المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

أبان بن تغلب الكوفي
4-9-2016
دعاء في جوف الليل ـ بحث روائي
17-10-2016
عندما تعاودنا الذكريات المؤلمة
27-9-2019
حمزة بن علي أبو يَعلى
24-06-2015
مرحلة الولادة
28-10-2017
تفسير الأية (108-112) من سورة الأنبياء
14-9-2020


المعتقدات – الحبة الشافية  
  
2210   01:29 مساءاً   التاريخ: 24-11-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الانطلاق
الجزء والصفحة : ص22ـ23
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2022 1102
التاريخ: 4-4-2022 1492
التاريخ: 25-7-2016 1777
التاريخ: 2024-09-07 205

كان الصيدلي إميل كو في صيدليته عندما جاءه احد الزبائن ليطلب منه اقراصا لدواء معين لعلاج حالة مرضية كان يعاني منها.

وعندما اخبره إميل كو بانه لا توجد لديه تلك الاقراض، اصر هذا المريض على ان يجد له الاقراص باي ثمن. ففكر اميل في حيلة يرضى بها المريض فاخبره ان لديه اقراصا من نوع اخر لها التأثير نفسه للأقراص المطلوبة. ولم تكن هذه الاقراص البديلة في حقيقتها غير اقراص من السكر العادي وليس لها أي علاقة بالمادة المطلوبة.

ولكن المفاجاة كانت كبيرة عندما جاء المريض بعد عدة ايام وقد شفي من مرضه تماما باستخدام تلك الاقراص غير الحقيقية، وذلك بسبب إيمانه، او اعتقاده ان تلك الاقراص سوف تشفيه. أي ان شفاءه لم يكن بسبب الاقراص بل بسبب ذلك الايمان او الاعتقاد بالشفاء. وقد اطلق على هذا النوع من الدواء اسم (بلاسيبوPlacebo).

وأجريت بحوث ودراسات عديدة على هذا الدواء (الإيماني) وكانت النتيجة ان اكثر من 30% من المرضى يستجيبون له. أي انهم يشفون بعد تناوله. وفي حالات الألم كان 51% الى 70% يستجيبون لهذا الدواء كاستجابتهم للمسكنات الحقيقية. ولم يكن ذلك التأثير إلا بسبب اعتقاد المريض بشفائه.

الاعتقاد بشيء هو الاقتناع بصحة ذلك الشيء وليس من الضروري ان تكون المعتقدات مبنية على منطق كما انه ليس متوقعا ان تكون معبرة عن الواقع، بالرغم من ان هذه المعتقدات هي التي توجه حياة الانسان. ان نشاطنا وحماسنا للعمل يعتمد على نظام الايمان والقيم التي تؤمن بها. ومقر هذا الايمان وهذه القيم في العقل الباطن، وتؤثر في سلوكنا دون ان نعي ذلك.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.