أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2016
2809
التاريخ: 21-9-2016
1088
التاريخ: 21-9-2016
1268
التاريخ: 21-9-2016
1214
|
النية غير داخلة تحت الاختيار ، و ذلك لما عرفت أنها انبعاث النفس و توجهها إلى ملايم ظهر لها أن فيه غرضها إما عاجلا أو آجلا، و ما لم يعتقد الانسان أن غرضه منوط بفعل من الأفعال فلا يتوجّه نحوه قصده ، و ذلك ممّا لا يقدر على اعتقاده في كلّ حين ، و إذا اعتقد فانما يتوجه القلب إذا كان فارغا غير مصروف عنه بغرض شاغل أقوى منه ، و ذلك لا يمكن في كلّ وقت.
والدواعي و الصّوارف لها أسباب كثيرة بها يجتمع و يختلف ذلك بالأشخاص و الأحوال و الأعمال ، فاذا غلبت شهوة النكاح و لم يعتقد غرضا صحيحا في الولد لم يمكنه ان يتزوّج على نية الولد ، بل لا يمكن الا على نية قضاء الشهوة ، إذ النية هي إجابة الباعث و لا باعث إلا الشهوة فكيف ينوي الولد.
نعم طريق اكتساب هذه النية مثلا أن يقوى اولا ايمانه بالشرع و يقوى إيمانه بعظم ثواب من سعى في تكثير امّة محمّد (صلى الله عليه واله)، و يدفع عن نفسه جميع المنفّرات عن الولد من ثقل المؤنة و طول التعب ، و غيره ، و إذا فعل ذلك فربما انبعثت من قلبه رغبة إلى تحصيل الولد للثواب ، فتحركت تلك الرغبة و تحرك أعضائه لمباشرة العقد و إذا انتهضت القدرة المحركة للسان بقبول العقد طاعة لهذا الباعث الغالب على القلب كان ناويا ، و إذا لم يكن كذلك فما يقدّره في نفسه و يردده في قلبه من قصد الولد وسواس و هذيان.
ولهذا امتنعت جماعة من جملة من الطاعات إذا لم تحضرهم النيّة و كانوا يقولون ليس تحضرني نية ، و تلك لعلمهم بأن النية روح الأعمال و أن العمل بغير نية صادقة رياء و تكلف وهو سبب مقت لا سبب قرب.
وعن الصّادق (عليه السلام): «أنه أتاه مولى له فسلم عليه و جلس فلما انصرف (عليه السلام) انصرف معه الرّجل فلمّا انتهى إلى باب داره دخل و ترك الرّجل ، فقال له ابنه إسماعيل يا أبه ألا كنت عرضت عليه الدخول؟ , فقال : لم يكن من شأني إدخاله قال : فهو لم يكن يدخل قال : يا بني إنّي أكره أن يكتبني اللّه عراضا(1)»(2).
و في مصباح الشريعة قال الصّادق (عليه السلام) «صاحب النية الصادقة صاحب القلب السّليم لأن سلامة القلب من هواجس(3) , المحذورات تخلص النية للّه في الامور كلها قال اللّه تعالى {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء: 88، 89].
قال النّبي (صلى الله عليه واله): «نيّة المؤمن خير من عمله»(4) , و قال : «إنّما الأعمال بالنّيات و إنما لكل امرء ما نوى»(5).
ولا بدّ للعبد من خالصة النية في كلّ حركة و سكون لانه إذا لم يكن بهذا المعنى يكون غافلا و الغافلون قد وصفهم اللّه تعالى فقال: { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } [الفرقان : 44] و قال : { أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179].
ثمّ النيّة تبدو من القلب على قدر صفاء المعرفة و يختلف على حسب اختلاف الأوقات في معنى قوته و ضعفه ، و صاحب النيّة الخالصة نفسه و هواه معه مقهورتان تحت سلطان تعظيم اللّه و الحياء منه ، و هو من طبعه و شهوته و منيته نفسه منه في تعب و النّاس منه في راحة»(6).
__________________
1- عرضت له الشيء اي اظهرته و ابرزته اليه. و لفلان عرضة يصرع بها الناس و هو ضرب من الحيلة في المصارعة. كذا عن الصحاح.
2- المحاسن : ج 2 , ص 417 , ح 180.
3- هجس الأمر : وقع و خطر في باله ، و منه حديث الحسن بن علي(عليه السلام): انا الضامن لمن لم يهجس في قلبه الا الرضا ان يدعو فيستجاب له م.
4- الكافي : ج 2 , ص 84 , وعدة الداعي : ص 27.
5- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 332 , و دعام الاسلام : ج 1 , ص 156.
6- مصباح الشريعة : ص 53.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|