المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



دينامية المواجهة وصعوبات المقابلة  
  
2506   01:25 مساءاً   التاريخ: 22-11-2016
المؤلف : عمر عبد الرحيم نصر الله
الكتاب أو المصدر : مبادئ الاتصال التربوي والانساني
الجزء والصفحة : ص245-247
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2021 2568
التاريخ: 26-6-2016 3042
التاريخ: 20-6-2017 3497
التاريخ: 30/10/2022 1626

‏توجد شروط أساسية وهامة التي لها علاقة بدينامية المواجهة أو الاحتكاك المباشر، الذي يحدث بين القائمين على الاتصال الشخصي بالجماهير، الذي من الممكن أن يحدث بصورة مباشرة، وذلك حينما نلتقي مع الجماهير وجها لوجه أو غير المباشر والذي يحدث عن طريق وسيط مثل التلفون أو التلفاز أو الإذاعة.

‏والمواجهة الفاشلة أو التي تفشل في الوصل إلى الهدف المنشود، تكون في العادة متضمنة بصورة واضحة للعديد من الأسئلة الحرجة، التي تؤدي إلى تحويل المواجهة إلى لقاء جاف وصعب، والذي من الممكن أن تحمل في مضمونها معنى التحدي لمن يقوم بالمواجهة، وطبيعي في مثل هذا الوضع أن يحاول القائم بالاتصال والمواجهة، أن يخفف من حدة وصعوبة المواجهة للموقف الذي وصل إليه، بالإضافة إلى محاولة تقليل حرج الأسئلة التي تطرح، ومن حرج الموقف نفسه كتلقائي أو الموقف الذي يحدث فيه تبادل لفظي.

‏والشروط التي تساعد على مثل ذلك، عملية التسلسل المنطقي أو التدريج الذي يجب أن يكون بين الأسئلة، بغية الوصول إلى الهدف المقصود أو المعنى المطلوب. كما ويجب أن تكون الأسئلة التي تطرح مناسبة للمجيب من جميع الجوانب، حيث لا نقوم بطرح أسئلة عن معلومات التي لا تتناسب مع المستوى الثقافي والقدرات العقلية للطرف الآخر المسؤول، كما ويجب أن نمتنع ونبتعد عن طرح الأسئلة التي تسأل عن لماذا، بل نقوم بطرح الأسئلة التي تسأل عن كيف؟

‏.. إن المقابلة يوجد فيها موقف اجتماعي الذي من الممكن أن يؤدي إلى إثارة الحرج والحساسية، وبالإضافة لذلك توجد فيها مواجهة مباشرة، التي تؤدي إلى إقامة علاقة تبادل أو صلة ديناميكية بين طرفي المقابلة، التي يكون لها رد فعلها الخاصة على شخصية الطرف الذي يقوم بالإجابة على الأسئلة، ويجب أن لا ننسى هنا أن للقائم بالاتصال في المقابلة والشخص الذي يقوم بالإجابة، لكل واحد منهما دوره الخاص والفعال في عملية تفاعل ثنائي - الذي يحدث بين دورين يقوم كل واحد منهما في هذه الأدوار (ايجابي وسلبي).

‏ومن صعوبات الاتصال وعوائقه، التي تظهر وتلعب دورا في منهج المقابلة، تلك الصعوبة التي ترتبط بعملية إعطاء الشخص المجيب إجابات عن الأسئلة التي تطرح عليه وهذه الإجابات غير مطلوبة، أو أن يقوم هذا الشخص بإعطاء معلومات غير مفهومة وغامضة للمستمع أو المستقبل، الذي كرد فعل لها، يظهر عدم المبالاة بهذه الأسئلة وطريقة صياغتها، وذلك عن طريق قيامه بترك الفرصة مفتوحة للإجابات، والذي يعتبر خطوة رد فعل منه على طبيعة الإجابات نفسها. التي يصعب الاستفادة منها أو استعمالها في عملية استمرار المقابلة والتقدم فيها إلى الهدف والغاية المنشودة.

والسائل يجب عليه أن يكون ملتزما بالحياد، لأنه كقائم بالاتصال يحتم عليه موقفه أن يكون أمينا وموضوعيا، دون أن يكون سلبيا أو جامدا، لان لهذا أثره على مدى سهولة أو صعوبة الاتصال في عملية المقابلة وما تثيره من حساسية وهذا يرتبط بأنواعها المختلفة وبطبيعة المجال الذي تجري فيه، ومن يقوم بوظيفة السائل وهل هو على جانب من المقدرة والقدرات والثقافة التي تمكنه من القيام بعملية الاتصال في المقابلة.

‏ومن الشروط التي يجب أن تتوافر في أسئلة القائم بالاتصال، خلوها من أي عنصر أو رمز من رموز الإيحاء الذي يؤدي إلى معرفة الإجابة، أو يعطي الايحاء بإجابات معينة أو محددة، التي من الممكن أن تظهر على ملامح السائل التي تكشف عن الموافقة أو عدم الموافقة وفي نفس الوقت يجب أن لا تكون ملامحه جامدة أو سلبية، أي أن الاتصال الشخصي الذي يحدث في المقابلة هو بمثابة سلوك صعب وليس ذلك الأمر السهل، الذي يمكن إنجاحه دون عناء أو صعوبة، لان طريقة المقابلة صعبة الأداء، بسبب تعقيد الموقف ودينامية المحاورة، وحساسيتها بين القائم بالاتصال وبين الطرف الثاني، الذي يقوم بالاستقبال أو الرد على الأسئلة. مما يؤدي إلى حدوث ووقوع ووجود الأخطاء غير المرغوبة في مثل هذه الحالات والأوضاع الاتصالية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.