المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



لماذا أذن الحسين (عليه السّلام) لأصحابه بالتفرّق عنه ؟  
  
5090   01:39 صباحاً   التاريخ: 26-6-2019
المؤلف : الشيخ عبد الوهاب الكاشي .
الكتاب أو المصدر : مأساة الحسين (عليه السلام) بين السائل والمجيب
الجزء والصفحة : ص112-116.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015 3691
التاريخ: 28-3-2016 3627
التاريخ: 29-3-2016 3418
التاريخ: 8-04-2015 9151

أنّ الإمرة والحكم كانا على رأس متطلّبات الحسين (عليه السّلام) من وراء ثورته الخالدة ؛ لأجل الوصول بهما إلى غايته الكبرى وهدفه الأعلى على أكمل وجه وهو إصلاح المجتمع وإعادة نظام الإسلام إلى المجتمع الإسلامي .

وطبعاً إنّ هذا الهدف لا يتمّ إلاّ من طريق السلطة فالسلطة إذاً كانت الطريق الأمثل أمام الحسين (عليه السّلام) للوصول إلى أداء رسالته وتحقيقها كاملة . والحسين (عليه السّلام) طلب السلطة وسعى إليها قطعاً وبلا شك .

وهنا يبرز سؤال ويعترضنا استفهام حساس وهو : لماذا إذاً أجاز لأتباعه وأصحابه الذين خرجوا معه وانضموا إليه أن يتفرّقوا عنه وهو في أمس حاجة إلى الاستكثار من الأعوان ؛ تحقيقاًَ لما طلب من الحكم والسلطان ؟! وفعلاً تفرّقوا عنه قبل لقاء العدو حتّى لمْ يبقَ معه منهم إلاّ القليل الذي لمْ يتجاوز النيف وسبعين رجلاً بعد أن كانوا معه حوالي ستة آلاف رجل تقريباً . فهل هذا سلوك ثائر يريد الاستيلاء على الحكم ؟

نقول : أجل إنّ الحسين (عليه السّلام) ثائر لأجل إحقاق الحقّ ونشر العدل والخير والحقّ لا يتحقّق من طريق الباطل والعدل لا ينشر بواسطة الظلم والخير لا يُعطى على أيدي المبطلين .

وبكلمة واحدة : الورد لا يُجنى من العوسج والعسل لا يُنال من الحنظل .

ومكلّف الأيامَ ضد طباعِها         متطلب في الماء جذوةَ نارِ

إنّ الحسين (عليه السّلام) أراد السلطة لاستخدامها في مصلحة المجتمع ولخدمة الدين والإسلام فلا يجوز أنْ يطلبها بطريق خداع الجماهير والتغرير بهم وإغفالهم عن حقائق الاُمور وواقع الحوادث ورفع الشعارات الكاذبة والدعايات المضللة .

مثله مثل أبيه الإمام علي (عليه السّلام) الذي رفض الخلافة يوم الشورى لمّا توقّف حصولها على كلمة كذب واحدة حيث قيل له : نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وعلى سيرة الشيخين أبي بكر وعمر . فقال (عليه السّلام) : كلا بل على كتاب الله وسنة رسوله فقط  .

وكان (عليه السّلام) يسعه أنْ يقول نعم وينال الخلافة ثمّ يسير بعد ذلك حسب كتاب الله وسنة رسوله لا غير ولمْ يكن ملزماً بالشرط الأخير شرعاً ؛ لأنّ سيرة الشيخين إنْ كانت موافقة لكتاب الله وسنة رسوله فهي داخلة في الشرط حتماً وإنْ كانت مخالفة لهما فلا يجوز للمسلم أنْ يعمل بها ولكنّ الإمام (عليه السّلام) مع ذلك كره أنْ يقول لشيء نعم وهو يعلم من نفسه أنّه لا يلتزم به وبذلك فوّت الخلافة على نفسه مدّة اثني عشر سنة تقريباً وهي مدّة خلافة عثمان بن عفان .

فسياسة الحسين هي بعينها سياسة أبيه علي (عليه السّلام) وجدّه النبي (صلّى الله عليه وآله) وهي سياسة الإسلام والحقّ التي ترتكز على الصراحة والصدق والواقعية وتأبى الكذب والانتهازية واللف والدوران .

ثمّ إنّ الستة آلاف رجل الذين كانوا مع الحسين (عليه السّلام) كان أكثرهم من الأعراب وأهل الأطماع والمرتزقة الذين يتبعون القادة طمعاً في الغنائم والمناصب والأرزاق خرجوا مع الحسين (عليه السّلام) والتحقوا به في أثناء الطريق علماً منهم بأنّ الحسين (عليه السّلام) قادم على بلد قد دان له أهلها بالطاعة والولاء وبايعه أهلها بالإجماع وسوف ينتصر بهم حتماً ويصلون باتّباعه إلى مغانم وأرباح .

وكان الحسين (عليه السّلام) يعرف ذلك في نفوسهم فلمّا تجلّى غدر أهل العراق وظهر انقلابهم ولمْ يبقَ هناك أمل في انتصاره بهم على الأعداء بل أصبحوا هم من الأعداء والمحاربين له ؛ وذلك بقتلهم سفيره مسلم بن عقيل (عليه السّلام) وقتل رسوليه عبد الله بن يقطر وقيس بن مسهر الصيداوي (رحمهما الله تعالى) عند ذلك تغيّر مجرى الثورة السابق وتحوّلت من حرب هجومية متكافئة وجهاد منظم مفروض حسب المقاييس الشرعية إلى حرب فدائية استشهادية ليس فيها أمل في الانتصار العسكري وإنّما المقصود منها التضحية والشهادة ؛ لغرض التوعية وتنبيه الرأي العام ولفت الأنظار إلى حقيقة الحكم القائم وواقع الزمرة الحاكمة وعزلهم عن الاُمّة المسلمة فيحبط بذلك مؤامراتهم العدوانية ضد الإسلام ومصلحة المسلمين .

