المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التوزيع الجغرافي لأهم مواقع السياحة البيئية والمحميات الطبيعية في العالم العربي- الجمهورية السودانية
14-4-2022
Residue
14-1-2020
adverb (n.)
2023-05-10
المعاناة
8-8-2017
جهود الهنود اللغوية
24-11-2018
الوضع على أهل البيت (عليهم السلام)
20-3-2016


مناظرة الشيخ محمد الاشتهاردي مع أحد علماء الشافعية في أمر بعض الصحابة  
  
490   01:00 صباحاً   التاريخ: 29-9-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 525- 528
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /

قال الشيخ محمد الاشتهاردي: أذكر التقيت مرة بأحد علماء الشافعية، وكان ضليعا في فهم الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، فبدأ اعتراضه على الشيعة بهذا السؤال: إن الشيعة يطعنون ويسبون أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا خلاف ما نص به القرآن الكريم، لأن بنص القرآن الكريم أن الله سبحانه راض عنهم، فالذي يقع مورد رضى الله لا يجوز لعنه وسبه، والآية التي نزلت بهذا الشأن هي الآية 18 من سورة الفتح حيث يقول الله سبحانه { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } [الفتح: 18].

نزلت هذه الآية الشريفة في شهر ذي الحجة من السنة السادسة من الهجرة عندما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يخرج من المدينة إلى مكة معتمرا مع ألفي وأربعمائة من المسلمين فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير و... ولما بلغ بعسفان قرب مكة، علمت قريش بمسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) فخرجوا ليمنعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمسلمين من الدخول إلى مكة، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يسلكوا طريقا يوصلهم إلى الحديبية لاحتواءها على الماء والأشجار ويهبطوا فيها، وكانت الحديبية تبعد عن مكة عشرون كيلومترا، وليعلم ما يكون أمره مع قريش.

ثم أرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عثمانا إلى مكة وأشراف قريش فيذاكرهم حول مجئ النبي (صلى الله عليه وآله)، وبعد فترة بلغ أن عثمان قد قتل، قال (صلى الله عليه وآله): لا نبرح حتى نناجز القوم، ودعا الناس إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة. (1)

وبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسلمين، أن يدافعوا عن الإسلام إلى آخر لحظة، ولم يمضي وقت حتى رجع عثمان سالما، وأرعبت هذه البيعة قريشا فأرسلوا سهيل بن عمرو إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالوا له: أئت محمدا فصالحه، فكان صلح الحديبية، وقالوا: أنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة (2).

فعندها نزلت الآية 181 من سورة الفتح، ورضى الله عن الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذا فالأصحاب الذين رضي الله عنهم لا يجوز الطعن فيهم!!

فقلت:

أولا: إن هذه الآية المباركة تنحصر بالذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا تشمل الآخرين.

ثانيا: إن هذه الآية لا تشمل المنافقين الذين حضروا البيعة أمثال: عبد الله بن أبي، وأوس بن خولي و... لأن جملة رضى الله عن المؤمنين أخرجتهم عن كونهم مؤمنين.

ثالثا: الآية المذكورة تشير إلى الذين كانوا في زمن البيعة ورضي الله عنهم، وليس معناها أن الله رضي عنهم إلى الأبد.

وبهذا الدليل نقرأ في الآية العاشرة من هذه السورة المباركة: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } [الفتح: 10] ، فدلت الآية على احتمال أن ينكث بعض الصحابة الحاضرين للبيعة بيعتهم، كما حصل بعد ذلك من قبل بعضهم، فعليه إن آية الرضوان لا تدل على الرضا الأبدي عن الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بل يحتمل أمران، فريق يبقي بيعته، وفريق ينكث بيعته. (3)

_______________

(1) تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 2 ص 631 - 632.

(2) تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 2 ص 633.

(3) أجود المناظرات، الشيخ محمد الاشتهاردي : ص 292 - 294.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.