أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2016
448
التاريخ: 20-11-2016
379
التاريخ: 20-11-2016
482
التاريخ: 20-11-2016
425
|
[جواب الشبهة] :
يقوم بعض الجهّال باتهام زوار قبور أئمّة الدين، بالشرك، ويقيناً أنّهم لو علموا بمضمون هذه الزيارات ومحتواها لخجلوا من هذا الكلام.
لا يوجد أي شخص عاقل يعبد النبي (صلى الله عليه وآله) أو الأئمّة (عليهم السلام)، بل لا تخطر بذهن أحد هذه الفكرة إطلاقاً، وجميع المؤمنين الواعين يذهبون لزيارتهم احتراماً وطلباً للشفاعة.
وأغلب الزوار يذكرون «الله أكبر» مائة مرّة قبل البدء بقراءة متن الزيارة، فهم على هذا يؤكدون مبدأ التوحيد مائة مرّة لإبعاد أي شائبة للشرك من نفوسهم.
نقول في الزيارة المعروفة زيارة «أمين الله» وأمام قبور الأئمة: «أشْهدُ أنكَ جاهدتَ في الله حَقَّ جِهاده، وَعمِلتَ بِكتَابِه، واتبعتَ سُنَنَ نَبِيِّه حتَّى دَعاكَ الله إلى جِوَارِه»(1)، أفهل هناك توحيد أكثر من هذا؟
ونقول في خطابنا لهؤلاء العظماء في الزيارة الجامعة المعروفة: «إلى الله تَدعُونَ وَعَليهِ تَدُلُّونَ وَبِه تُؤْمِنُونَ وَلَهُ تُسَلِّمونَ وَبِأمرِهِ تَعمَلُونَ وَإلى سَبِيلِه تُرْشِدُونَ»(2)، وجميع الضمائر في الجمل الست المذكورة تعود إلى الخالق سبحانه وتعالى.
فالدعوة إلى الله و التوحيد موجودة في كل موضع من هذه الزيارات، أفهل هذا شرك أم إيمان؟
ونقول في موضع آخر من الزيارة: «مُسْتَشْفِعٌ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ بِكُمْ»، فإذا كان في مضمون بعض العبارات إبهام، فهذه المحكمات ترفع هذا الإبهام.
[و] الاشتباه الآخر المهم لدى الوهابية في هذا الموضوع هو مقايسة طلب الشفاعة من الأولياء في حضرة الله سبحانه وتعالى مع طلب الشفاعة من الأصنام ـ تلك الأحجاز الجامدة التي لا روح فيها ولا عقل ولا شعور ـ في الوقت الذي نرى القرآن المجيد قد أشار في مواضع عديدة إلى استشفاع الأنبياء الربانيين (عليهم السلام) للمذنبين عند الله، فنذكر على سبيل المثال:
1. بعد أن عرف إخوة يوسف (عليه السلام) عظمة أخيهم والتفتوا إلى خطأهم ذهبوا إلى أبيهم طلباً للشفاعة، وقد لبى الأب طلبهم: (قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)( يوسف , 97و98). فهل كان النبي يعقوب (عليه السلام) مشركاً؟
2. القرآن الكريم يرغب ويشجع المذنبين لطلب التوبة والشفاعة من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث يقول: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)( النساء،64)، فهل هذا الترغيب والتشجيع شرك؟
3. يقول القرآن في ذمه للمنافقين: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ)( المنافقون،5)، فهل يدعو القرآن الكريم الكفار والمنافقين للشرك؟
4. نحن نعلم بأنّ قوم لوط كانوا من أسوأ الأقوام، وقد طلب شيخ الأنبياء إبراهيم (عليه السلام) الشفاعة لهم، حيث طلب من الله إمهالهم مدّة أكثر لعلهم يتوبون، ولكن بما أنّهم تجاوزوا حدّاً من الوقاحة أفقدهم قابلية الشفاعة لهم جاء الخطاب للنبي إبراهيم(عليه السلام) بالإعراض عن طلب الشفاعة لهم: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوط * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ * يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُود)( هود، الآية 74-76).
الجدير بالذكر أنّ الله تعالى في مقابل طلب الشفاعة هذه قد أثنى على النبي إبراهيم (عليه السلام) بشكل مميز حيث قال: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) ولكن وجّه له الخطاب بأنّه قد فات الأوان ولم يبق مجال للشفاعة.
[و] لجأ المفتشون عن مخرج عندما رأوا صراحة الآيات السابقة التي تشير إلى مشروعية شفاعة الأنبياء(عليه السلام) وأنّه لا محيص من قبولها، إلى ذريعة أخرى، حيث قالوا: إنّ هذه الآيات تتحدث عن الشفاعة في حال حياة الشفعاء، ولا دليل لدينا على شمولها لما بعد الوفاتهم. وبهذا قد تخلوا عن ذريعة الشرك وتمسكوا بذريعة أخرى.
ولكن يطرح هنا سؤال، هل أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) يتبدل إلى تراب بعد وفاته وينعدم بشكل تام ـ كما أقرّ أمامنا بعض علماء الوهابية بذلك ـ أو أنّ هناك حياة برزخية؟
فعلى القول إنّهُ لم تكن هناك حياة للنبي ـ وهو باطل ـ ترد بعض الأمور:
أولاً: هل مقام النبي(صلى الله عليه وآله) أقل مرتبة من مقام الشهداء الذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى: (بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)( آل عمران، الآية 169).
ثانياً: هل السلام الذي نذكره على النبي (صلى الله عليه وآله) في التشهد ويذكره جميع المسلمين بلا خلاف «السلام عليك أيّها النبي...» نذكره على شخصية خيالية لا وجود لها؟
ثالثاً: ألا تعتقدون بأنه يجب عليكم إذا كنتم في المسجد النبوي التحدث بهدوء عندما تكونون بجوار قبره الشريف؟; لأنّ القرآن الكريم يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ...)( الحجرات، الآية 2)، وقد كتبت هذه الآية على لوحة وعلقت فوق قبر النبي(صلى الله عليه وآله).
فكيف تقبلون بهذا الكلام المتناقض؟
رابعاً: إنّ الموت لا يمثل نهاية الحياة فقط، بل هو ولادة ثانية وحياة جديدة: «النَّاسُ نِيَام فإذا مَاتُوا انْتَبَهُوا»(3).
خامساً: نقرأ في الحديث المعروف الذي جاء في مصدر معتبر لدى أهل السنّة أن عبد الله بن عمر نقل عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «مَنْ زَارَ قَبْري وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتي»(4). وجاء في حديث آخر نقله نفس الراوي عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) «مَنْ زَارَني بَعْدَ مَوْتِي فَكَأنَّما زَارَني في حَياتي»(5). وعليه فهذه الفرضية من التفريق بين زمن الحياة والموت ليس إلاّ تصور واه.
ومن خلال الإطلاق الموجود في هذه الأحاديث المذكورة يمكن أن نؤكد مشروعية شدّ الرحال بقصد زيارة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله).
_________________
1. بحار الأنوار، ج 99، ص 129 و 130 .
2. نفس المصدر، ص 131 .
3. عوالي اللئالي ، ج 2، ص 73 .
4. السنن للدار قطني، ج 2، ص 278. وقد ذكر العلاّمة الأميني 41 مصدراً لهذا الحديث من الكتب المعروفة لدى أهل السنّة; الغدير، ج 5، ص 93 .
5. الغدير، ج 5، ص 101 .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|