أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
712
التاريخ: 10-3-2019
834
التاريخ: 3-07-2015
1285
التاريخ: 29-11-2018
718
|
إنه تعالى ليس بمرئي بحاسة البصر لأنه ليس في جهة وكل مرئي في جهة ...أن كل مرئي إما مقابل أو في حكمه كالصورة في المرآة وهو ضروري فلا يكون مرئياً, ولقوله تعالى {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103] والمراد الرؤية لاقترانها بالأبصار فتكون كذلك وإلا لجاز إثبات الرؤية مع عدم الإدراك, وهو باطل قطعاً.
فنقول: تمدح بنفي الإدراك لإيراده بين مدحين, فيكون إثبات الإدراك له نقصاً, لأن التمدح إنما يكون بصفات الكمال عاماً بالنسبة إلى كل شخص وكل وقت فتكون سالبة كلية دائمة, وقوله تعالى {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] النافية للأبد.
والأشاعرة خالفوا سائر العقلاء بنفيهم الجسمية وقولهم بجواز الرؤية, واستدلالهم بأن الله موجود وكل موجود مرئي لأن الجوهر والعرض مرئيان, ولا بد لرؤيتهما من علة, وهي إما الوجود أو الحدوث, والحدوث لا يصلح للعلية فلا تعلل به المعاني الوجودية, فيكون الوجود والحكم المشترك يستدعي علة مشتركاً (1), وهذا الاستدلال ضعيف جداً؛ لأنا نمنع رؤية الجسم بل العرض, ونمنع تعليل كل حكم, ونمنع كون كل حكم مشترك معللاً بمشترك, ونمنع مساواة وجوده تعالى لوجودهما, ويلزمهم رؤية كل موجود حتى الروائح وغيرها, وجواز كونه تعالى ملموساً ومخلوقاً, وهو محال اتفاقاً.
وأما ما تمسكوا به النقل فضعيف أيضاً, وهو أن موسى عليه السلام سأل الرؤية, ولو كانت ممتنعة لما سألها(2).
وأجيب بأن سؤاله كان لقومه لا لنفسه(3), أو أن أظهر لي أحوالاً تفيد العلم بك ضرورة, وأطلق لفظ الرؤية على العلم مجازاً, ويدل على الأول قوله تعالى: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } [البقرة: 55] الآية.
وبقوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة: 22، 23].
والجواب الحمل على حذف المضاف, المراد به إلى ثواب ربها, والإضمار وإن كان على خلاف الأصل فان المجاز كذلك, أو أنه بمعنى الانتظار, ولا تكون ((إلى)) حرف جر بل اسماً هو واحد ألآلاء فتكون منتظرة إلى رحمة ربّها. ويقال: نظرت إلى الهلال فلم أره, فلا يكون النظر المقرون بـ ((إلى)) يفيد النظرة.
وبقوله تعالى: {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [الأعراف: 143] علق الرؤيا على استقرار الجبل الممكن, والمعلق على الممكن ممكن(4).
وأجيب بالمنع من تعليقه على الممكن, فإن المعلق الاستقرار حال التجلي, وحال التجلي يكون متحركاً, والاستقرار حالة الحركة محال, والمعلق على المحال محال(5).
_________________
(1) المواقف للإيجي 3: 158 و 160 و 175, شرح المواقف 8: 17و 121.
(2) المواقف للإيجيّ 3: 158 و 160 و 175, شرح المواقف 8: 117 و 121.
(3) كما عليه العلامة في معارج الفهم: 343.
(4) انظر: المطالب العالية في العلم الإلهي 2: 81 و 85, كشف المراد في طبعة (تحقيق الآملي): 294 وفي طبعة (تحقيق الزنجاني): 210.
(5) انظر كتاب رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة للشيخ جعفر سبحاني: 66.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|