أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-02-2015
4705
التاريخ: 15-10-2014
4090
التاريخ: 15-10-2014
2241
التاريخ: 15-11-2014
2223
|
من التفسير بالمنقول هو تفسير القرآن بما أُثر عن النبي والأئمة المعصومين ( عليهم السَّلام ) أو الصحابة والتابعين ، وقد ظهر هذا النوع من المنهج بعد رحلة النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، ومن المعروفين في سلوك هذا المنهج بعد عهد الرسالة عبد اللّه بن عباس ، وهو القائل : ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) (1) وحسبك هذه الشهادة من ترجمان القرآن .
نعم رُوي عن النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) أنّه دعا له بالفقه والحكمة وتأويل القرآن (2) .
وقد ذاع هذا المنهج من القرن الأوّل إلى عصرنا هذا ، فظهر بين المفسرين مَن يكتفون في التفسير بالأثر المروي ولا يتجاوزون عنه ، حتى أنّ بعض المفسرين لا يذكر الآية التي لا يجد حولها أثراً من النبي والأئمة ، كما هو ديدن تفسير البرهان للسيد البحراني ، فإليك أشهر التفاسير الحديثية بين الفريقين .
فأشهر المصنّفات على هذا النمط عند أهل السنّة عبارة عن :
1 ـ تفسيـر أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ( 224 ـ 310هـ ) وهذا الكتاب أوسع ما أُلّف في هذا المجال ، ومن مزايا هذا التفسير ذكر الروايات
مسندة أو موقوفة على الصحابة والتابعين ، وقد سهّل بذلك طريق التحقيق والتثبيت منها ، نعم فيها من الإسرائيليّات والمسيحيّات ما لا يُحصى كثرةً .
2 ـ ويليه في التبسّط تفسير الثعلبي ( المتوفّى 427هـ ) باسم ( الكشف والبيان ) وهو تفسير مخطوط ، ونُسخه قليلة ، عسى أن يقيّض اللّه رجال التحقيق لإخراجه إلى عالم النور ، ومؤلّفه من المعترفين بفضائل أهل البيت ( عليهم السَّلام ) ، فقد روى نزول كثير من الآيات في حقّ العترة الطاهرة ، وينقل عنه كثيراً السيد البحراني في كتبه مثل غاية المرام وتفسير البرهان .
3 ـ تفسير الدر المنثور للسيوطي ( المتوفّى 911هـ ) ففيه ما ذكره الطبري في تفسيره وغيره ويبدو من كتابه ( الإتقان ) أنّه جعله مقدّمةً لذلك التفسير ، وقد ذكر في خاتمة ( الإتقان ) نبذةً من التفسير بالمأثور المرفوع إلى النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) من أوّل الفاتحة إلى سورة الناس .
هذه مشاهير التفاسير الحديثية عند أهل السنّة ، اكتفينا بذلك روماً للاختصار .
وأمّا التفسير بالمأثور عند الشيعة ، فأشهرها ما يلي :
1 ـ تفسير محمد بن مسعود العياشي المعاصر للكليني الذي توفّي عام 329هـ ، وقد طُبع في جزءين ، غير أنّ ناسخ الكتاب في القرون السابقة ، جنى على الكتاب جنايةً علمية لا تُغتفر ؛ حيث أسقط الأسانيد وأتى بالمتون ، وبذلك سدّ على المحقّقين باب التحقيق .
2 ـ تفسير علي بن إبراهيم القمي ( الذي كان حياً عام 307 هـ ) ، وتفسيره هذا مطبوع قديماً وحديثاً ، غير أنّ التفسير ليس لعلي بن إبراهيم القمي وحده ، وإنّما هو تفسير ممزوج من تفسيرين ، فهو ملفّق ممّا أملاه علي بن إبراهيم على تلميذه أبي الفضل العباس ، وما رواه تلميذه بسنده الخاص ، عن أبي الجارود عن الإمام الباقر ( عليه السَّلام ) ، وقد أوضحنا حاله في أبحاثنا الرجالية (3) .
