المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



لحظات عمرها الأخيرة  
  
1748   04:37 مساءً   التاريخ: 19-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص186-187
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

انتقلت السيّدة فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) إلى فراشها المفروش وسط البيت ، واضطجعت مستقبلة القبلة .

وقيل : إنّها أرسلت بنتيها زينب وامّ كلثوم إلى بيوت بعض الهاشميات لئلّا تشاهدا موت أمهما ، كلّ ذلك من باب الشفقة والرأفة والتحفّظ عليهما من صدمة مشاهدة المصيبة .

كان الإمام عليّ والحسن والحسين ( عليهم السّلام ) خارج البيت في تلك الساعة ولعلّ خروجهم كان لأسباب قاهرة وظروف معينة .

وجاء عن أسماء أنّ فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) لمّا حضرتها الوفاة قالت لأسماء : « إنّ جبرئيل أتى النبيّ - لما حضرته الوفاة - بكافور من الجنّة فقسّمه أثلاثا ، ثلثا لنفسه ، وثلثا لعلي ، وثلثا ، لي وكان أربعين درهما فقالت : يا أسماء ائتني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا ، وضعيه عند رأسي ، فوضعته ثم قالت لأسماء حين توضّأت وضوءها للصلاة : هاتي طيبي الذي أتطيّب به ، وهاتي ثيابي التي أصلي فيها فتوضأت » ثم تسجّت بثوبها ثم قالت : « انتظريني هنيئة وادعيني فإن أجبتك وإلّا فاعلمي أنّي قدمت على أبي فأرسلي إلى علي » .

وحين حانت ساعة الاحتضار وانكشف الغطاء نظرت السيّدة فاطمة ( عليها السّلام ) نظرة حادة ثم قالت : « السلام على جبرئيل ، السلام على رسول اللّه ، اللهمّ مع رسولك ، اللهمّ في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام ، ثم قالت : هذه مواكب أهل السماوات وهذا جبرئيل وهذا رسول اللّه يقول : يا بنية أقدمي فما أمامك خير لك » وفتحت عينيها ثم قالت : « وعليك السلام يا قابض الأرواح عجّل بي ولا تعذّبني » ثم قالت : « إليك ربّي لا إلى النار » ثم غمضت عينيها ومدّت يديها ورجليها .

فنادتها أسماء فلم تجبها ، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الحياة ، فوقعت عليها تقبّلها وهي تقول : يا فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول اللّه فاقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام ، ودخل الحسن والحسين فوجدا امّهما مسجاة فقالا : يا أسماء ما ينيم امّنا في هذه الساعة ؟ قالت : يا ابنيّ رسول اللّه ليست امّكما نائمة ، قد فارقت الدنيا .

فألقى الحسن نفسه عليها يقبّلها مرة ويقول : « يا أماه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني » ، وأقبل الحسين يقبّل رجلها ويقول : « أنا ابنك الحسين كلّميني قبل أن يتصدّع قلبي فأموت » .

فقالت لهما أسماء : يا ابنيّ رسول اللّه ، انطلقا إلى أبيكما عليّ فأخبراه بموت امّكما ، فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء فابتدر إليهما جمع من الصحابة وسألوهما عن سبب بكائهما فقالا : « قد ماتت امّنا فاطمة ( عليها السّلام ) » . فوقع الإمام عليّ ( عليه السّلام ) على وجهه يقول : « بمن العزاء يا بنت محمد »[1] ؟

 

[1] بحار الأنوار : 43 / 186 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.