أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3635
التاريخ: 11-12-2014
3752
التاريخ: 29-3-2022
1428
التاريخ: 5-7-2017
3736
|
لقد كانت الليلة التي استقرّ فيها المسلمون في منازلهم بالمدينة بعد يوم احد ليلة جدّا خطيرة وحساسة.
فالمنافقون واليهود وأتباع عبد الله بن أبي قد سرّوا لما أصاب رسول الله (صلى الله عليه واله) وأصحابه سرورا كبيرا، وأظهروا القول السيئ، وقالوا : ما اصيب نبي هكذا قط.
وكان أنين الجرحى والمكلومين وبكاء الموتورين في رجالهم ونياحهم يسمع من أكثر بيوت المدينة.
والأخطر من كلّ هذا هو التخوّف من أن يقوم المنافقون واليهود بعملية خيانية ضد الاسلام والمسلمين في تلك الظروف.
أو أن يعرّضوا وضع العاصمة الاسلامية الثابت، والوحدة السياسية القائمة في المدينة للخطر بايجاد الاختلاف والتشتت على الاقل.
إن ضرر الاختلافات الداخليّة أشد بكثير من حملات العدوّ الخارجي، وان انهيار الوحدة والانسجام في الجبهة الداخلية أخطر بكثير من تعرّض البلاد لهجوم من الخارج.
من هنا كان يتعيّن على النبيّ (صلى الله عليه واله) أن يرهب العدو الداخلي، ويفهمه بأنّ قوى التوحيد لم تفقد انسجامها وتماسكها وانّ أيّة خطوة أو نشاط معاد يهدّد أساس الاسلام للخطر سيسحق بشدة في اللحظة الأولى.
ولهذا أمر رسول الله (صلى الله عليه واله) بأن يخرج في نفس الليلة لملاحقة العدوّ ( أي مشركي مكة ).
فكلّف النبيّ (صلى الله عليه واله) رجلا بأن ينادي في كل مناطق المدينة : ألا عصابة تشدّد لأمر الله تطلب عدوّها، فأنها أنكأ للعدوّ وأبعد للسمع.
ألا لا يخرجن معنا الاّ من حضر يومنا بالأمس.
أو قال : يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج، ومن لم يكن به جراحة فليقم.
وانما خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) كما أسلفنا ليرهب العدوّ وليبلغهم أنه خارج في طلبهم فيظنوا به قوّة، وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوّهم.
على أن لهذا التقييد، ولهذا النهي عن خروج غير الجرحى، أو من لم يشترك في احد، عللا أو حكما لا تخفى على العارفين بالسياسة، والرموز العسكرية.
ويمكن الاشارة الى بعضها :
أولا : انّ هذا التحديد، وبالتالي الاقتصار على من شارك في معركة احد هو نوع من التعريض بمن امتنع من المشاركة في تلك المعركة، وفي الحقيقة هو نوع من تجريدهم من صلاحية المشاركة في الدفاع المقدّس.
ثانيا : إنّ هذا التحديد هو نوع من عقاب المشاركين في معركة احد، لأنّهم بتجاهلهم لتعاليم القيادة، وانصرافهم بسرعة الى المطامع المادية، والغفلة عن ملاحقة العدوّ في حينه تسببوا في توجيه تلكم الضربة النكراء الى الاسلام،
ولذلك يجب عليهم انفسهم ملافاة تلك الخسارة، وترميم ذلك العطب، لكيلا يعودوا إلى مثل ذلك، ولا يتجاهلوا أوامر القيادة، ونحن نعلم أن الانضباطية والتقيد الكامل بالاوامر هو أهم عنصر في نجاح الامور العسكرية.
بلغ نداء مؤذن النبيّ (صلى الله عليه واله) مسامع شاب من بني الاشهل كان قد شهد احدا مع رسول الله، فخرج هو وأخوه وهما جريحان مع رسول الله لطلب العدوّ، وقد قال أحدهما للآخر : أتفوتنا غزوة مع رسول الله.
وقد خرجا دون أن تكون لهما دابة يركبانها وكلاهما مصابان بجروح ثقيلة، فكان الأيسر منهما يحمل الآخر مسافة، فاذا تعب مشيا مسافة، ثم عاد الى حمله حتى انتهيا الى ما انتهى إليه المسلمون.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|