المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

الأغذية والأواني‏ من نعم الله في الجنة .
15-12-2015
greed (n.)
2023-09-15
المعتقدات التي سوف تولد أفعالاً من أجل تحرير الأسرة
2023-03-02
الدلالات العلمية للنصوص على فدائية علي
17-2-2019
خلية النحل
8-6-2016
السبب الأساسي لحدوث الفصول الأربعة
23-3-2017


القلب السليم طريق لمحبة الناس ومحبة الله  
  
1878   02:01 صباحاً   التاريخ: 27-6-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص82 ـ 85
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2017 3438
التاريخ: 13-12-2021 1902
التاريخ: 2-2-2017 3432
التاريخ: 3-7-2018 2670

القلب السليم الخالي من الأحقاد على الآخرين والمحب الخير لهم عن طريق مجاهدة النفس الأمارة بالسوء ومراقبتها في فعل الطاعات واجتناب المعاصي وانك ان فعلت ذلك حينئذ ستكون البطل والعملاق الذي انتصر في أكبر معركة في تاريخ البشرية وهي مواجهة النفس والشيطان حيث وصف ذلك الرسول الاكرم بالجهاد الأكبر فيكون جزاءه السعادة في الدنيا ومحبة الناس وفي الآخرة جنة المأوى حيث قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات: 40، 41]، فالقلب السليم والصافي من الحقد والكراهية لا ينظر إلى الناس بعين سوداء بينما ينظر إلى الأمور بعين مضيئة تشرق بنورها على الأشياء فتبدو إليه مضيئة حتى ولو كانت في حقيقتها مظلمة فتهون عنده العظائم ولا يعير اهتماما للمشاكل، وأما إذا كان ينظر إلى الأشياء بعين سوداوية فسوف يزيد الظلام ظلاما حتى تصير الأمور في عينه كأنها، جبلا مظلما لا يطاق فيعكر على نفسه وعلى من يعايشه الحياة فتصبح كارثة عظمى تقضي عليه حسرة دون أدنى حل لها وتلك النظرة السوداوية جاءت نتيجة الشك والتهمة والغيبة والنميمة والظن السيئ والحقد والبغض ويأتي نتيجة العجلة في تقييم الأشخاص والأحداث فتنشأ عنده عقدة البغض والحقد لمن يقيمه على خلاف حقيقته مما يؤدي إلى الطعن في مواقفه والشك في صدقه بدون تحكيم العقل ونداء الفطرة المحبة للخير لذلك فإن القلب المظلم لا ينتفع بأي شيء من متع الحياة حيث قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89]، وهذا القلب هو قلب فيه شك وسوء ظن وتكبر فيفسد ومن فسد قلبه فسدت جوارحه وخربت علاقته بالله تعالى ومن خربت علاقته بالله تعالى فقد كان ما بينه وبين الناس خراب ويشبه بعض الحكماء الإنسان صاحب القلب السليم بالماء في قابليته للصعود نحو القمم كما ينزل إلى البئر ويملأه حيث لا يعوقه العمق وبانسيابية بدون يأس وضجر وهو ينفذ حتى من الصخور لينبع منها الماء وله القابلية على الاستيعاب والتكيف في كل ظرف يحل فيه والمؤمن يتحدى المصاعب والمشاكل ويستمر في الحياة والماء عذب وطيب ويطيب الجو المحيط به، وكذلك المؤمن فإنه يأنس معه ساكنه ومجاوره سواء كان صالحا أو طالحاً.. وإن الماء يمنح الأرض التي يمر بها الحدائق الغناء والبساتين المثمرة وكذلك المؤمن يكون معطاءً كريماً محضره محضر خير وبركة فهو لا يقول إلا خيرا ولا يفعل إلا خيراً ويكون منصفاً مع الآخرين حيث يعطيهم حقوقهم، يرى نفسه في تجارة مع الله حيث يحاسب ويراقب نفسه خشية أن تزل عن الطريق حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أكيس الكيسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت)(1)، وان الماء طاهر ومطهر حيث له القابلية العجيبة على التطهير النفسي والغيري، كذلك المؤمن الذي يجاهد نفسه فيصلحها ويصلح الآخرين عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك يصلحهم بقضاء حوائجهم وإزالة همومهم وأحزانهم وتفريج كربتهم حيث قال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال: 11].

ولا يتكبر عن الناصح ويعمل بنصيحته حيث قال علي (عليه السلام): (من قبل النصيحة أمن الفضيحة)(2)، وانه يدرس عواقب الأمور قبل الإقدام على أي عمل خشية الوقوع بالتهلكة.. ويتوخى الإخلاص في عمله لله تعالى لأن ذلك سبيل السعادة في الدارين حيث قال: (امارات السعادة إخلاص العمل) ويقول: (عليك بالإخلاص فإنه سبب قبول الأعمال وأفضل الطاعة) ويكون هكذا إنسان محبوبا ويعطيه الله أجر الصائم القائم حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحداً من الناس إلا كانت يدك العليا عليه فافعل، فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن خلق، فيبلغه الله بحسن خلقه درجة الصائم القائم(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ التحفة السنية للسيد عبد الله الجزائري ص200.

2ـ غرر الحكم: ص226.

3ـ الكافي: الشيخ الكليني، ج2، ص99. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.