المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Glottal
18-7-2022
دور المذيبRole of the solvent
21-2-2017
فضل سورة الشورى وخواصها
1-05-2015
نموذج رقم ( 6 ) – شهادة السلفة الشهرية
2023-03-16
بلازما الغاز Plasma Gas
29-8-2019
تشكيل المحاكم الجزائية
11-1-2021


منع الاشخاص من الايمان برسول اللّه  
  
3568   10:52 صباحاً   التاريخ: 4-5-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص484-487.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-16 213
التاريخ: 28-4-2017 3542
التاريخ: 4-5-2017 3144
التاريخ: 4-5-2017 5563

بعد خطة ( تحريم الاستماع إلى القرآن ) بدأوا بتنفيذ خطة اُخرى وهي منع كل قريب وبعيد ممّن رغبوا في الإسلام وقدموا إلى مكة ليتعرفوا على النبيّ وعلى ما اتى به من كتاب ودين من الاتصال بالنبي (صـلى الله علـيه وآله).

فبثت قريش جواسيسها في الطرق المؤدية إلى مكة ليتصلوا بمن يلقونه من هؤلاء ويبادروا إلى منعه من الاتصال برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) والايمان برسالته بشتى الحيل والاساليب.

واليك نموذجين حيّين من هذا الامر.

1 ـ الاعشى :

وكان من شعراء العهد الجاهلي البارزين وكانت قصائده تتناقلها مجالس السَمر القرشية وتتغنى بها محافل انسهم.

وقد بلغ الاعشى في كبره نبأ ما جاء به رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من التوحيد ومن تعاليم الإسلام العظيمة وكان يعيش في منطقة نائية عن مكة حيث لم تصل اليها أشعة الرسالة الإسلامية على وجه التفصيل بعد ولكن ما قد سمع به من تعاليم الإسلام على نحو الاجمال قد اوجد في نفسه هياجاً خاصاً وحرّك مشاعره فأنشأ قصيدة مطوّلة يمدح فيها رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ثم خرج إلى مكة ليهديها إليه (صـلى الله علـيه وآله) وهو في نفس الوقت يريد الإسلام.

ورغم ان تلكم القصيدة لا تتجاوز أبياتُها 24 بيتاً ولكنها تُعدّ من أفضل وافصح ما قيل من الشعر في الإسلام وفي رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في العهد النبوي ويوجد نصّها الكامل في ديوان الأعشى وقد قال فيها وهو يذكر بعض تعاليم الإسلام :

نَبيّاً يرى ما لا يَرون وذكرُه

                   أغار لعَمري في البلاد وأنجدا

فاياك والميتات لا تقربنّها

                   ولا تاخذن سَهماً حديداً لتفصدا

وذا النُصب المنصوب لا تُنسكُنَّه

                   ولا تعبد الأوثان واللّه فاعبُدا

ولا تقربنَّ حُرَّة كان سرُّها

                   عليك حراماً فانكحن اوتأبّداً

وذا الرحم القربى فلا تقطعنَّه

                   لعاقبة ولا الاسير المقيِّدا

وسبِّح على حين العشيات والضحى

                   ولا تحمَد الشيطان واللّه فاحمدا

فلما كان بمكة أو قريباً منها اعترضه جواسيس قريش ورجالها فسألوه عن أمره وقصده فاخبرهم بانه جاء يريد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ليسلم وحيث أنهم كانوا يعرفون بأن الاعشى رجل يحب النساء والخمر حبّاً كبيراً لذلك عمدوا إلى الضرب على هذا الوتر لينفّروه من الإسلام فقالوا له : يا أبا بصير ( وهي كنية الاعشى ) إنه يحرم الزنا.

فقال الاعشى : واللّه ذلك لأمرٌ ما لي فيه من ارب.

فقالوا له : يا أبا بصير فانَّه يحرِّم الخمرَ.

فقال الأعشى ـ وقد صُدِمَ بهذا الخبر ـ أمّا هذه فو اللّه في النفس منها لعلالات ولكني منصرفٌ فأتروى منها عامي هذا ثم آتيه فاُسلم!! فانصرفَ فمات في عامه ذلك ولم يَعُدْ إلى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) .

2 ـ الطُفيل بُن عَمرو الدوسيّ :

وهو الشاعر العربي الحكيم العذب اللسان صاحب النفوذ والكلمة المسموعة في قبيلته.

يروى انه قدم مكة ورسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بها وكانت قريش تخشى ان يتصل بالنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) فيسلم.

ومن البديهي أن اسلام رجل مثله كان ممّا يشق على قريش جدّاً ولهذا مشى إليه رجالٌ منهم وقالوا له ـ محذرين ايّاه من رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) :

يا طُفيل إنك قدمت بلادَنا وهذا الرجلُ الّذي بين أظهرنا قد اعضلَ بنا وقد فرّق جماعتنا وشتَّت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرّق بين الرجل وبين ابيه وبين الرجل وبين اخيه وبين الرجل وبين زوجته وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا فلا تكلمنَّه ولا تسمعنَّ منه شيئاً.

ففعلت تحذيراتُ قريش فعلتَها في نفس الطفيل وهم يكرّرونها عليه بقوة وإصرار حتّى انه قرر ان لا يسمع من النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) شيئاً ولا يكلّمه وحشّى اُذنه ـ حين غدى إلى المسجد للطواف ـ قطناً خوفاً من أن يبلغه شيء من قول رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وهو لا يريد ان يسمعه!!!

يقول الطفيل : فغدوت إلى المسجد فاذا رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) قائمٌ يصلي عند الكعبة فقمتُ منه قريباً فسمعتُ كلاماً حسناً من غير اختيار مني فقلت في نفسي : واثكلَ اُمي واللّه اني لرجل لبيبٌ شاعرٌ ما يخفى عليّ الحسَنُ من القبيح فما يمنعني أن اسمع من هذا الرجل ما يقول فان كان الّذي يأتي به حسناً قبلتُه وان كان قبيحاً تركتُه؟

فمكثتُ حتّى انصرف رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إلى بيته فاتّبعته حتّى إذا دخل بيته دخلت عليه فقلت : يا محمَّد إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا للذي قالوا فواللّه ما برحوا يخوّفونني أمرُك حتّى سردت اُذني بكسرف لئلا اسمع قولك ثم اَبى اللّه إلاّ أن يُسمعني قولك فسمعتهُ قولا حسناً فاعرض عليّ أمرك فعرض عليَّ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) الإسلام وتلا عليّ القرآن فلا واللّه ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمراً أعدل منه فأسلمتُ وشهدتُ شهادة الحق. ثم قلت : يا الله نبيّ إني امرؤ مطاعٌ في قومي وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام.

ثم يكتب ابن هشام قائلا : إن الطفيل لم يزل بارض دوس يدعوهم إلى الإسلام حتّى هاجر رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إلى المدينة ومضى بدر و اُحد و الخندق فقدم على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بمن أسلم معه من قومه وهم سبعون أو ثمانون بيتاً ورسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بخيبر فلحقوا جميعاً برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بخيبر وبقي مع النبيّ حتّى قُبِضَ (صـلى الله علـيه وآله) ثم سار مع المسلمين ـ في زمن الخلفاء إلى اليمامة وشارك في معركتها وقُتِلَ فيها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.