المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجهاد بالأموال والانفس
25-11-2015
اعتبارات هامه في إطار التنمية المستدامة
2023-06-10
سافوري، فليكس
26-8-2016
الفكر الإقليمي في القرنين ١٧ و ١٨
30-10-2021
تعريف الذكاء
11/12/2022
الإمام علي (عليه السلام) والصراط
2024-04-27


صغائر الذنوب  
  
2473   01:42 مساءاً   التاريخ: 4-1-2017
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص69-70
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-9-2020 5390
التاريخ: 2024-06-11 643
التاريخ: 16-6-2022 1773
التاريخ: 2023-10-25 1439

ـ ما الحكمة من تحريم امور صغيرة في الإسلام ؟

التكليف الإلهي له خصوصية يمتاز بها وهي انه يشمل كل جوانب حياة الإنسان المقدورة. وجعل ذلك اختبارا له في طاعة الله سبحانه وهذا ما يطلق عليه (تقوى الله) او (بلوغ مرضاة الله).

قال الإمام الصادق (عليه السلام):(ما من شيء الا وفيه كتاب وسنة)(1).

فكل تقلبات الفرد محكومة لتكليف من التكاليف الخمسة: الوجوب والحرمة والاستحباب والكراهة والاباحة.

والذنوب تنقسم إلى قسمين : كبائر وصغائر.

والكبائر هي كل ذنب توعَّد الله تعالى عليه العقاب في القرآن، والصغائر ما عداه كما نسب هذا التعريف للمشهور ...

ومن الكبائر الشرك بالله تعالى وترك الصلاة وقتل النفس المحترمة والزنى... وغيرها(2).

ومن الصغائر حلق اللحية واظهار بعض شعر المرأة والنظر إلى المرأة المحرم في الحج...

الا ان الكبائر والصغائر تجتمع في عنوان المعصية المحرمة والمعاندة لأحكام الله سبحانه والجرأة عليه.

قال الإمام الباقر (عليه السلام): (لا تنظروا إلى صغير الذنب ولكن إلى ما اجترأتم)(3).

وقال الإمام علي (عليه السلام): (لا تحقرن صغائر الآثام فإنها الموبقات، ومن احاطت به محقِّراته اهلكته)(4).

وعليه فالصغيرة لا خصوصية لها الا من حيث حجمها كمعصية وهي كبقية الكبائر من حيث الجرأة على الله سبحانه.

_____________

1ـ الفصول المهمة في أصول الائمة (عليهم السلام) ص186.

2- راجع تحرير الوسيلة، ج1 ص242.

3- قصار الجمل، ج1 ص232.

4- تصنيف غرر الحكم، ص186.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.