قال العقاد : وعلى هذا النحو تكون حركة الحسين (عليه السّلام) قد سلكت طريقها الذي لا بدّ لها أن تسلكه وما كان لها قطّ من مسلك سواه ؛ حيث وصل الأمر إلى حدّ لا يعالج بغير الاستشهاد .

لذا فقد كره الحسين (عليه السّلام) أنْ يترك أتباعه غافلين عن هذا التطوّر وجاهلين لهذا التحوّل المصيري الهام ؛ خوف أنْ يُباغتوا بالمصير الذي لا يرغبون فيه فيسلّموه عند الوثبة ويُهزمون من الميدان عند اللقاء ويتفرّقون عنه ساعة بدء المعركة وفي ذلك وهن كبير يصيب معنوية القائد ويضعف مقاومة المخلصين من أصحابه . وإنّ تلك الإجازة لهم بالانصراف إذا شاؤوا كانت من الحسين (عليه السّلام) بالنسبة لهم :

أولاً : للاختيار والامتحان .

ثانياً : بمثابة مخض وغربلة فاستخرج الزبدة منهم وهم نيف وسبعون رجلاً وقد بلغوا إلى ليلة عاشوراء إلى ما يقارب الثلاثمئة رجل كلّ منهم فدائي مخلص للحسين (عليه السّلام) بايعوه على الموت واختاروا الشهادة على الحياة والقتل على البقاء في الدنيا .

ولقد اختبرهم مراراً فما وجد فيهم إلاّ الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنيّة دونه استئناس الطفل بلبن اُمّه حسب شهادة الحسين (عليه السّلام) في حقّهم . قالوا له في بعض تلك الاختبارات : يا سيدنا لو كانت الدنيا لنا باقية وكنّا فيها مخلّدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها . فقال لهم الحسين (عليه السّلام) : اعلموا أنّكم كلّكم تُقتلون ولا يفلت منكم أحد  . فقالوا : الحمد لله الذي مَنّ علينا بشرف القتل معك ولا أرانا الله العيش بعدك أبداً .

وقال له مسلم بن عوسجة الأسدي (رحمه الله) : أنحن نتخلّى عنك ؟! وبماذا نعتذر إلى الله في أداء حقّك ؟! أما والله لا اُفارقك حتّى أطعن في صدورهم برمحي وأضرب بسيفي ما ثبت قائمة بيدي . ولو لمْ يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتّى أموت معك .

وقال له سعيد بن عبد الله الحنفي : والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسوله فيك . أما والله لو علمت أنّي اُقتل ثمّ أحيا ثمّ اُحرق حياً ثمّ أُذرى ويُفعل بي ذلك سبعين مرّة لما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك . وكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً ؟!

وقال له زهير بن القين البجلي (رحمه الله) : والله لوددت أنّي قُتلت ثمّ نُشرت ثمّ قُتلت حتّى أُقتل كذلك ألف مرّة وأنّ الله (عزّ وجلّ) يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك . وهكذا تكلّم الباقون من أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضاً فجزاهم الحسين (عليه السّلام) خيراً .

أجل والله جزاهم الله خيراً ؛ لقد سجّلوا بموقفهم هذا رقماً قياسياً خالداً وضربوا أروع مثال للتضحية في سبيل الكرامة وللعمل الفدائي الصحيح ألا هكذا فليكن العمل الفدائي وإلاّ فلا .

فهم قدوة كلّ عمل فدائي مثمر ومخلص ولا يمكن أن ينجح أي عمل فدائي ما لمْ يكن الحسين (عليه السّلام) وأصحابه مثله الأعلى وقدوته المُثلى ؛ إخلاص للقضية واستصغار لكلّ غال وعزيز في سبيلها ودون تحقيقها .

ولقد أجاد مَنْ وصفهم بقوله :

فـسـامـوهم  إمّـا الـحياة بذلة      أو الـموت فاختاروا أعزّ المراتبِ

بـنفسي  هُمُ من مستميتين كسّروا      جفون المواضي في وجوهِ الكتائبِ

وصالوا على الأعداء أُسداً ضوارياً      بعوج  المواضي لا بعوج المخالبِ

أُصـيـبـوا ولكن مقبلينَ دماؤهم      تـسيل  على الأقدامِ دون العراقبِ

وأخيراً نقول : إنّ الحسين (عليه السّلام) حافظ على قدسية ثورته ونبل نهضته وشرف تضحيته بذلك العمل أي بأنْ أبعد عنها الأوباش وأهل الأطماع والانتهازيين ؛ عملاً بمضمون الآية الكريمة : {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا } [الكهف: 51] وعملاً بالقاعدة المعروفة : فاقد الشيء لا يعطيه .

أجل إنّ شرف كلّ ثورة يتوقّف إلى حدّ كبير على شرف الثائرين وحسن نواياهم وإخلاص نياتهم ثمّ إنّ الإصلاح لا يأتي على أيدي غير الصالحين وهذا من أعظم الدروس نفعاً للأجيال في ثورة الحسين (عليه السّلام) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.