المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

نقد نظريّة العاطفة
2024-07-07
Pure Substances and Mixtures
9-6-2019
Einstein Functions
19-7-2019
قصة السيد والعبد
17-4-2016
Rural versus urban
2024-04-24
مرض تصلب الحملان في الاغنام Stiff lambs
20/9/2022


نية المؤمن خير من العمل  
  
1134   02:24 مساءاً   التاريخ: 21-9-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص118-121.
القسم : الاخلاق و الادعية / آداب / اداب النية وآثارها /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2019 770
التاريخ: 21-9-2016 735
التاريخ: 21-9-2016 1185
التاريخ: 21-9-2016 873

النية روح العمل و حقيقته ، و توقف نفع العمل عليها دون العكس ، و كون الغرض الأصلي من العمل تأثير القلب بالميل إلى اللّه - تعالى- و توقفه على النية ، فهي خير من العمل ، بمعنى أن العمل إذا حلل الى جزئيه يكون جزؤه القلبي - اعني النية- خيرا من جزئه الجسماني - اعني ما يصدر من الجوارح ، و الثواب المترتب عليه أكثر من الثواب المترتب عليه ، و لذا قال اللّه  سبحانه : {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج : 37].

فان المقصود من اراقة دم القربان ميل القلب عن حب الدنيا ، و بذلها ايثارا لوجه اللّه ، دون مجرد الدم و اللحم ، و ميل القلب انما يحصل عند جزم النية و الهم ، و ان عاق عن العمل عائق ، {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج : 37] , و التقوى صفة القلب ، و لذا ترى ان المجامع امرأته على قصد انها غيرها اثم ، بخلاف المجامع غيرها على أنها امرأته ، و لذا ورد : أن من هم بحسنة و لم يعملها كتبت له حسنة ، لان هم القلب هو ميله إلى الخير و انصرافه عن الهوى و هو غاية الاعمال الحسنة ، و انما الاتمام بالعمل يزيدها تأكيدا.

وبما ذكر ظهر معنى الحديث المشهور: «نية المؤمن خير من عمله ، و نية الكافر شر من عمله» , و كل عامل يعمل على نيته.

وحاصله : أن كل طاعة تتضمن نية و عملا ، و كل منهما من جملة الخيرات ، وله أثر في المقصود ، و تكون النية خيرا من العمل و أثرها أكثر من اثره , و الغرض : أن للمؤمن اختيارا في النية و في العمل ، فهما عملان ، و النية من الجملة خيرهما ، اي النية التي هي جزء من طاعته خير من عمله الذي هو جزؤها الآخر.

فان قيل : ما ذكرت لا يفيد أزيد من ان العمل إذا كان مع النية يكون كل من العمل و النية خيرا و ذا ثواب ,  و إذا كان بدونها لا يكون خيرا و لا يكون له ثواب ، و المقصود كون النية خيرا من العمل في الصورة الأولى و كون ثوابها أعظم ، و لم يظهر وجه الخيرية مما ذكرت.

قلت : ذلك و ان ظهر إجمالا ، الا انه لا بد لتوضيحه لتظهر جلية الحال ، فنقول : الوجه في كون النية خيرا من العمل و راجحة عليه في الثواب : انه لا ريب في ان المقصود من الطاعات شفاء النفس و سعادتها في الآخرة و تنعمها بلقاء اللّه - سبحانه- ، و الوصول إلى اللقاء موقوف على معرفة اللّه و حبه و انسه ، و هي موقوفة على دوام الفكر و الذكر الموجبين لانقطاع النفس من شهوات الدنيا و توجهها إلى اللّه - سبحانه-، فإذا حصل بمجرد المعرفة الحاصلة من الفكر ميل و توجه إلى اللّه - تعالى- كان ضعيفا غير راسخ ، و انما يترسخ و يتأكد بالمواظبة على اعمال الطاعات و ترك المعاصي بالجوارح ، لأن بين النفس و بين الجوارح علاقة يتأثر لأجلها كل واحد منها عن الآخر، فيرى أن العضو إذا أصابته جراحة تتألم بها النفس ، و أن النفس إذا تألمت بعلمها بموت عزيز أو بهجوم أمر مخوف تأثرت الأعضاء و ارتعدت الفرائض  فالطاعات التي هي فعل الجوارح إنما شرعت للتوصل بها إلى صفة النفس - اعني التوجه و الميل إلى اللّه - سبحانه- ، فالنفس هو الأصل و المتبوع و الأمير، و الجوارح كالخدم و الأتباع  وصفات القلب هي المقصودة لذاتها ، و افعال الجوارح هي المطلوبة بالعرض ، لكونها مؤكدة وموجبة لرسوخ النفس - اعني الميل و النية و التوجه - و لا ريب في أن ما هو المقصود بالذات خير مما هو مقصود بالعرض ، و ثوابه أعظم من ثوابه.

ومن المعاني الصحيحة للحديث : أن المؤمن بمقتضى ايمانه ينوي خيرات كثيرة لا يوفق لعملها   إما لعدم تمكنه من الوصول إلى أسبابها ، أو لعدم مساعدة الوقت على عملها ، أو لممانعة رذيلة نفسانية عنها بعد الوصول إلى أسبابها ، كالذي ينوي إن آتاه اللّه ما لا ينفقه في سبيله ، ثم لما آتاه يمنعه البخل عن الإنفاق ، فهذا نيته خير من عمله ، و أيضا المؤمن ينوي دائما أن تقع عباداته على أحسن الوجوه ، لأن ايمانه يقتضي ذلك , ثم إذا اشتغل بها لا يتيسر له ذلك , و لا يأتي بها كما يريد ، فما ينويه دائما خير مما يعمل به في كل عبادة , و إلى هذا أشار الباقر (عليه السلام) حيث قال : «نية المؤمن خير من عمله ، و ذلك لأنه ينوي الخير ما لا يدركه ، و نية الكافر شرّ من عمله ، و ذلك لأن الكافر ينوي الشر و يأمل من الشر ما لا يدركه».

و قيل للصادق (عليه السلام) : سمعتك تقول : نية المؤمن خير من عمله ، فكيف تكون النية خيرا من العمل؟.

قال (عليه السلام): «لأن العمل إنما كان رياء للمخلوقين ، و النية خالصة لرب العالمين  فيعطى - عز و جل- على النية ما لا يعطي على العمل» , ثم قال : «إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل فتغلبه عينه فينام ، فيثبت اللّه له صلاته و يكتب نفسه تسبيحا و يجعل نومه صدقة» , و بعض الأخبار المتقدمة يعضد ذلك و يؤكده أيضا , و قيل : معنى الحديث : «إن النية بمجردها خير من العمل بمجرده بلا نية» , و فيه : أن العمل بدون النية لا يتصف بالخيرية أصلا.

فلا معنى للترجيح في الخيرية ، و قيل: سبب الترجيح : «إن النية سر لا يطلع عليه إلا اللّه ، و العمل ظاهر، و فعل السر أفضل» , و هذا و إن كان في نفسه صحيحا ، إلا أنه ليس مرادا من الحديث ، لأنه لو نوى أحد أن يذكر اللّه - تعالى- بقلبه أو يتفكر في مصالح المؤمنين ، كانت نيته بمقتضى عموم الحديث خيرا من العمل الذي هو الذكر و التفكر، مع اشتراك النية و العمل في السرية ، و بداهة كون الذكر و التفكر خيرا من نيتهما.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.