المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



السخط  
  
1658   11:56 صباحاً   التاريخ: 6-10-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص199-201.
القسم : الاخلاق و الادعية / الرذائل وعلاجاتها / رذائل عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016 2250
التاريخ: 6-10-2016 4664
التاريخ: 9-11-2021 2161
التاريخ: 21-4-2022 1911

السخط فيما يخالف هواه من الواردات الإلهية و التقديرات الربانية , ويرادفه الإنكار و الاعتراض ، و هو من شعب الكراهة لا فعال اللّه , و هو ينافي الايمان و التوحيد , و ما للعبد العاجز الذليل المهين الجاهل بمواقع القضاء و القدر، و الغافل عن موارد الحكم و المصالح  الاعتراض و الإنكار.

والسخط لأفعال الخالق الحكيم العليم الخبير , و انى للعبد ألا يرضى بما يرضى به ربه , و لعمري! أن من يعترض على فعل اللّه فهو أشد الجهلاء ، و من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دواء , و قد ورد في الخبر القدسي : «خلقت الخير و الشر , فطوبى لمن خلقته للخير وأجريت الخير على يديه ، و ويل‏ لمن خلقته للشر و أجريت الشر على يديه ، و ويل ثم ويل لمن قال لم و كيف!» , و في خبر قدسي آخر : «أنا اللّه لا إله إلا انا ، من لم يصبر على بلائي ، و لم يشكر على نعمائي ، و لم يرض بقضائي ، فليتخذ ربا سواي» , وفي مناجاة موسى : «أي رب! أيّ خلقك أحب إليك؟ , قال : من إذا أخذت منه المحبوب سالمني , قال : فأي خلقك أنت عليه ساخط؟ , قال : من يستخيرني في الأمر، فإذا قضيت له سخط قضائي» , وفي الخبر القدسي : «قدرت المقادير، و دبرت التدبير، و احكمت الصنع ، فمن رضى فله الرضا مني حين يلقاني ، و من سخط فله السخط مني حين يلقاني» , وقال الباقر (عليه السلام) : «و من سخط القضاء مضى عليه القضاء ، و احبط اللّه أجره» .

و قال الصادق (عليه السلام) : «كيف يكون المؤمن مؤمنا ، و هو يسخط قسمته ، و يحقر منزلته ، و الحاكم عليه اللّه ، و أنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه الا الرضا ان يدعو اللّه فيستجاب له».

وفي بعض الاخبار : «أن نبيا من الأنبياء شكى إلى اللّه - عز و جل - الجوع و الفقر و العرى عشر سنين ، فما أجيب إليه ، ثم أوحى اللّه – تعالى – اليه : كم تشكو؟ , و هكذا كان بدؤك عندي في أم الكتاب قبل ان اخلق السماوات و الأرض ، و هكذا سبق لك مني ، و هكذا قضيت عليك قبل ان اخلق الدنيا ، أ فتريد أن اعيد خلق الدنيا من اجلك؟ ام تريد ان أبدل ما قدرته عليك  فيكون ما تحب فوق ما أحب ، و يكون ما تريد فوق ما أريد؟ , وعزتي و جلالي! لئن تلجلج هذا في صدرك مرة أخرى ، لا محونك من ديوان النبوة» .

وروي انه : «اوحى اللّه – تعالى - الى داود (عليه السلام) : تريد و أريد و انما يكون ما أريد  فان اسلمت لما أريد كفيتك ما تريد ، و ان لم تسلم‏ لما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد».

وبالجملة : من عرف أن العالم بجميع اجزائه ، من الجواهر و الاعراض ، صادرة عنه على وجه الحكمة و الخيرية ، و انها النظام الاصلح الذي لا يتصور فوقه نظام ، و لو تغير جزء منه على ما هو اختلت الأصلحية و الخيرية ، و عرف اللّه بالربوبية ، و عرف نفسه بالعبودية ، يعلم ان السخط و الاعراض و عدم الرضا بشي‏ء مما يرد ، و يكون غاية الجهل و الخطر ، و لذلك لم يكن أحد من الأنبياء ان يقول قط في أمر : ليست كان كذا ، حتى قال بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) : «خدمت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عشر سنين ، فما قال لي لشي‏ء فعلته : لم فعلت ، و لا لشي‏ء لم افعله : لم لم تفعله ، و لا قال في شي‏ء كان : ليته لم يكن   ولا في شي‏ء لم يكن : ليته كان ، و كان إذا خاصمني مخاصم من أهله ، يقول : دعوه ، لو قضى شي‏ء لكان».

وروي : «ان آدم (عليه السلام) كان بعض أولاده الصغار يصعدون على بدنه و ينزلون ، و يجعل أحدهم رجليه على اضلاعه كهيئة الدرج فيصعد إلى رأسه ، ثم ينزل على اضلاعه كذلك وهو مطرق إلى الأرض لا ينطق ، و لا يرفع رأسه ، فقال له بعض ولده : يا أبت! أما ترى ما يصنع هذا بك؟ , لو نهيته عن هذا ، فقال : يا بني! انى رأيت ما لم تروا ، و علمت ما لم تعلموا انى تحركت حركة واحدة فأهبطت من دار الكرامة إلى دار الهوان ، و من دار النعيم إلى دار الشقاء ، فأخاف ان أتحرك حركة أخرى فيصيبني ما لا اعلم» .

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.