المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

عيادة المرضى
24-11-2021
الحاجة إلى الإمام بخصوصه
5-08-2015
قطف ثمار الموالح
12-8-2022
Chloramphenicol
21-12-2015
مدرك قاعدة الجري والتحقيق في مفاد نصوصها
25-04-2015
الإمام علي (عليه السلام) أحد الثقلين
2024-04-22


إخباره بمغيّب آخر  
  
3670   09:55 صباحاً   التاريخ: 2-7-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص565-567.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / معجزاته /

لقد تخلّف أبو ذر عن رسول الله (صلى الله عليه واله) إذ أبطأ به بعيره، فانتظره المسلمون ريثما يقوم بعيره، ولكن دون جدوى فترك أبو ذر البعير، وأخذ متاعه فحمله على ظهره ثم خرج يتبع أثر رسول الله (صلى الله عليه واله) ماشيا، ونزل رسول الله (صلى الله عليه واله) في بعض منازله ونزل المسلمون ليستريحوا فيه بعض الوقت، وفجأة لاح من بعيد رجل، فلما نظر إليه ناظر من المسلمين قال : يا رسول الله هو والله أبو ذر، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده .
وقد كشف المستقبل عن صحة هذه النبوءة، فقد توفي أبو ذر في صحراء الربذة ، وعنده ابنته بعيدا عن الناس في حالة مأساوية.
لقد تحققت نبوءة رسول الله (صلى الله عليه واله) في معركة تبوك بعد ثلاثة وعشرين عاما، فقد نفي هذا الصحابي المجاهد الصادق إلى الشام ثم الى الربذة لا لشيء إلاّ لأنّه جهر بالحق، وطالب بالعدل، وفقد قواه وطاقاته البدنية شيئا فشيئا حتى غدى طريح الفراش، في تلك المنطقة الوعرة.
وفيما كان يمضي الدقائق الاخيرة من حياته الحافلة بالأحداث والتطورات، وامرأته جالسة عنده ترمق محيّاه المشرق المتعب وقد عرق جبينه، وهي تمسح بيدها العرق وتبكي قال لها : ما يبكيك؟
فقالت : أبكي أنه لا يد لي بتغييبك ( أي ليس لي من يعينني على دفنك، أوليس عندي ثوب يسعك كفنا )!
فارتسمت على شفتي أبي ذر ابتسامة مرّة وقال : لا تبكي عليّ، فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) ذات يوم وأنا عنده في نفر يقول : ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين ( ثم قال : ) فكلّ من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، فلم يبق منهم غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق، فانك سوف ترين ما أقول لك فاني والله ما كذبت ولا كذبت.
قال هذا وفاضت روحه المباركة.
ولقد صدق أبو ذر، فقد كانت ثمة قافلة من المسلمين تضم شخصيات كبرى مثل عبد الله بن مسعود  و حجر بن عدي  و مالك الاشتر  تتقدم نحو تلك المنطقة.
رأى عبد الله من بعيد مشهدا عجيبا... مشهد جسد بلا روح على قارعة الطريق، وعند ذلك الجسد امرأة وصبيّ وهما يبكيان.
فعطف عبد الله زمام راحلته نحو ذينك الشخصين وتبعه من معه في القافلة أيضا، وما أن وقعت عينا عبد الله على ذلك الجسد حتى عرف صاحبه، فهذا هو رفيقه وأخوه في الاسلام أبو ذر!!
فاغرورقت عيناه بالدموع، ووقف عند جثمان أبي ذر، وتذكّر نبوءة رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) في غزوة تبوك وقال : رحم الله أبا ذر يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده.
ثم صلى ابن مسعود على أبي ذر، ثم واراه الثرى، وبعد أن فرغ من دفنه، وقف مالك الاشتر عند قبره وقال : اللهمّ إنّ هذا صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) عبدك في العابدين، وجاهد فيك المشركين، لم يغيّر ولم يبدّل لكنّه رأى غريبا منكرا فغيّره بلسانه وقلبه، حتى جفي ونفي وحرم واحتقر ثم مات وحيدا غريبا.
وقد اشار السبكي في ابيات له إلى هذا كما في السيرة الحلبية :
وعاش أبو ذر كما قلت وحده ... ومات وحيدا في بلاد بعيدة

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.