3 ـ وقد أُلّف في أواخر القرن الحادي عشر تفسيران بالمنهج المذكور ، أعني بهما :
( البرهان في تفسير القرآن ) للسيد هاشم البحراني ( المتوفّى 1107 هـ ) .
و( نور الثقلين ) للشيخ عبد علي الحويزي من علماء القرن الحادي عشر .
والاستفادة من التفسير بالمأثور يتوقّف على تحقيق أسناد الروايات ؛ لكثرة تطرّق الإسرائيليات والمسيحيات والمجوسيات المروية من مُسلمة أهل الكتاب إليها أو مستسلمتهم .
وهناك كلمة قيّمة لابن خلدون يقول : إنّ العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم ، وإنّما غلبت عليهم البداوة والأُميّة ، وإذا تشوّقوا إلى معرفة شيء ممّا تتوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونّات ، وبدء الخليقة وأسرار الوجود ، فإنّما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدون منهم ، وهؤلاء مثل : كعب الأحبار ووهب بن منبه ، وعبد اللّه بن سلام وأمثالهم ، فامتلأت التفاسير من المنقولات عنهم وتُلقّيت بالقبول ، وتساهل المفسرون في مثل ذلك ، وملأوا كتب التفسير بهذه المنقولات ، وأصلها كلها ـ كما قلنا ـ من التوراة أو ممّا كانوا يفترون (4) .
ولأجل ذلك ترى أنّ ما أتى به الطبري في تفسيره حول قصة آدم وحواء تطابق ما جاء في التوراة .
والعجب أنّ كتب التفسير مملوءة من أقاويل هؤلاء ( أي مُسلمة أهل الكتاب ) ومَن أخذ عنهم ، من المسلمين أمثال عكرمة ومجاهد وعطاء والضحاك .
فهؤلاء مضافاً إلى ما ورد فيهم من الجرح والطعن في كتب الرجال المعتبرة عند أهل السنّة ، كانوا يأخذون ما أُثر عنهم من التفاسير من اليهود والنصارى (5) .
وأمّا ما يتراءى من نقل أقوالهم في تفاسير الشيعة كـ ( التبيان ) لشيخ الطائفة الطوسي ، و ( مجمع البيان ) للشيخ الطبرسي ، فعذرهم في نقل أقوالهم هو ؛ رواجها في تلك العصور والأزمنة بحيث كان الجهل بها نقصاً في التفسير وسبباً لعدم الاعتناء به .
وعلى كل تقدير فالتفسير بالمأثور يتوقف على توفّر شرائط الحجية فيه ، إلاّ إذا كان الخبر ناظراً إلى بيان كيفية الاستفادة من الآية ، ومرشداً إلى القرائن الموجودة فيها ، فعندئذ تُلاحظ كيفية الاستفادة ، فعلى فرض صحة الاستنتاج يؤخذ بالنتيجة وإن كان الخبر غير واجد للشرائط ، كما عرفت نماذج منه .
وأمّا إذا كان التفسير مبنياً على التعبّد فلا يُؤخذ به إلاّ عند توفر الشرائط .
هذه هي المناهج التفسيرية على وجه الاختصار قد عرفت المقبول والمردود ، غير أنّ المنهج الكامل عبارة عن المنهج الذي يعتمد على المناهج الصحيحة ، فيعتمد في تفسير القرآن على العقل القطعي الذي هو كالقرينة ، كما يفسّر القرآن بعضه ببعض ويرفع إبهام الآية بأُختها ، ويستفيد من الأثر الصحيح الذي يكون حجّةً بينه وبين ربّه ، إلى غير ذلك من المناهج التي مرّ بيانها .
________________________
1 ـ مناهل العرفان : 1 / 468 .
2 ـ أُسد الغابة : 3 / 193 .
3 ـ راجع كليات في علم الرجال : 311 ـ 315 .
4 ـ مقدمة ابن خلدون : 439 .
5 ـ لاحظ آلاء الرحمن : 1 / 46 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|