أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-8-2022
1697
التاريخ: 19-2-2021
2318
التاريخ: 30-9-2016
1306
التاريخ: 24-2-2022
2158
|
منهم من غلبت عليه الوسوسة في إزالة النجاسة و في الوضوء ، فيبالغ فيه و لا يرتضى الماء المحكوم بالطهارة في فتوى الشرع ، و يقدر الاحتمالات البعيدة الموجبة للنجاسة وإذا آل الأمر إلى الأكل وأخذ المال قدر الاحتمالات الموجبة للحل ، بل ربما أكل الحرام المحض و قدر له محملا بعيدا لحله ، ولو انقلب هذا الاحتمال من الماء إلى الطعام لكان أشبه بسيرة أكابر الأولياء.
ثم من هؤلاء من يخرج إلى الإسراف في صبه الماء و ربما بالغ عند الوضوء في التخليل و ضرب إحدى يديه على وجهه أو يده الأخرى ، و لا يدري هذا المغرور أن هذا العمل ان كان مع اليقين بحصول ما يلزم شرعا فهو تضييع للعمر الذي هو أعز الأشياء فيما له مندوحة عنه و ان كان بدونه بل يحتاط في التخليل ليحصل الجزم بوصول الماء إلى البشرة ، فما باله يتيقن بوصول الماء إلى البشرة في الغسل بدون هذه المبالغة و الاحتياط مع أن حصول القطع بإيصال الماء إلى البشرة في الغسل ألزم و أوجب.
ثم ربما لم يكن له مبالغة و احتياط في الصلاة و سائر العبادات ، و انحصر احتياطه و مبالغته بالوضوء ، زاعما أن هذا يكفي لنجاته ، فهو مغرور في غاية الغرور.
و(منهم) من اغتر بالصلاة فغلبت عليه الوسوسة في نيتها ، فلا يدعه الشيطان حتى يعقد نية صحيحة ، بل يشوش عليه حتى تفوته الجماعة أو فضيلة الوقت ، و قد يوسوس في التكبير حتى يغير صيغتها لشدة الاحتياط فيه ، يفعل ذلك في أول صلاته ثم يغفل في جميع صلاته ، و لا يحضر قلبه ، و يغتر بذلك ، و يظن أنه إذا أتعب نفسه في تصحيح النية فهو على خير.
وربما غلبت على بعضهم الوسوسة في دقائق القراءة ، و اخرج حروف الفاتحة و سائر الاذكار عن مخارجها ، فلا يزال يحتاط في التشديدات و تصحيح المخارج و التمييز بين مخارج الحروف المتقاربة ، من غير اهتمام فيما عدا ذلك ، من حضور القلب و التفكير في معاني الاذكار، ظنا منه أنه إذا صحت القراءة فالصلاة مقبولة ، و هذا اقبح أنواع الغرور.
و(منهم) من اغتر بالصوم ، و ربما صام الأيام الشريفة ، بل صام الدهر، و لم يحفظ لسانه عن الغيبة ، و لا بطنه عن الحرام عند الإفطار، ثم يظن بنفسه الخير، و ذلك في غاية الغرور.
و(منهم) من اغتر بالحج ، فيخرج إلى الحج من غير خروج عن المظالم و قضاء الديون و طلب الزاد الحلال ، ويضيع في الطريق الصلاة ، و يعجز عن طهارة الثوب و البدن ، ثم يحضر البيت بقلب ملوث برذائل الأخلاق و ذمائم الصفات ، ومع ذلك يظن انه على خير، فهو في غاية الغرور.
و(منهم) من اغتر بقراءة القرآن ، فيهذ هذا ، و ربما يختم في اليوم والليلة مرة ، فيجري به لسانه ، و قلبه مردد في أودية الأماني ، و ربما أسرع في القراءة غاية السرعة ، و يظن ان سرعة اللسان من الكمالات ، و يتفاخر على الأمثال و الأقران.
و(منهم) من اغتر ببعض النوافل ، كصلاة الليل ، أو مجرد غسل الجمعة ، أو أمثال ذلك ، من غير اعتداد بالفرائض ، زاعما أن المواظبة على مجرد هذه النافلة ينجيه في الآخرة ، فهو أيضا من المغرورين.
و(منهم) من تزهد و قنع بالدون من المطعم و الملبس و المسكن ، ظانا أنه أدرك رتبة الزهاد ومع ذلك راغب في الرئاسة باشتهاره بالزهد ، فهو ترك أهون المهلكين بأعظمها ، إذ حب الجاه أشد فسادا من حب المال ، و لو ترك الجاه و أخذ المال لكان أقرب إلى السلامة ، فهو مغرور إذ ظن أنه من الزهاد ، و لم يعرف أن منتهى لذات الدنيا الرئاسة ، و هو يحبها ، فكيف يكون زاهدا؟.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|