أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
5220
التاريخ: 2023-04-14
983
التاريخ: 30-6-2022
1446
التاريخ: 7-10-2014
5704
|
تنقسم معرفة الإنسان إلى قسمين : فطرية ذاتية ، ونظرية اجتهادية ، والفطرية هي التي لا تحتاج إلى جد واجتهاد ، بل تحصل تلقائيا بمجرد التصور ، كالعلم بأن النور غير الظلام ، والعمى غير البصر ، والطول غير القصر ، والحجر مخلوق غير خالق ، ويشترك في هذه المعرفة ( 1 ) العالم والجهل على السواء ، ومن أخطأ فيها فهو غير معذور .
أما المعرفة النظرية الاجتهادية فلا تحصل تلقائيا وبمجرد التصور ، بل تحتاج إلى إعمال الفكر والجد والاجتهاد ، كالعلم بأن الماء بسيط أو مركب ، وان هذا المرض من الأمراض المعدية أو غيرها ، ويسمى هذه النوع بالقضايا النظرية التي تختلف فيها الأنظار باختلاف الأشخاص ومواهبهم ومعارفهم ، والخطأ فيها مغتفر لصاحبه إذا كان بعد الجد وبذل الجهد ، لأن ادراك الصواب في كل شيء متعذر أو متعسر .
والأصنام التي عبدها المشركون لا شبه بينها وبين الإله في وجه من الوجوه من قريب أو بعيد كي يعذر من شك أو احتمل انها شريكة للَّه في خلقه ، كيف وقد بالت عليها الكلاب والثعالب ؟ . فعبادتها أكثر قبحا وسفها من وصف الظلام بالنور ، والعمى بالبصر .
وتسأل : لا ريب في ان المعرفة منها فطرية لا يختلف فيها اثنان ، ومنها اجتهادية يعذر فيها المخطئ ، وان نفي الألوهية عن الأحجار من البديهيات دون النظريات كما قلت . . ولكن المشركين قد عبدوها بالفعل ، وكانوا عقلاء في تصرفاتهم ، فما هو التعليل ؟
الجواب : ان فريقا منهم عبدها على حرف ، وبقصد الكسب والمنفعة ، وفريقا آخر عبدها تقليدا بعامل التلقين والوراثة . . ومن الواضحات الفطرية ان سلطان العقل يضعف ويتراجع أمام التقاليد والعادات ، بخاصة إذا طال عليها الزمن ، وتوارثها جيل عن جيل ، ومن هنا كان الدين السليم حتما وضرورة تفرضها طبيعة الإنسان بالغا ما بلغ من العلم والعقل . . فإن كثيرا من الذين تعودوا أساليب العلم وطرقه الدقيقة في هذا العصر يؤمنون بالخرافات . . قال ( غوستاف لوبون ) في كتاب « الآراء والمعتقدات » : « ان العلماء تبدو عليهم السذاجة كما تبدو على الجهلة الأميين . . فالعالم قلما يبدو أسنى من الجاهل في الأمور التي ليست من اختصاصه ، وبهذه الملاحظة ندرك السبب في ان أفضل العلماء يؤمنون بأشد الأوهام خطلا » . ثم ضرب على ذلك كثيرا من الأمثلة ، منها ان عالما كبيرا في عصره كان لا يخرج من بيته إلى المختبر الا ومعه قطعة من حبل المشنوق تقيه بزعمه حسد الحاسدين ، وسحر الساحرين .
{قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد : 16]. واحد في ذاته ، وفي صفاته وفي خلقه ، وقاهر لكل معاند وعاص لحكم من أحكامه . وفي ج 2 ص 344 ذكرنا الأدلة على وحدانية الباري ، ونعطف عليها ما جاء في كتاب « دفاع عن الإسلام » تأليف ( لورا فيشيا فاغليري ) ترجمة الأستاذ منير البعلبكي ، قالت المؤلفة :
« دعا الرسول العربي إلى عقيدة التوحيد ، وخاض صراعا مكشوفا مع بعض النزعات الرجعية التي تقود المرء إلى الشرك . . دعا محمد الناس إلى قراءة كتاب الحياة ، والتفكير في الكون وسننه ، إذ كان واثقا بأن كل عاقل لا بد أن يؤمن آخر الأمر بإله واحد » .
______________________
1- فرق البعض بين العلم والمعرفة بأن العلم يتعلق بالكليات ، والمعرفة تتعلق بالجزئيات ، اما نحن فلا نجد فرقا بينهما ، قال تعالى : « قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ » ولم يقل قد عرف ، مع العلم بأن مشرب كل سبط من أسباط إسرائيل كان خاصا .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|