المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



هل تناول النبي القرآن كله بالبيان ؟  
  
16205   07:01 مساءاً   التاريخ: 8-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص159-163 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / سؤال وجواب /

عقد الاستاذ الذهبي بابا ذكر فيه الجدل بين فريقين ، يرى احدهما : ان النبي (صلى الله عليه واله) قد بين لأصحابه معاني القرآن كله افرادا وتركيبا ويتراس هذا الفريق احمد بن تيمية ، كان يرى ان النبي (صلى الله عليه واله) بين جميع معاني القرآن كما بين الفاظه ، لقوله تعالى : {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل : 44] فانه يشمل الالفاظ والمعاني جميعا (1) .

والفريق الثاني ـ ويتراسهم الخويي والسيوطي ـ : يرون انه لم يبين سوى البعض القليل ، وسكت عن البعض الاخر ، ثم فرض لهم دلائل ، اهمها ما اخرجه البزاز عن عائشة ، قالت : ما كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يفسر شيئا من القرآن الا آيا بعدد ، علمه اياهن جبريل (2) .

 واسهب في النقض والابرام ، واخيرا نسب كلا من الفريقين الى المغالاة ، واختار هو وسطا بين الرأيين ـ فيما حسب ـ وان النبي (صلى الله عليه واله) بين الكثير دون الجميع ، وترك ما استأثر اللّه بعلمه ، وما يعلمه العلماء ، وتعرفه العرب بلغاتها ، مما لا يعذر احد في جهالته قال : وبديهي ان النبي (صلى الله عليه واله) لم يفسر ما يرجع فهمه الى معرفة كلام العرب ، كما لم يفسر ما استأثر اللّه بعلمه ، كقيام الساعة وحقيقة الروح ، مما يجري مجرى علم الغيوب التي لم يطلع اللّه عليها نبيه (3) .

قلت : لم اجد ، كما لا اظن احدا ذهب الى ان النبي (صلى الله عليه واله) لم يبين من معاني القرآن سوى البعض القليل وسكت عن الباقي (الكثير طبعا) ، بعد الذي قدمنا ، وبعد ذلك الخضم من تفاصيل الاحكام والتكاليف التي جات في الشريعة ، وكانت تفسيرا وبيانا لما ابهم في القرآن من تشريعات جات مجملة وبصورة كلية ، فضلا عما بينه الرسول وفضلا صحابته والعلماء من اهل بيته ، شرحا لمعضلات القرآن وحلا لمشكلاته .

اما الذي نسبه الى شمس الدين الخويي (4) وجلال الدين السيوطي ، من ذهابهما الى ذلك ، فان كلامهما ناظر الى جانب المأثور من تفاسير الرسول ، المنقول بالنص فانه قليل (5) ، لو اغفلنا ما رويناه بالإسناد اليه (صلى الله عليه واله) عن طرق اهل البيت الائمة من عترته الطاهرة ـ صلوات اللّه عليهم ـ كما اغفله القوم ، والا فالواقع كثير وشامل ، ولا سيما اذا ضممنا تفاصيل الشريعة (السنة الشريفة ) الى ذلك المنقول من التفسير الصريح .

وقد جعل السيوطي جل تفاصيل الشريعة الواردة في السنة تفسيرا حافلا بمعاني القرآن ومقاصده الكريمة ونقل عن الامام الشافعي : ان كل ما حكم به رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فهو مما فهمه من القرآن وبينه ، وقال (صلى الله عليه واله) : الا اني اوتيت القرآن ومثله معه ، يعني السنة واخيرا نقل كلام ابن تيمية الانف ، وعقبه بالتأييد ، بما اخرجه احمد وابن ماجة عن عمر ، انه قال : من آخر ما نزل آية الربا ، وان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قبض قبل ان يفسرها قال السيوطي : دل فحوى الكلام على انه (صلى الله عليه واله) كان يفسر لهم كل ما انزل ، وانه انما لم يفسر هذه الاية ، لسرعة موته بعد نزولها ، والا لم يكن للتخصيص بها وجه (6) .

واما حديث عائشة ـ لو صح السند ، ولم يصح كما قالوا ـ (7) فهو ناظر الى جانب رعاية الترتيب في تفسير الاي ، اعدادا فأعدادا ، او حسب عدد الاي التي كان ينزل بها جبرائيل وهذا يشير الى نفس المعنى الذي رويناه عن ابن مسعود وتلميذه السلمي ، وقد نقله ابن تيمية نقلا بالمعنى قال السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن ، انهم كانوا اذا تعلموا من النبي (صلى الله عليه واله) عشر آيات ، لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا (8) .

قال الخطيب : هذا اقدم نص تاريخي عرفنا به الطريقة التي كان يتعلم بها المسلمون الاولون ، كانوا لا يعنون بالإكثار من العلم الا بعد اتقان ما يتعلمونه منه ، وبعد العمل به (9) .
_______________________________
1- راجع : مقدمته في اصول التفسير ، ص 5 ـ 6.

2- تفسير ابن كثير ، ج1 ، ص 6 وتفسير الطبري ، ج1 ، ص 29.

3- التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 53 ـ 54.

4- هو ابو العباس احمد بن خليل المهلبي الخويي (583 ـ 637) صاحب الامام الرازي والمتمم لتفسيره ولد في خوي من اعمال آذربيجان ، وتعلم بها وبخراسان ، ثم ولى قضاء دمشق وتوفي بها.

5- قال الخويي : واما القرآن فتفسيره على وجه القطع لا يعلم الا بان يسمع من الرسول (صلى الله عليه وآله) وذلك متعذر الا في آيات قلائل (الاتقان ، ج4 ، ص 171). وقال السيوطي ـ عند بيان مخذ التفسير ـ : الذي صح من ذلك (المنقول عن النبي ) قليل جدا (الاتقان ، ج4 ، ص 181).

6- الاتقان ، ج4 ، ص 174 و175 و258.

7- ذكروا انه حديث منكر غريب ، والاستدلال به باطل (التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 55).

8- راجع : رسالة الاكليل ، المطبوعة ضمن المجموعة الثانية من رسائل ابن تيمية ، ص 32.

9- هامش مقدمة ابن تيمية في اصول التفسير ، ص 6.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .