أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-5-2017
1116
التاريخ: 27-5-2017
745
التاريخ: 5-5-2017
844
التاريخ: 11-12-2018
1921
|
وفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم.
ذكر الخبر عن مقتله وقتاله من قاتله من أهل الشأم في طريقه وهو هارب من الطلب:
حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الوهاب بن إبراهيم قال حدثني أبو هاشم مخلد بن محمد قال: لما انهزم مروان من الزاب كنت في عسكره قال كان لمروان في عسكره بالزاب عشرون ومائة ألف وكان في عسكره ستون ألفا وكان في عسكر ابنه عبد اللك مثل ذلك والزاب بينهم فلقيه عبد الله بن علي فيمن معه وأبي عون وجماعة قواد منهم حميد بن قحطبة فلما انهزموا سار إلى حران وبها أبان بن يزيد بن محمد بن مروان ابن أخيه عامله عليها فأقام بها نيفا وعشرين يوما فلما دنا منه عبد الله بن علي حمل أهله وولده وعياله ومضى منهزما وخلف بمدينة حران أبان بن يزيد وتحته ابنة لمروان يقال لها أم عثمان وقدم عبد الله بن علي فتلقاه أبان مسودا مبايعا له فبايعه ودخل في طاعته فآمنه ومن كان بحران والجزيرة ومضى مروان حتى مر بقنسرين وعبد الله بن علي متبع له ثم مضى من قنسرين إلى حمص فتلقاه أهلها بالأسواق وبالسمع والطاعة فأقام بها يومين أو ثلاثة ثم شخص منها فلما رأوا قلة من معه طمعوا فيه وقالوا مرعوب منهزم فاتبعوه بعد ما رحل عنهم فلحقوه على أميال فلما رأى غبرة خيلهم أكمن لهم في واديين قائدين من مواليه يقال لأحدهما يزيد والآخر مخلد فلما دنوا منه وجازوا الكمينين ومضى الذراري صافهم فيمن معه وناشدهم فأبوا إلا مكاثرته وقتاله فنشب القتال بينهم وثار الكمينان من خلفهم فهزمهم وقتلتهم خيله حتى انتهوا إلى قريب من المدينة قال ومضى مروان حتى مر بدمشق وعليها الوليد بن معاوية بن مروان وهو ختن لمروان متزوج بابنة له يقال لها أم الوليد فمضى وخلفه بها حتى قدم عبد الله بن علي عليه فحاصره أياما ثم فتحت المدينة ودخلها عنوة معترضا أهلها وقتل الوليد بن معاوية فيمن قتل وهدم عبد الله بن علي حائط مدينتها ومر مروان بالأردن فشخص معه ثعلبة بن سلامة العاملي وكان عاملا عليها وتركها ليس عليها وال حتى قدم عبد الله بن علي فولي عليها ثم قدم فلسطين وعليها من قبله الرماحس بن عبد العزيز فشخص به معه ومضى حتى قدم مصر ثم خرج منها حتى نزل منزلا منها يقال له بوصير فبيته عامر بن إسماعيل وشعبة ومعهما خيل أهل الموصل فقتلوه بها وهرب عبد الله وعبيد الله ابنا مروان ليلة بيت مروان إلى أرض الحبشة فلقوا من الحبشة بلاء وقاتلتهم الحبشة فقتلوا عبيد الله وأفلت عبد الله في عدة ممن معه وكان فيهم بكر بن معاوية الباهلي فسلم حتى كان في خلافة المهدي فأخذه نصر بن محمد بن الأشعث عامل فلسطين فبعث به إلى المهدي.
وأما علي بن محمد فإنه ذكر أن بشر بن عيسى والنعمان أبا السري ومحرز بن إبراهيم وأبا صالح المروزي وعمار مولى جبريل أخبروه أن مروان لقي عبد الله بن علي في عشرين ومائة ألف وعبد الله في عشرين ألفا
وقد خولف هؤلاء في عدد من كان مع عبد الله بن علي يومئذ فذكر مسلم بن المغيرة عن مصعب بن الربيع الخثعمي وهو أبو موسى بن مصعب وكان كاتبا لمروان قال لما انهزم مروان ظهر عبد الله بن علي على الشأم طلبت الأمان فآمنني فإني يوما جالس عنده وهو متكئ إذ ذكر مروان وانهزامه قال أشهدت القتال قلت نعم أصلح الله الأمير فقال حدثني عنه قال قلت لما كان ذلك اليوم قال لي احزر القوم فقلت إنما أنا صاحب قلم ولست صاحب حرب فأخذ يمنة ويسرة ونظر فقال هم اثنا عشر ألفا فجلس عبد الله ثم قال ماله قاتله الله ما أحصى الديوان يومئذ فضلا على اثني عشر ألف رجل.
