أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
1053
التاريخ: 13-11-2016
750
التاريخ: 13-11-2016
994
التاريخ: 13-11-2016
726
|
لقد ظهر الانباط لأول مرة في القرن السادس قبل الميلاد (1) كقبائل بدوية تتجول في بوادي شمال الحجاز والشام والعراق قبل نجاحهم في تأسيس مملكة لهم في بلاد الادوميين ، وهي المنطقة التي تدعى في الوقت الحاضر (شرق الاردن) (2) . حيث كانوا لا يزالون رحلا في القرن الرابع قبل الميلاد يعيشون في خيام ويتكلمون العربية ويكرهون الخمر ولا يهتمون بالزراعة ، وفي القرن التالي تركوا حياة الرعي واتبعوا حياة الاستقرار وعملوا في الزراعة والتجارة . وفي اواخر القرن الثاني كانوا قد تحولوا الى مجتمع منظم جدا ومتقدم في الحضارة ومتصف بالتطور والترف (3) .
يتضح مما تقدم ان الانباط كانوا في القرن الاول قبل الميلاد ينقسمون على فئتين بدو وحضر ، وان البدو كانوا قد استمروا في المحافظة على طريقة حياة البادية التي وصفها ديودورس (4) . اما الحضر فعلى الرغم من وجود بعض السمات البدوية لديهم فانهم كانوا يشتغلون في التجارة ، بل وكانوا يسيطرون على تجارة الشرق والغرب المارة ببلادهم (5) .
ولقد امتاز المجتمع النبطي بكونه مجتمعاً منظماً تنظيماً ديمقراطي المنهج فقد تألف من عدة طبقات ومن هذه الطبقات:-
1. الطبقة الارستقراطية : التي تعد الطبقة الغنية في المجتمع النبطي حيث جنت هذه الطبقة فوائد كثيرة واكتنزت الذهب والفضة ، وكانت هذه الطبقة تمول القوافل وتمتلك العبيد وتقوم باعمال الصيرفة (6)وتمتلك فنادق ومخازن عدة وتشمل هذه الطبقة ايضا العائلة المالكة وكبار الممولين والكهان (7) والقادة ، وهي التي حرم عليها في البدء الانصراف او العمل في الزراعة (8) .
2. طبقة العبيد : اما العبيد فقد كان غالبيتهم من اسرى الحروب الذين كانوا يحصلون عليهم عن طريق النخاسة والديون (9) وقد كان هؤلاء ملكا لأسيادهم ويشتغلون بمختلف الحرف الزراعية وحراسة القوافل .
3. اصحاب الحرف وصغار الباعة : اما اصحاب هذه الطبقة فقد أدّوا دورا كبيرا في تزويد القوافل واهل المدن بكافة ما يحتاجون اليه من مصنوعات خشبية وحديدية ونحاسية (10) ومختلف البضائع والمواد العلفية والغذائية والاستهلاكية لدى الانباط وكان منهم الزراع ايضا (11).
4. الرحالة : وهم البدو (12) ، الذين ترد الاشارة اليهم في التوراة والكتب الكلاسيكية باسم العرب (13) وقد كان هؤلاء يغيرون على الامم المجاورة حيث ان غالبية المجتمع النبطي يتكون من البدو .
اما عن باقي فئات المجتمع النبطي فهم خليط من العرب والاراميين والعبرانيين(14) واليونانيين والرومان وغيرهم غير ان الغالبية هي للأنباط (العرب)(15) .
_________
(1) علي ، المفصل ، ج3 ، ص15 ؛ ظاظا ، الساميون ولغاتهم ، ص114 ؛ حتي ، تاريخ سورية ، ج1 ، ص221 .
(2) علي ، المفصل ، ج3 ، ص17 ؛ حتي ، تاريخ العرب ، ج1 ، ص88 .
(3) عباس ، احسان ، تاريخ دولة الانباط ، الاردن – 1987 ، ص24 ؛ مهران ، دراسات ، ص502 ؛ الملاح ، الوسيط ، ص120 ؛ عبد الحميد ،تاريخ العرب ، ص140 .
(4) Sicily Diodorus, translation-Russelm, BKXIX, London, 1954, P.G.66-116.
(5) معروف ، ناجي ، اصالة الحضارة العربية ، لبنان – 1975 ، ص42 ؛ عباس ، تاريخ دولة الانباط ، ص29-30 ؛ الملاح ، المرجع السابق ، ص121 .
(6) الصيرفة : هي عملية فصل الدرهم عن الدرهم والدينار عن الدينار او استبدال الدنانير الذهبية بالدراهم الفضية . اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ، ص157 ؛ الكبيسي ، حمدان عبد المجيد ، دراسات في تاريخ الاقتصاد العربي والاسلامي ، بغداد – 1988 ، ص163 ؛ الدوري ، تاريخ العراق الاقتصادي ، ص170 .
(7) الكهان : هم اشخاص وقعوا تحت تاثير الاله وبمقدورهم التنبؤ بالحوادث . ينظر ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج1 ، ص52 ؛ ابن حبيب ، المحبر ، ص390 ؛ الطبري ، تاريخ الرسل ، ج2 ، ص180 ؛ المسعودي ، مروج الذهب ، ج1 ، ص168 .
(8) جمعة ، محمد محمود ، النظم الاجتماعية والسياسية عند قدماء العرب والامم السامية ، القاهرة – 1949 ، ص22 ؛ سوسة ، احمد ، حضارة العرب ومراحل تطورها ، بغداد – 1979 ، ص32 .
(9) العلي ، المرجع السابق ، ج1 ، ص134 ؛ العزيز ، موجز تاريخ العرب ، ص65 ؛ فخري ، اتجاهات حديثة في دراسة تاريخ الانباط ، مج 17 ، ص7 ؛ لوبون ، حضارة العرب ، ص378 .
(10) الصمد، واضح، الصناعات والحرف عند العرب في العصر الجاهلي، لبنان – 1981، ص259؛ جمعة، المرجع السابق، ص25؛ الملاح، المرجع السابق، ص122.
(11) باشميل ، العرب في الشام ، ص35 ؛ حتي ، تاريخ سورية ، ج1 ، ص504 .
(12) ابن عبد ربه ، العقد الفريد ، ج2 ، ص72 ؛ العزيز ، المرجع السابق ، ص66 ؛ طلفاح ، خير الله ، الفنون الحربية في عهد الرسول ، ج44 ، بغداد – 1984 ، ص46 ؛فخري ، المرجع السابق ، مج17 ، ص8 .
(13) جرجس ، التراث اليهودي ، ص66 ؛ العزيز ، المرجع نفسه ، ص68 ؛ نيلسن ، التاريخ العربي ، ص52 .
(14) العزيز ، المرجع نفسه ، ص69 ؛جرجس ، المرجع نفسه ،ص68 .
(15) طلفاح ، المرجع نفسه، ج44 ، ص45 ؛ فخري ، المرجع نفسه ، مج17 ، ص9 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|