكفنت وتحنطت ثم رفع ثيابه الظاهرة فإذا تحتها ثياب أكفان جدد وقد تحنط فلما رأى أبو جعفر حاله رحمه وقال له استقبل طاعة خليفتك واحمد الله الذي أراحك من الفاسق هذا ثم قال له فرق عني هذه الجماعة.

 ثم كتب المنصور بعد قتل أبي مسلم إلى أبي نصر مالك بن الهيثم عن لسان أبي مسلم يامره بحمل ثقله وما خلف عنده وان يقدم وختم الكتاب بخاتم أبي مسلم فلما رأى الخاتم تاما علم ان أبا مسلم لم يكتب فقال فعلتموها وانحدر إلى همذان وهو يريد خراسان فكتب المنصور لابي نصر عهده على شهرزور وكتب إلى زهير وأبو التركي وهو على همذان ان مر بك أبو نصر فاحبسه فسبق الكتاب إلى زهير وأبو نصر بهمذان فقال له زهير قد صنعت لك طعاما فلو أكرمتني بدخول منزلي فحضر عنده فأخذه زهير وحبسه وتب أبو جعفر إلى زهير كتأبا يامره بقتل أبي نصر وقدم صاحب العهد على أبي نصر بعهده على شهرزور فخلى زهير سبيله لهواه فيه فخرج ثم وصل بعد يوم الكتاب إلى زهير بقتل أبي نصر فقال جاءني كتاب بعهده فخليت سبيله وقدم أبو نصر على المنصور فقال له اشرت على أبي مسلم بالمضي إلى خراسان قال نعم كأنت له عندي اياد فنصحت له وان اصطنعني أمير المؤمنين نصحت له وشكرت فعفا عنه فلما كان يوم الرواندية قام أبو نصر على باب القصر وقال أنا البواب اليوم لا يدخل أحد وانا حي فسال عنه المنصور فاخبر به فعلم ان قد نصح له وقيل ان زهيرا سير أبا نصر إلى المنصور مقيدا فمن عليه واستعمله على الموصل ولما قتل المنصور أبا مسلم خطب الناس فقال ايها الناس لا تخرجوا من انس الطاعة إلى وحشة المعصية ولا تمشوا في ظلمة الباطل بعد سعيكم فضياء الحق إن أبا مسلم احسن مبتدئا واساء معقبا وأخذ من الناس بنا أكثر مما اعطانا ورجح قبيح باطنه على حسن ظاهره وعلمنا من خبث سريرته وفساد نيته ما لو علمه اللائم لنا فيه لعذرنا في قتله وعنفنا في إمهالنا وما زال ينقض بيعته ويخفر ذمته حتى احل لنا عقوبته وأباحنا دمه فحكمنا فيه حكمه لنا في غيره ممن شق العصا ولم يمنعنا الحق له من إمضاء الحق فيه وما احسن ما قال النابغة الذبياني للنعمان يعني ابن المنذر:

فمن أطاعك فانفعه بطاعته *** كمــا أطاعك وادلله علــى الرشد

ومن عصاك فعاقبه معاقبة *** تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد

ثم نزل وكان أبو مسلم قد سمع الحديث من عكرمة وأبي الزبير المكي وثابت البناني ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس والسدير وروى عنه إبراهيم بن ميمون الصائغ وعبد الله بن المبارك وغيرهما خطب يوما فقام إليه رجل فقال ما هذا السواد الذي أرى عليك فقال حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله ان النبي دخل مكة يوم الفتح وعلى راسه عمامة سوداء وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة يا غلام اضرب عنقه قيل لعبد الله بن المبارك أبو مسلم كان خيرا أو الحجاج قال لا اقول ان أبا مسلم كان خيرا من أحد ولكن الحجاج كان شرا منه وكان أبو مسلم حازما شجاعا ذا رأي وعقل وتدبير وحزم ومروءة وقيل له بم نلت ما أنت فيه من القهر للأعداء فقال ارتديت الصبر وآثرت الكتمان وحالفت الاحزان والاشجان وسامحت المقادير والاحكام حتى بلغت غاية همتي وأدركت نهاية بغيتي ثم قال:

قد نلت بالحزم والكتمان ما عجزت *** عنه ملوك بني ساسان اذ حشدوا

ما زلت أضربهــم بالسيف فانتبهوا *** من رقــدة لـــــم ينمها قبلهـم أحد

طفقــت اسعــى عليهــم في ديارهم *** والقوم في ملكهم بالشام قد رقدوا

ومن رعى غنما فــي أرض مسبعة *** ونـــام عنها تولـــى رعيها الأسد

وقيل ان أبا مسلم ورد نيسابور على حمار باكاف وليس معه آدمي فقصد في بعض الليالي دارا لفاذوسيان فدق عليه الباب ففزع أصحابه وخرجوا إليه فقال لهم قولوا للدهقان ان أبا مسلم بالباب يطلب منك ألف درهم ودابة فقالوا للدهقان ذلك فقال الدهقان في أي زي واي عدة فأخبروه أنه وحده في أدون زي فسكت ساعة ثم دعا بألف درهم ودابة من خواص دوابه وأذن له وقال يا أبا مسلم قد اسعفناك بما طلبت وإن عرضت حاجة أخرى فنحن بين يديك فقال ما نضيع لك ما فعلته فلما ملك قال له بعض أقاربه إن فتحت نيسابور أخذت كل ما تريده من مال الفاذوسيان دهقانها المجوسي فقال أبو مسلم له عندنا يد فلما ملك نيسابور اتته هدايا الفاذوسيان فقيل له لا تقبلها واطلب منه الأموال فقال له عندي يد ولم يتعرض له ولا لأحد من أصحابه وأمواله وهذا يدل على علو همة وكمال مروءة وفي هذه السنة استعمل المنصور أبا داود على خراسان وكتب إليه بعهده.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).