رجع الحديث إلى حديث علي بن محمد عن أشياخه فانهزم مروان حتى أتى مدينة الموصل وعليها هشام بن عمرو التغلبي وبشر بن خزيمة الأسدي وقطعوا الجسر فناداهم أهل الشأم هذا مروان قالوا كذبتم أمير المؤمنين لا يفر فسار إلى بلد فعبر دجلة أتى حران ثم أتى دمشق وخلف بها الوليد بن معاوية وقال قاتلهم حتى يجتمع أهل الشأم ومضى مروان حتى أتى فلسطين فنزل نهر أبي فطرس وقد غلب على فلسطين الحكم بن ضبعان الجذامي فأرسل مروان إلى عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع فأجازه وكان بيت المال في يد الحكم وكتب أبو العباس إلى عبد الله بن علي يأمره باتباع مروان فسار عبد الله إلى الموصل فتلقاه هشام بن عمرو التغلبي وبشر بن خزيمة وقد سودا في أل الموصل ففتحوا له المدينة ثم سار إلى حران وولى الموصل محمد بن صول فهدم الدار التي حبس فيها إبراهيم بن محمد ثم سار من حران إلى منبج وقد سودوا فنزل منبج وولاها أبا حميد المروروذي وبعث إليه أهل قنسرين ببيعتهم إياه بما أتاه به
عنهم أبو أمية التغلبي وقدم عليه عبد الصمد بن علي أمده به أبو العباس في أربعة آلاف فأقام يومين بعد قدوم عبد الصمد ثم سار إلى قنسرين فأتاها وقد سود أهلها فأقام يومين ثم سار حتى نزل حمص فأقام بها أياما وبايع أهلها ثم سار إلى بعلبك فأقام يومين ثم ارتحل فنزل بعين الحر فأقام يومين ثم ارتحل فنزل مزة ( قرية من قرى دمشق ) فأقام وقدم عليه صالح بن علي مددا فنزل مرج عذراء في ثمانية آلاف معه بسام بن إبراهيم وخفاف وشعبة والهيثم بن بسام ثم سار عبد الله بن علي فنزل على الباب الشرقي ونزل صالح بن علي على باب الجابية وأبو عون على باب كيسان وبسام على باب الصغير وحميد بن قحطبة على باب توما وعبد الصمد ويحيى بن صفوان والعباس بن يزيد على باب الفراديس وفي دمشق الوليد بن معاوية فحصروا أهل دمشق والبلقاء وتعصب الناس بالمدينة فقتل بعضهم بعضا وقتلوا الوليد ففتحوا الأبواب يوم الأربعاء لعشر مضين من رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة فكان أول من صعد سور المدينة من الباب الشرقي عبد الله الطائي ومن قبل باب الصغير بسام بن إبراهيم فقاتلوا بها ثلاث ساعات وأقام عبد الله بن علي بدمشق خمسة عشر يوما ثم سار يريد فلسطين فنزل نهر الكسوة فوجه منها يحيى بن جعفر الهاشمي إلى المدينة ثم ارتحل إلى الأردن فأتوه وقد سودوا ثم نزل بيسان ثم سار إلى مرج الروم ثم أتى نهر أبي فطرس وقد هرب مروان فأقام بفلسطين وجاءه كتاب أبي العباس أن وجه صالح بن علي في طلب مروان فسار صالح بن علي من نهر أبي فطرس في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة ومعه ابن فتان وعامر بن إسماعيل وأبو عون فقدم صالح بن علي أبا عون على مقدمته وعامر بن إسماعيل الحارثي وسار فنزل الرملة ثم سار فنزلوا ساحل البحر وجمع صالح بن علي السفن وتجهز يريد مروان وهو بالفرماء فسار على الساحل والسفن حذاءه في البحر حتى نزل العريش
