أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017
3634
التاريخ: 22-11-2015
3234
التاريخ: 28-4-2017
3133
التاريخ: 16-5-2016
3823
|
إن الّذي نتصوره هو أن جميع هذه القصص مختلقة من الاساس وقد دُسَّت في التاريخ والتفسير عن قصد وهَدف أو دخلت فيهما عن غير ذلك.
وذلك :
أولاً : لأننا لتقييم هذه المزاعم يجب ان نلقي نظرة فاحصة إلى تاريخ الأنبياء الماضين وسيرهم.
إنَ القرآن الكريم قصَّ علينا قضاياهم وسيرهم وقد وردت في هذا المجال روايات وأخبار كثيرة.
وإننا لا نجد أيَ أثر لمثل هذه القصص المشينة في حياة أي واحد منهم.
إن القرآن الكريم يقص علينا قصة بدء نزول ( الوحي ) على موسى بشكل كامل ويبيّن جميع التفاصيل في قصته (عليه السلام) ولا يذكر أي شيء من الخوف والارتعاش والوحشة والفزع بحيث يحدّث نفسه بالإنتحار على أثر سماع الوحي!! مع أن أرضية الخوف والفزع في مجال موسى كانت متوفرة أكثر لأنه سمع في ليلة ظلماء وهو في صحراء خالية نداء من الشجرة يخبره بأنه نبيُ مرسَلٌ.
ولكن موسى ـ كما يصرّح القرآن الكريم بهذه الحقيقة ـ حافظ على هدوئه وسكونه وعندما خاطبَهُ اللّه تعالى بقوله : أن ألقِ عصاك القاها من فوره وكان خوفه من ناحية العصى الّتي تبدّلت إلى ثعبان مخيف لا من جهة الايحاء إليه.
فهل يمكن أو يجوز لنا أن نقول : كان موسى لحظة الوحي إليه مطمئناً هادئاً ساكناً ولكن أفضل الانبياء والمرسلين اضطرب عند سماع كلام المَلك وفزع إلى درجة فكَّر في طرح نفسه من أعلى الجبل؟! هل هذا كلام معقول؟!
لا ريب أن روح محمَّد (صـلى الله علـيه وآله) ما لم تكن مهيَّأة من جميع الجهات وبصورة كاملة لتلقّي السرّ الالهيّ ( النبوة ) لا يمكن أن يمنَ عليه الربُ الحكيمُ بمنصب النبوّة ويختاره لمقام الرسالة؛ لأن الهدف الجوهريّ من ابتعاث الرُسل وارسال الانبياء هو هداية الناس وارشادهم.
ومن كان كذلك من حيث ضعف الروح ووهن النفس بهذه المرتبة بحيث يحدّث نفسه بالإنتحار خوفاً وفزعاً كيف يمكن ان ينفذ إلى نفوس الناس ويؤثر فيهم؟!
ثانياً : كيف يمكن أن يطمئن موسى بمجرد سماعه للنداء الالهيّ إلى أنه صادرٌ من جانب اللّه فطلبَ من ربّه من فوره أن يجعل أخاه هارون وزيراً له لأنه أفصحُ منه قولا بينما لا يطمئن سيد المرسلين وخاتمهم؟!
ثالثاً : لقد كان ورقة مسيحيّاً حتماً ولكنه عند ما أراد أن يزيل عن محمَّد الشك والإضطراب ذكر نبوَّة موسى (عليه السلام) وقال : قد جاءك الناموس الّذي جاء موسى .
ألا يدلُّ هذا على أنّ ثمة يداً اسرائيليّة وراء هذه الحبكة هي الّتي صاغت هذه القصة واختلقتها في غفلة عما كان يدين به ورقة بطلُ القصة؟!
كل هذا بغصّ النظر عن أن مثل هذه الاُمور تتنافى والعظمة الّتي نعهدها من النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ولا تنسجم معها أبداً ويبدو أن كاتب حياة محمَّد أدرك إلى درجة ما خرافية هذه القصة ولذلك نجده ينقل بعض مواضيعها بعد جملة : كما يقولون .
وقد حارب ائمةُ الشيعة هذه الاساطير بكل قوة وأبطلوها برمتها.
فعندما يسأل زرارة الإمام الصادق (عليه السلام) مثلا : كيف لم يَخفْ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فيما يأتيه من قِبَل اللّه ان يكون ممّا ينزغ به الشيطان :
قال الإمام (عليه السلام) : إنّ اللّه إذا اتخذَ عبداً ورسولا أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قِبَل اللّه عزّ وجلّ مثل الّذي يراه بعينه .
ويقول العلامة الشيعي الكبير المرحوم الطبرسي في تفسيره في هذا الصدد : إن اللّه لا يوحي الى رسوله إلاّ بالبراهين النيّرة والآيات البينة الدالّة على أن ما يوحى إليه إنما هو من اللّه تعالى فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزعُ ولا يَفْرُق .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|