المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

جهود متوازنة balanced voltages
17-12-2017
مستحبات السجود
30-9-2016
المهدوية (فلسفة عالمية كبرى).
2023-03-29
سرعة التحرر والنجوم السوداء
25-9-2016
طـرق عـرض قائمـة التـدفقات النقديـة وعـرض التـدفـقات النـقديـة بالصـافـي
2023-10-20
الظلم
24/9/2022


بين تجاوز الصدمة والتأثر بها  
  
1977   01:48 مساءً   التاريخ: 15-4-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص54ــ55
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2019 2042
التاريخ: 19-4-2016 2572
التاريخ: 3-4-2022 2058
التاريخ: 18-4-2016 2994

 لا بد ان نشير هنا الى نقطة هامة، وهي ان الآثار او تلك الاعراض الحياتية التي ذكرناها لا تظهر عند جميع الاطفال، فكثيرون هم الاطفال الذين لم يكن لموت الاب أي تأثير او عارض عليهم، بل استطاعوا ان يتابعوا حياتهم العادية بشكل طبيعي، ومن الممكن ان لا يسبب موت الاب او شهادته وضعاً مقلقاً للطفل، وهذا الامر يظهر خاصة عند نوعين من الاطفال :

الاول: الذين يعيشون في عائلات كبيرة ومزدحمة.

ثانياً: اولئك الذين ليس لديهم علاقة جيدة بآبائهم.

وكذلك من الممكن ان تكون الام ذكية ولبيبة، فتعتني بالطفل جيداً وتتخذ الاجراءات المناسبة لدعم حياته وتصحيحها.

ولو انتبه اقارب الطفل وسارعوا وبالتعاون مع امه منذ ايام الشهادة او الموت الاولى لمساعدته وفهم حالته، لقلت اعراض هذا الامر الى الحد الادنى، ان الكثير من الامهات وبسبب موت ازواجهن ينغمسن في الضياع بشكل كامل، او انهن يغصن في الحزن واللوعة والاسى الى درجة انهن ينسين البيت والحياة والطفل، ولا يتوقفن عند البكاء حتى يصلن الى حالة الارهاق والتعب الشديد، غير مباليات بحالة الطفل النفسية ومدى تحمله للوضع الجديد، ولذلك فمن الطبيعي في هذه الحالة ان يصيب الطفل اعراض معينة من جراء ذلك.

ـ الصدمة الاقوى :

إن الصدمة والاثر الاقوى تظهر غالباً عند الاطفال الذين :

- تعرضوا لصدمات واهتزازات عاطفية، خاصة قبل موت الاب.

- تعلقوا بآبائهم واستأنسوا بهم، وكانوا كوردة في بستان حضن الاب الدافئ.

- تربوا على دلال زائد وعطف مفرط ، والذي اعتادوا على تلبية كل متطلباتهم.

- يشعرون بالذنب والمسؤولية تجاه موت الاب بسبب توهم النوايا السيئة في الماضي.

- الذين يشعرون بعدم الامان، والضغط والقسوة، وعدم إشباع حاجاتهم وتلبيتها.

- الذين ماتت امهاتهم ايضاً او تعاني من المرض، وبذلك يكون الطفل وحيداً.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.