المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الاستدراج  
  
4021   10:42 صباحاً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص553-557
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

ـ الكتاب :

{أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون:55، 56].

 {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا * وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} [المزمل: 10، 11].

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182، 183].

{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ }[آل عمران: 178].

ـ الحديث :

1758ـ عقبة بن عامر عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم): إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج. ثم تلا رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم):{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}[الأنعام: 44](1).

1759ـ سماعة بن مهران: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن قول الله: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}[الأعراف:182]، قال: هو العبد يذنب الذنب ؛ فتجدد له النعمة معه تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار من ذلك الذنب(2).

1760ـ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): إن الله يمهل الظالم حتى‏ يقول: قد أهملني، ثم يأخذه أخذة رابية. إن ‏الله حمد نفسه عند هلاك الظالمين فقال:{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام: 45](3).

1761ـ عنه (صلى الله عليه واله وسلم): إذا رأيت الله يعطي العباد ما يشاؤون على‏ معاصيهم إياه، فذلك استدراج منه لهم(4).

1762ـ عنه (صلى الله عليه واله وسلم): إذا رأيت الله يعطي العباد ما يحبون وهم على‏ ما يَكرَه، فليعلموا أنهم في استدراج(5).

1763ـ عنه (صلى الله عليه واله وسلم): إذا رأيت الله يعطي على المعاصي، فذلك استدراج منه(6).

1764ـ الإمام علي (عليه السلام): إن الله لذو أناة وحلم عظيم؛ لقد حلم عن كثير عن فراعنة الأولين وعاقب فراعنة، فإن يمهله الله فلن يفوته، وهو له بالمرصاد على‏ مجاز طريقه(7).

1765ـ عنه (عليه السلام): إنه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا، فقد أمن مخوفا(8).

1766ـ عنه (عليه السلام): إذا رأيت الله سبحانه يتابع عليك النعم مع المعاصي، فهو استدراج لك(9).

1767ـ الإمام الحسين (عليه السلام): الاستدراج من الله سبحانه لعبده أن يسبغ عليه النعم،

ويسلبه الشكر(10).

1768ـ عنه (عليه السلام) - في دعائه: اللهم لا تستدرجني بالإحسان، ولا تؤدبني بالبلاء(11).

1769ـ الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله - تبارك وتعالى‏ - أهبط ملكا إلى الأرض، فلبث فيها دهرا طويلا، ثم عرج إلى السماء، فقيل له: ما رأيت؟ قال: رأيت عجائب كثيرة، وأعجب ما رأيت أني رأيت عبدا متقلبا في نعمتك يأكل رزقك ويدعي الربوبية؛ فعجبت من جرأته عليك ومن حلمك عنه! فقال الله: فمن حلمي عجبت؟ قال: نعم (يا رب). قال: قد أمهلته أربعمائة سنة لا يضرب عليه عرق، ولا يريد من الدنيا شيئا إلا ناله، ولا يتغير عليه فيها مطعم ولا مشرب!(12).

1770ـ عنه (عليه السلام): إذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة، فيدع الاستغفار؛ فهو الاستدراج(13).

1771ـ عنه (عليه السلام) - عندما سئل عن الاستدراج: هو العبد يذنب الذنب فَيُملى‏ له، ويجدد له عندها النعم فتلهيه عن الاستغفار من الذنوب؛ فهو مستدرج من حيث لا يعلم(14).

1772ـ أعلام الدين: روي أن الله - سبحانه وتعالى‏ - إذا لم يكن له في العبد حاجة فتح عليه الدنيا(15).

_____________

1ـ مسند ابن حنبل: 6/122/17313، المعجم الكبير: 17/331/913، شعب ‏الإيمان: 4/128/4540 كلاهما نحوه، كنز العمال: 11/90/30743؛ تنبيه الخواطر: 2/232 نحوه.

2ـ الكافي: 2/452/3، بحار الأنوار: 5/218/11.

3ـ أعلام الدين: 315، بحار الأنوار: 75/321/50 نقلا عن كنز الفوائد.

4ـ الشكر لابن أبي الدنيا: 27/32 عن عقبة بن عامر وراجع كنز العمال: 11/90/30743.

5ـ الفردوس: 1/276/1073 عن عقبة بن عامر.

6ـ بحار الأنوار: 67/198 نقلا عن تفسير مجمع البيان.

7ـ الإرشاد: 1/275، ولعل «عن فراعنة» تصحيف «من فراعنة».

8ـ نهج البلاغة: الحكمة 358، تحف العقول: 206، التمحيص: 48/75 كلاهما نحوه، بحار الأنوار: 72/51/70.

9ـ غرر الحكم: 4047.

10ـ تحف العقول: 246، بحار الأنوار: 78/117/7.

11ـ الدرة الباهرة: 24، بحار الأنوار: 78/127/9.

12ـ الخصال: 41/31 عن إبراهيم بن (أبي) زياد، مشكاة الأنوار: 502/1680 وفيه «أملكته» بدل «أمهلته» و «أتاه» بدل «ناله»، بحار الأنوار: 73/381/1 نقلا عن الأمالي للصدوق.

13ـ مكارم الأخلاق: 2/90/2254، تفسير مجمع البيان: 10/510، بحار الأنوار: 5/215.

14ـ الكافي: 2/452/2 عن ابن رئاب عن بعض أصحابه، بحار الأنوار: 5/218/10.

15ـ أعلام الدين: 278، بحار الأنوار: 81/195/52.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.