المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

تفسير الآية (1-9) من سورة الشعراء
22-8-2020
المغارسة
27-9-2016
معنى كملة كيل‌
15-12-2015
تحطيم أمير المؤمنين للأصنام
8-5-2016
دولة الغساسنة
طرق الطعن في الأحكام الجزائية في لبنان
5-10-2021


تأثير القناعات على الفسيولوجية الجسدية  
  
2921   10:22 صباحاً   التاريخ: 29-11-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الانطلاق
الجزء والصفحة : ص27-28
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2021 1881
التاريخ: 2024-04-19 654
التاريخ: 23-10-2017 2237
التاريخ: 2024-10-04 163

لا يقتصر تأثير القناعات على عواطفنا وافعالنا، بل يمكنها ان تغير اجسامنا في غضون لحظات ولقد اسعدني ان اجري مقابلات مع الدكتور (بيرني سيجل) البروفيسور في الحديث عن قوة القناعات روى لي الدكتور بيرني بعض النتائج والابحاث التي اجراها على اشخاص يعانون من اضطرابات شخصية متعددة الأمر الذي لا يصدق ان فعالية قناعات هؤلاء الاشخاص بانهم اصبحوا اشخاصا مختلفين ادت الى تمكنهم من التحكم في جهازهم العصبي بصورة لا جدال فيها بحيث امكن احداث تغيير واضح في نتائج الفحوصات الكيميائية الحيوية التي اجريت لهم والنتيجة؟ قد اخذت اجسامهم تتبدل فعلا امام اعين الباحثين، وبدات تعكس شخصية مختلفة في غضون لحظات وتوثق الدراسات حوادث ملفتة للنظر مثل تغير لون اعين المرضى فعليا مع التغير الذي يحدث في شخصياتهم، او ظهور علامات بدنية او اختفائها! بل ان امراضنا مثل داء السكري او ارتفاع ضغط الدم تظهر وتختفي اعتمادا على قناعات الشخص وتبعاً للشخصية التي يبديها هؤلاء الأشخاص.

بل ان للقناعات قوة قد تتغلب على تأثير العقاقير على الجسم وعلى الرغم من ان معظم الناس يعتقدون ان العقاقير تحقق الشفاء فإن الدراسات الحديثة في مجال المناعة النفسية العصبية (أي الصلة بين العقل والجسم) اخذت تثبت ما كان موضع شك لقرون عدة، وهو ان قناعاتنا حول المرض وعلاجه تلعب دورا لا يستهان به، وربما يتفوق على الدور الذي يلعبه العلاج نفسه ولقد اجري الدكتور (هنري بيشر) الاستاذ بجامعة هارفارد الامريكية بحوثا مستفيضة توضح بجلاء اننا في الوقت الذي ننسب فيه الفضل للدواء فان قناعات المريض هي التي تحدث اكبر الاثر في حالته الصحية.

احدى التجارب التي مثلت فتحا في هذا المجال هي تلك التي اجريت على 100 من طلبة الطب الذين طلب منهم المشاركة في اختبار نوعين من الادوية : وقد وصف احدهما، والذي كان على شكل كبسولة حمراء على انه منشط هائل، بينما وصف الاخر، وهو على شكل كبسولة زرقاء، على انه مهدئ هائل دون علم الطلبة تم تبديل محتويات نوعي الكبسولات اذ كانت الكبسولة الحمراء تحوي بابيتورات (دواء مهدئ) ومع ذلك فان خمسين من المائة من الطلاب شعروا بردود فعل  بدنية تتوافق مع توقعاتهم، أي بعكس رد الفعل الكيميائي الذي تحدثه تلك الادوية في الجسم عادة! لم يعط هؤلاء الطلاب غفلا (أي لا تأثير له)، بل دواء فعليا غير ان قناعاتهم تغلبت على التأثير الكيميائي للدواء على اجسامهم وكما صرح الدكتور بيشر فيما بعد فان فائدة الدواء هي نتيجة مباشرة لقناعة المريض حول فائدة الدواء وفاعليته وليس فقط نتيجة للخواص الكيميائية لهذا الدواء.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.