الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الحزم ليس مطلوبا دائما
المؤلف:
الشيخ حسان محمود عبد الله
المصدر:
مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة:
ص.112-114
2-9-2016
2321
يتبادر دائما عند أغلب الأهل الحزم والشدة كمرادف للتربية والتأديب , وقد وصل الأمر الى حد أصبح معنى كلمة تأديب عند العامة هو الضرب والقسوة , والحقيقة إن هذا بعيد كليا عن معناهما الحقيقي , فالتربية والتأديب علمية إنسانية تحتاج الى كثير من المحبة والعطف والعلم والثقافة التي تتناسب مع ما تحتاجه هذه العملية .
لذلك لا بد من التعامل مع أولادنا بكثير من اللطف والمحبة , بل حتى أن نلاعب أولادنا كأننا أطفال مثلهم , فإن ذلك يكون مدعاة لأن يفتحوا قلوبهم لنا , ويفاتحوننا بمكنونات صدورهم لأنهم في تلك اللحظة التي نتصابى لهم بها يظنون أنهم يلعبون مع رفاقهم فينقادوا للتعبير عن ما يريدون بكل محبة ومن دون تحفظ , فقد ورد عن رسول الله(صلى الله عليه واله) قوله:(من كان عنده صبي فليتصابى له)(1) .
وأكثر من ذلك فإنه ورد الحث على أن نقبل أولادنا إشعارا منا لهم بمحبتنا وإزالة لعامل الخوف الذي قد ينتابهم من ثورة الغضب من دون قصد منا , أو عبوس ناتج عن تعب انتابنا ظنوا من خلاله أننا نكرههم , أو نريد بهم شرا , فإنك لا تعرف ما يمكن أن يتصوره الطفل , من جراء هذا العبوس , أو ذلك الغضب .
لذلك ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال:(أكثروا من قبلة أولادكم , فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة ما بين كل درجة خمسمائة عام)(2) .
فإن التشجيع من الرسول (صلى الله عليه واله)على تقبيل الاولاد دليل على أهمية هذا الفعل وأثره على تربية الأولاد وبالتالي على المجتمع الإنساني .
في حين أننا نرى أن بعض الآباء يعاملون أولادهم بالقسوة والجفاء , فلم يبادروا أبدا الى تقلبيهم قط , ولم يعطوهم حنانا ولو بمقدار ضئيل , فإذا ما كبروا كبرت معهم عقدة نفسية ناتجة عن عدم أخذهم جرعة الحنان الكافية لتنشئتهم تنشئة سليمة , ولذلك قرع الرسول (صلى الله عليه واله) من لا يقبل أولاده ويتركهم مجافيا لهم , فقد ورد أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل الحسن والحسين (عليهما السلام) . فقال الأقرع بن حابس:(إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحدا منهم , فقال : ما علي إن نزع الله الرحمة منك)(3) .
فالحديث الشريف دليل واضح على احتياج الاولاد للرحمة ومن نزعها الله من قلبه لن يكون رسول الله (صلى الله عليه واله) أسوة له , ولن تكون تربيته تربية إسلامية كما أرادها الله ورسوله .
______________
1ـ من لا يحضره الفقيه الجزء 3 ص 483 .
2ـ بحار الأنوار الجزء 101 ص 92 .
3ـ نفس المصدر.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
