المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علماء تربية النحل (بيليتPellett, Frank Chapman )
2024-03-05
إلكتروسكوب electroscope
3-1-2019
اكتساب ثقة الآخرين ومودتهم واحترامهم
26-12-2020
Albert Einstein
26-4-2017
قيام دولة بني العباس
9-4-2019
The Dark Days of December
5-10-2016


الدوافع وراء معاداة قريش وعنادهم  
  
3315   03:34 مساءً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص438-441.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

هذا القسم هو احدى النقاط الجديرة بالدراسة في تاريخ الإسلام؛ لأن المرء قد يسائل نفسه لماذا ترى كانت قريش تعارض رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) أشدّ المعارضة رغم أنها كانت تعتبره الصادق الأمينَ ولم تعهد منه انحرافاً أو خطأ قط وكانت تسمع كلامه الفصيح البليغ الّذي يأسر القلوب وربما شاهدوا حدوث بعض الخوارق للعادة الخارجة عن حدود القوانين الطبيعية على يديه.

إن لهذا التمرد والمعارضة إلى علة أو علل عديدة هي :

1 ـ حَسَدُهُمْ للنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) :

لقد عارض رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وخالفه فريقٌ ممن عارضه بسبب حسدهم له فقد كانوا يتمنُّون أن يكونوا هم صاحب هذا المنصب وصاحب هذه المنزلة.

فقد قال المفسِّرونَ عند قوله تعالى : {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31] أن الوليد بن المغيرة قال : أيُنزَّل على محمَّد واُترك وأنا كبير قريش وسيّدها ويترك ابو مسعود عمرو بن عمير الثقفي سيد ثقيف ونحن عظيما القريتين فأنزل اللّه تعالى فيه الآية .

وروى انه قال : واللّه لو كانت النبوّة حقاً لكنتُ أولى بها منكَ لأنَّنِي اكبرُ منكَ سناً وأكثر منكَ مالا .

وكان اُميّة بن أبي الصلت من الذين كانوا يقولون هذا الكلام حول رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وكان يتمنى كثيراً أن ينال هو هذا المقام ويحظى بهذا المنصب العظيم ولم يتبع رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إلى آخر حياته وكان يؤلّب الناس عليه.

وقد سأل الاخنسُ بن شريق ـ وهو من أعداء رسول اللّه ـ أبا جهل يوماً يا ابا الحكم ما رأيك فيما سمعتَ من محمَّد ؟

فقال : ماذا سمعتُ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرفَ أطعَمُوا فأطعَمنا وحَملوا فحمَلنا وأعطوا فأعطينا حتّى إذا تجاذبنا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا : منّا نبيُّ يأتيه الوحيُ من السماء فمتى تدركُ مثل هذه واللّه لا نؤمنُ به أبداً ولا نصدّقه .

هذه النماذج تُظهِرُ الحسد الّذي كان يحول بين زعماء قريش وساداتها وبين إتّباع رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وتصديقه فَعثَوا على اللّه وتركوا أمره عياناً ولجّوا فيما هم عليه من الكفر وهناك نماذج وأمثلة اُخرى سجّلتها صفحات التاريخ أعرضنا عن إدراجنها هنا.

2 ـ معارضة الدعوة الإسلامية لشهواتهم :

وكان لهذا العامل الأثر الاكبر في عتو قريش ومعارضتها لدعوة النبي (صـلى الله علـيه وآله) لأنهم كانوا أصحاب لهو ولعب وفسق ومجون ومثل هؤلاء الذين أمضوا سنوات عديدة على هذا النحو دون ان يقيّدهم شيء من الحدود والقيود وجَدوا دعوة النبي (صـلى الله علـيه وآله) تخالف عاداتهم القديمة وكان ترك مثل تلك العادة الّتي تتفق معه أهوائهم ورغباتهم النفسيّة أمراً يلازم النصب والعناء والجهد.

3 ـ الخَوفُ مِن عُقُوبات اليوم الآخر :

إن سماع آيات العذاب الّتي تنذر الفَسقة والظالمين وتوعدهم بالعقوبات الثقيلة ارعب قلوبهم وأقلق نفوسهم بشدة.

فعند ما كان رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يتلو الآيات المتعلّقة بيوم القيامة وأوضاعه وقضاياه في الاجتماعات والاماكن العامة كان يحدث بذلك ضجةً كبرى في أوساطِهِم فيهدم مجالس لهوهم واُنسهم.

إنّ العربي الّذي كان يسلِّحُ نفسه بكل ما استطاع من سلاح ليدفع عن نفسه أيَ خطر محتمل ويعمد إلى ممارسة القرعة ويتعاطى الانصاب والازلام ليحصل على لقمة عيشه ويتفأل بالأحجار ويتطيّر ويتشاءم بالطيور ويستدلُّ بحالاتها على حوادث وقَعت أو تقعُ لم يكن على استعداد لأن يهدأ من دون ان يحصل على ضمان بعدم التعرض لما يخبر عنه محمَّد من عذاب وعقاب!!

من هنا كانوا يحاربون النبي (صـلى الله علـيه وآله) ويخالفونه حتّى لا يسمعوا وعده ووعيد.

واليك بعض الآيات الّتي كانت تقلق بشدة نفوس المترفين من قريش : {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 33 - 37].

وبينما كانوا يمدّون موائد اللهو والشراب في ظلال الكعبة ويحتسون كؤوس الخمر كانوا فجأة يسمعون هذه الآية : {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء: 56].

فتلقي في نفوسهم رعباً عجيباً وينتابهم الاضطراب الشديد حتّى أنهم كانوا يلقون بكؤوس الخمر جانباً ويتملكهم خوف شديدٌ لم يعرفوا له مثيلا.

4 ـ الخَوفُ مِن القَبائل العَربية المشركَة :

قال الحارث بن نوفل بن عبد مناف لرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : انا لنعلم أنَّ قولك حقٌ ولكن يمنُعنا أن نتبع الهُدى ونؤمن بك مخافةَ أن يتخطفنا العربُ من أرضنا ( إن تركنا الوثنية التي تدين بها ويعتبروننا سَدنة لأوثانها ) ولا طاقة لنابها.

فنزل قوله تعالى يرد عليهم : {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا} [القصص: 57] .

وهكذا كان تخوّف قريش من العرب إن هي تركت ما كان عليه العربُ من الوثنية والشرك أحد الاسباب لعتوهم وَإعراضهم عن قبول الدعوة الإسلامية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.