أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017
3248
التاريخ: 28-4-2017
3449
التاريخ: 1-11-2017
3400
التاريخ: 26-3-2022
1906
|
ولقد شهدَ أحدُ أعياد قريش حادثاً غريباً كان في نظر العقلاء وأصحاب الفكر الثاقب منهم بمثابة جرس إنذار اذِن باقتراب سقوط دولة الوثنيين وإنهيار صروح الوثنيّة وعبادة الأصنام وانقراضها.
فقد اجتمعت قريش يوماً في عيد لهم عند صنم من أصنامهم كانوا يعظمونه وينحرون له ويعكفون عنده فتنحّى أربعةٌ ممن عُرفوا بالعلم ناحية وأخذوا يتحدَّثون سرّاً وأخذوا ينتقدون عبادة الأوثان والأصنام وما عليه قومهم من فساد العقيدة.
فقال بعضهم لبعض : واللّه ما قومكم على شيء لقد اخطأوا دين أبيهم إبراهيم!! ما حَجرٌ نُطيف به لا يسمعُ ولا يبصرُ ولا يضرُ ولا ينفعُ يا قوم التمسوا لأنفسكم ديناً ...
وكان هؤلاء الأربعة هم :
1 ـ ورقة بن نوفل الَّذي اختار النصرانية بعد أن طالعَ كُتُبَها واتصل بأهلها.
2 ـ عبيداللّه بن جَحش الّذي أسلمَ عند ظهور الإسلام ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة.
3 ـ عثمان بن الحويرث الّذي قدم على قيصر ملك الروم فتنصَّر.
4 ـ زيد بن عمرو بن نفيل الّذي اعتزل الأوثان وقال : اعبدُ رب إبراهيم .
إن ظهور مثل هذا الاستنكار والجحد للأوثان والوثنية لا يعني أبداً أنَّ دعوة رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) كانت تعقيباً لدعوة هذه الجماعة واستمراراً لها!!
كيف يمكن أنْ نعتبر دعوة رسول اللّه العالمية مع ما انطوت عليه من أهداف كبرى واستندت إليه من معارف وأحكام لا تُحصى ردّة فعل لمثل هذا الحادث الصغير وتعبيراً عن مثل هذا الاستنكار المحدود؟
إن الحنيفية وهي سُنّة إبراهيم ودينه لم تكن قد مُحِيت كليّاً في الحجاز بعد ايام بعثة رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بل كان هناك لا يزال بعض الأحناف ( وهم الذين كانوا على دين إبراهيم (عليه السلام) ) منتشرين في أنحاء الجزيرة العربية إلاّ أن ذلك لا يعني أنّهم كانوا قادرين على التظاهر بعقيدتهم بين الناس أو قيادة حركة أو تربية أفراد على نهجهم أو أن توجُّهاتهم التوحيدية كانت من القوة بحيث تستطيع أن تكون مصدر إلهام لقيم ومعارف وتعاليم وأحكام لِشخصيّة مثل رسول الإسلام محمَّد (صـلى الله علـيه وآله).
فلم يُنقَل عن هؤلاء سوى بعض الإعتقادات المعدودة المحدودة مثل الاعتقاد بالمعاد واليوم الآخر وشيء بسيط من البرامج الأخلاقية وحتّى ما نقل عنهم من ابيات توحيدية لا يمكن تأكيد انتسابها إليهم وانْ لم يمكن نفي ذلك أيضاً .
فهل يمكن والحال هذه أن نعتبر الثقافة الإسلامية العظيمة والمعارف العقلية العالية والقوانين والتشريعات المفصلة والانظمة الأَخلاقية والسياسية والإقتصادية الإسلامية الشاملة الكاملة كنتيجة لمتابعة اُولئك النفر المعدود من الأحناف الموحدين المنتشرين في انحاء مختلفة من بلاد الحجاز الذين كانت جلُ عقائدهم تتألف من مجرد الاعتقاد بوجود اللّه واليوم الآخر وقضية أو قضيتين من قضايا الأخلاق؟!
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يعلن إطلاق المسابقة الجامعية الوطنية لأفضل بحث تخرّج حول القرآن الكريم
|
|
|