أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017
3298
التاريخ: 2024-11-01
931
التاريخ: 23-12-2015
3469
التاريخ: 28-5-2017
3244
|
هنا بدأت حيرة المقاتلين المسلمين، فقد قتل القائد الأعلى للجيش ومعاوناه وعلى الترتيب الذي ذكر، ولكن النبي (صلى الله عليه واله) كان قد تحسّب لهذه الحالة، وترك أمر اختيار القائد في مثل هذا الوضع إلى الجنود انفسهم، فأخذ الراية ثابت بن أقرم وقال : يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم.
فقالوا : أنت، قال : ما أنا بفاعل، فاصطلح على خالد بن الوليد الذي كان حديث عهد بالإسلام آنذاك.
ولقد كانت الساعة التي انيط فيها القيادة الى خالد ساعة خطيرة وحساسة جدا، حيث قد تغلّب الخوف والرعب على المسلمين كافة.
فعمد القائد الجديد إلى استخدام تكتيك عسكري لم يعرف له مثيل، فقد امر بالعسكر إذا جنّ الليل أن يحدث بعض التغييرات في صفوفه من دون ضجيج فتنتقل الميسرة الى الميمنة، والميمنة الى الميسرة، وتتأخر المقدمة الى مكان القلب، ويتقدم القلب الى موضع المقدمة، ففعل المسلمون ذلك، واستمرّت هذه التغييرات حتى طلوع الفجر.
كما أنه امر جماعة من المسلمين المقاتلين أن يخرجوا من الجيش ليلا، ويذهبوا إلى مكان بعيد فاذا اسفر الصبح التحقوا بالمسلمين سريعا وهم يكبّرون حتى يظن العدوّ وصول امدادات عسكرية بشرية جديدة الى المقاتلين المسلمين وقد تسبب هذا التكتيك بنفسه في أن يحجم الجيش الكافر عن مهاجمة المسلمين واستئصالهم، بعد ان قتل خيرة قادتهم.
فلما كان الصبح ورأى العدو وجوها جديدة، كما رأوا إمداد المسلمين بمجموعة عسكرية جديدة قالوا : قد جاءهم مدد، فرعبوا وانهزموا فقاتلهم المسلمون، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وقتل في هذا الاثناء أحد الجنود المسلمين، ثم ساد الموقف صمت رهيب، فاستفاد من هذا الصمت والأمن الذي كان يخيم على الجيش فرجعوا من حيث اتوا.
إن اكبر انتصار للمسلمين هو ان قوة قليلة محدودة واجهت جيشا عظيما منظما ثلاثة أيام، بالتالي نجوا بأنفسهم، وكان تدبير الامر الجديد تدبيرا حكيما خلّص المسلمين من موت محتم، فعادوا سالمين إلى المدينة، وكان هذا ممّا يشكرون عليه، ويستحقون الثناء والثناء.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|