وبلغ مروان فأحرق ما كان حوله من علف وطعام وهرب ومضى صالح بن علي فنزل الليل ثم سار حتى نزل الصعيد وبلغه أن خيلا لمروان بالساحل يحرقون الأعلاف فوجه إليهم قوادا فأخذوا رجالا فقدموا بهم على صالح وهو بالفسطاط فعبر مروان النيل وقطع الجسر وحرق ما حوله ومضى صالح يتبعه فالتقى هو وخيل لمروان على النيل فاقتتلوا فهزمهم صالح ثم مضى إلى خليج فصادف عليه خيلا لمروان فأصاب منهم طرفا وهزمهم ثم سار إلى خليج آخر فعبروا ورأوا رهجا فظنوه مروان فبعث طليعة عليها الفضل بن دينار ومالك بن قادم فلم يلقوا أحد ينكرونه فرجعوا إلى صالح فارتحل فنزل موضعا يقال له ذات الساحل ونزل فقدم أبو عون عامر بن إسماعيل الحارثي ومعه شعبة بن كثير المازني فلقوا خيلا لمروان وافوهم فهزموهم وأسروا منهم رجالا فقتلوا بعضهم واستحيوا بعضا فسألوا عن مروان فأخبروهم بمكانه على أن يؤمنوهم وساروا فوجدوه نازلا في كنيسة في بوصير ووافوهم في آخر الليل فهرب الجند وخرج إليهم مروان في نفر يسير فأحاطوا به فقتلوه
قال علي وأخبرني إسماعيل بن الحسن عن عامر بن إسماعيل قال لقينا مروان ببوصير ونحن في جماعة يسيرة فشدوا علينا فانضوينا إلى نخل ولو يعلمون بقلتنا لأهلكونا فقلت لمن معي من أصحابي فإن أصبحنا فرأوا قتلنا وعددنا لم ينج منا أحد وذكرت قول بكير بن ماهان أنت والله تقتل مروان كأني أسمعك تقول دهيديا جوانكثان فكسرت جفن سيفي وكسر أصحابي جفون سيوفهم وقلت دهيديا جوانكثان فكأنها نار صبت عليهم فانهزموا وحمل رجل على مروان فضرب بسيفه فقتله وركب عامر بن إسماعيل إلى صالح بن علي فكتب صالح بن علي إلى أمير المؤمنين أبي العباس إنا اتبعنا عدو الله الجعدي حتى ألجأناه إلى أرض عدو الله شبيهه فرعون فقتلته بأرضه.
الأنصاري قال طعن مروان رجل من أهل البصرة يقال له المغود وهو لا يعرفه فصرعه فصاح صائح صرع أمير المؤمنين وابتدروه فسبق إليه رجل من أهل الكوفة كان يبيع الرمان فاحتز رأسه فبعث عامر بن إسماعيل برأس مروان إلى أبي عون فبعث بها أبو عون إلى صالح بن علي وبعث صالح برأسه مع يزيد بن هانئ وكان على شرطه إلى أبي العباس يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة ورجع صالح إلى الفسطاط ثم انصرف إلى الشأم فدفع الغنائم إلى أبي عون والسلاح والأموال والرقيق إلى الفضل بن دينار وخلف أبا عون على مصر.
قال علي وأخبرنا أبو الحسن الخراساني قال حدثنا شيخ من بكر بن وائل قال إني لبدير قنى مع بكير بن ماهان ونحن نتحدث إذ مر فتى معه قربتان حتى انتهى إلى دجلة فاستقى ماء ثم رجع فدعاه بكير فقال ما اسمك يا فتى قال عامر قال ابن من قال ابن إسماعيل من بلحارث قال وأنا من بلحارث قال فكن من بني مسلية قال أنا منهم قال فأنت والله تقتل مروان لكأني والله أسمعك تقول يا جوانكثان دهيد.
قال علي حدثنا الكناني قال سمعت أشياخنا بالكوفة يقولون بنو مسلية قتلة مروان.
وقتل مروان يوم قتل وهو ابن اثنتين وستين سنة في قول بعضهم وفي قول آخرين وهو ابن تسع وستين وفي قول آخرين وهو ابن ثمان وخمسين
وقتل يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة وكانت ولايته من حين بويع إلى أن قتل خمس سنين وعشرة أشهر وستة عشر يوما وكان يكنى أبا عبد الملك وزعم هشام بن محمد أن أمه كانت أم ولد كردية
وقد حدثني أحمد بن زهير عن علي بن محمد عن علي بن مجاهد وأبي سنان الجهني قالا كان يقال إن أم مروان بن محمد كانت لإبراهيم بن الأشتر أصابها محمد بن مروان بن الحكم يوم قتل ابن الأشتر فأخذها من ثقله وهي تتنيق فولدت مروان على فراشه فلما قام أبو العباس دخل عليه عبد الله بن عياش المنتوف فقال الحمد لله الذي أبدلنا بحمار الجزيرة وابن أمة النخع ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وابن عبد المطلب
وفي هذه السنة قتل عبد الله بن علي من قتل بنهر أبي فطرس من بني أمية وكانوا اثنين وسبعين رجلا.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|