أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2020
1755
التاريخ: 7-4-2022
1938
التاريخ: 6-10-2016
1693
التاريخ: 6-10-2016
1604
|
طريق المعالجة في إزالة الحرص و تحصيل القناعة : أن يتذكر أولا ما في القناعة من المدح و الشرافة ، و عز النفس و فضيلة الحرية ، و ما في الحرص من الذم و المهانة ، و تحمل الذلة و متابعة الشهوة.
ويعرف أن من لا يؤثر عز النفس على شهوة البطن ، فهو قليل العقل ناقص الإيمان , ثم يتذكر ما في جمع المال من الآفات الدنيوية و العقوبات الأخروية ، و يكثر التأمل فيما مضى عليه عظماء الخلق و أعز أصنافهم ، أعني الأنبياء و الأوصياء و من سار بسيرتهم من السلف الأتقياء ، من صبرهم على القليل ، و قناعتهم باليسير، و فيما يجري عليه الكفار من الهند و اليهود و النصارى و أراذل الناس و أغنيائهم و أمثالهم ، من التنعم و جمع المال الكثير.
وبعد هذا التأمل لا أظنه يشك في أن الاقتداء بأعز الخلائق أحسن من الاقتداء بأراذلهم ، بل المتأمل يعرف أن الحريص المتكالب على لذات الدنيا خارج عن أفق الإنسانية ، و داخل في جريدة البهائم ، إذ الحرص على شهوات البطن و الفرج من لوازم البهيمية ، و أحرص الناس على الشهوات لا يبلغ رتبة البهائم في ذلك , فما من حريص على التنعم في البطن إلا و الحمار أكثر أكلا منه ، و ما من حريص على الجماع إلا و الخنزير أشد نزوا منه , فظهر أن الحريص في مرتبة الخنزير و الحمير و اليهود و الهند ، و القانع لا يساهمه في الرتبة إلا الأنبياء و الأولياء , وبعد التأمل في جميع ما ذكر، يتم العلاج العلمي ، و به تسهل إزالة الحرص و اكتساب القناعة , فليبادر إلى العلاج العملي ، وهو العمل بالاقتصاد في أمر المعيشة ، ليسد أبواب الخرج ما أمكن و رد النفس إلى ما لا بد منه , فإن من كثر خرجه و اتسع إنفاقه ، لم تمكنه القناعة ، فإن كان وحده ، اكتفى بثوب خشن ، و يقنع بأي طعام كان و يقلل من الإدام ما أمكنه ، وهكذا الحال في سائر ما يضطر إليه و يوطن نفسه عليه , و إن كان له عيال رد كل واحد منهم إلى هذا القدر , و إذا بنى أمره على الاقتصاد ، لم يحتج إلى كثير جهد و إن كان معيلا.
قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «ما عال من اقتصد» .
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «ثلاث منجيات : خشية اللّه في السر و العلانية ، و القصد في الغناء و الفقر، و العدل في الرضا و الغضب».
وقال : «التدبير نصف المعيشة».
وقال : «من اقتصد أغناه اللّه ، و من بذر أفقره اللّه».
وقال «الاقتصاد ، و حسن الصمت ، و الهدى الصالح ، جزء من بضع و عشرين جزءا من النبوة».
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «القصد مثراة و السرف متواة» .
وقال السجاد (عليه السلام) : «لينفق الرجل بالقصد و بلغة الكفاف ، و يقدم منه الأفضل لآخرته فإن ذلك أبقى للنعمة وأقرب إلى المزيد من اللّه تعالى ، وأنفع في العافية».
وقال الصادق (عليه السلام) : «إن القصد أمر يحبه اللّه ، و إن السرف أمر يبغضه اللّه ، حتى طرحك النواة ، فإنها تصلح لشيء ، و حتى صبك فضل شرابك .
وقال (عليه السلام) : «ضمنت لمن اقتصد ألا يفتقر».
وقال (عليه السلام) : «إن السرف يورث الفقر، و إن القصد يورث الغناء».
والأخبار في مدح الاقتصاد أكثر من أن تحصى.
ثم إذا تيسرت له المعيشة في الحال ، فلا ينبغي أن يكون مضطربا لأجل الاستقبال ، و يعتمد على فضل اللّه و وعده بأن الرزق الذي قدر له يأتيه و إن لم يكن حريصا و لا مضطربا لأجله ولا يعلم لنفسه مدخلا يأتي رزقه منه , و قال اللّه تعالى : {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود : 6] , و قال : {يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3] .
وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «أبى اللّه أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب».
ثم ينبغي ألا ينظر إلى من هو فوقه ، بل ينظر إلى من هو دونه في التنعم و في مال الدنيا ، فإن الشيطان يصرف نظره في أمر الدنيا إلى من هو فوقه ، و يقول : لم تفتر عن طلب الدنيا و أرباب الأموال يتنعمون في المطاعم و الملابس؟ , ويصرف نظره في أمر الدين إلى من هو دونه ، و يقول : لم تضيق على نفسك و تخاف اللّه و فلان أعلم منك و لا يخاف اللّه؟.
قال أبو ذر (رحمه الله) : «أوصاني خليلي رسول اللّه أن أنظر إلى من هو دوني ، لا إلى من هو فوقي في الدنيا».
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «إذا نظر أحدكم إلى من فضله اللّه عليه في المال و الخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه» .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|