أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
3464
التاريخ: 21-6-2017
3264
التاريخ: 1-6-2017
2792
التاريخ: 2-7-2017
2887
|
بلغ رسول الله (صلى الله عليه واله) أن قبيلة غطفان تجمع أفرادها، وتتأهب للعدوان على المدينة المنورة، فخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) على رأس أربعمائة وخمسين رجلا.
فلما سمع العدو بمسير رسول الله (صلى الله عليه واله) إليهم خافوا خوفا شديدا فهربوا إلى رءوس الجبال فرارا من النبيّ والمسلمين.
فخرج النبيّ (صلى الله عليه واله) إليهم يبحث عنهم فلم يلاق أحدا منهم، وقد غيّبوا سرحهم وذراريهم في ذرى الجبال خوفا وفرقا.
فنزل رسول الله (صلى الله عليه واله) ذا أمرّ وعسكر معسكره هناك، فأصابهم مطر كثير، فذهب رسول الله (صلى الله عليه واله) ناحية ليقضي حاجة، فأصابه ذلك المطر فبلّ ثوبه، وقد جعل رسول الله (صلى الله عليه واله) وادي ذي أمرّ بينه وبين أصحابه، ثم نزع ثيابه فنشرها لتجف، وألقاها على شجرة، ثم اضطجع تحتها، والأعراب ينظرون الى كلّ ما يفعل.
فقالت الأعراب لدعثور وكان سيّدها وأشجعها : قد أمكنك محمّد، وقد انفرد من أصحابه، حيث إن غوّث بأصحابه لم يغث حتى تقتله.
فاختار سيفا من سيوفهم صارما ثم أقبل مشتملا على السيف حتى قام على رأس النبيّ (صلى الله عليه واله) بالسيف مشهورا، ورسول الله (صلى الله عليه واله) مستلق على قفاه.
فقال بنبرة خشنة مهددة : ما يمنعك منّي اليوم؟ قال النبيّ (صلى الله عليه واله) : الله.
فكان لهذه الكلمة أثر عجيب في نفس دعثور بحيث ارعب، ووقع السيف من يده، فأخذه رسول الله (صلى الله عليه واله) وقام به على رأسه، فقال : ومن يمنعك منّي اليوم.
فقال : لا أحد.
ثم قال : فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّدا رسول الله، والله لا أكثر عليك جمعا أبدا.
فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه واله) سيفه ثم أدبر، ثم أقبل بوجهه على النبيّ (صلى الله عليه واله) وقال : أما والله لانت خير منّي.
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أنا أحق بذلك منك.
فأتى قومه، وقصّ عليهم ما جرى له مع النبيّ، وأنّه أسلم، ودعا قومه الى الاسلام.
أجل يكتب المؤرخون في هذا المقام أن الرجل أسلم من فوره، ويجب أن نعلم أنه لم يسلم خوفا وفرقا وتحت بارقة السيف لأنه بقي ثابتا ومستمرا في اسلامه بعد ذلك وأخذ يدعو قومه كما أسلفنا وهذا يدل على أنه أسلم عن طواعية ورغبة. وان اسلامه كان لتنبّه فطرته، ويقظة وجدانه، فانّ فشله غير المتوقع، ونجاة رسول الله (صلى الله عليه واله) التي تمت بطريقة خارقة للعادة جعلته ينتبه الى عالم آخر، وعرف بأن لرسول الله (صلى الله عليه واله) ارتباطا بعالم آخر، وأنه مؤيّد بالتالي بقوة عليا، وراء هذا العالم المادي.
ولهذا السبب ـ وليس لسواه ـ أسلم، وقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) اسلامه، وبعد أن مشى خطوات ردّ الى النبيّ سيفه الذي أعاده إليه النبيّ قبل ذلك واعتذر إليه.
وقال : أنت أولى بهذا السيف لأنّك قائد هذه السرية المصلحة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|