أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/9/2022
1772
التاريخ: 16/9/2022
2382
التاريخ: 20/9/2022
1890
التاريخ: 29-1-2023
1466
|
قولهم : أسند عنه ، قيل : معناه سمع عنه الحديث ، ولعل المراد على سبيل الاستناد والاعتماد (8) ، وإلاّ فكثير ممن سمع عنه ليس ممن أسند عنه (1).
ولا شك أنّ هذا المدح أحسن من لا بأس به (2) ، انتهى.
قوله ; : وهو كالتوثيق ، لا يخلو من تأمل ، نعم إن أراد التوثيق بالمعنى الأعم فلعلّه لا بأس به ، لكن لعله توثيق من غير معلوم الوثاقة ، أما أنّه روى عنه الشيوخ كذلك حتى يظهر وثاقته لبعد اتفاقهم على الاعتماد على من ليس بثقة ، أو بعد اتفاق كونهم بأجمعهم غير ثقات ، فليس بظاهر.
نعم ربما يستفاد منه قوة ومدح (3) ، لكن ليس بمثابة قولهم : لا بأس به ، بل أضعف منه ، لو لم نقل بإفادة ذلك التوثيق.
وربما يقال : بإيمائه الى عدم الوثوق ، ولعله ليس كذلك (4).
أقول : لم أعثر على هذه الكلمة إلاّ في كلام الشيخ ; ، وما ربما يوجد في الخلاصة فإنّما أخذه من رجال الشيخ ، والشيخ ; إنّما ذكرها في رجاله دون فهرسته ، وفي أصحاب الصادق 7 دون غيره ، إلاّ في أصحاب الباقر 7 ندرة غاية الندرة (5).
واختلفت الأفهام في قراءتها :
فمنهم من قرأها بالمجهول كما سبق ، ولعلّ عليه الأكثر ، وقالوا بدلالتها على المدح ، لأنّه لا يسند إلاّ عمن يستند إليه ، ويعوّل عليه.
وفي ترجمة محمّد بن عبد الملك الأنصاري : أسند عنه ، ضعيف (6).
فتأمل.
وقيل في وجه اختصاصها ببعض دون بعض : أنّها لا تقال إلاّ فيمن لا يعرف بالتناول منه والأخذ عنه (7).
وقرأ المحقق الشيخ محمّد : أسند بالمعلوم ، وردّ الضمير الى الامام 7 ، وكذا الفاضل الشيخ عبد النبي الجزائري ; في الحاوي (8) كما يأتي عنهما في يحيى بن سعيد الأنصاري (9) ، وعن الثاني في عبد النور أيضا (10).
وينافيه قول الشيخ في جابر بن يزيد : أسند عنه ، روى عنهما (11).
وقوله في محمّد بن مسلم : أسند عنه قصير وحداج ، روى عنهما (12).
وقوله في محمّد بن إسحاق بن يسار : أسند عنه ، يكنى أبا بكر ، صاحب المغازي ، من سبي عين التمر ، وهو أول سبي دخل المدينة ، وقيل : كنيته أبو عبد الله ، روى عنهما (13).
وقال المحقق الداماد في الرواشح ـ ما ملخصه ـ : إنّ الصحابي ـ على مصطلح الشيخ في رجاله ـ على معان :
منها : أصحاب الرواية عن الإمام بالسماع منه.
ومنها : بإسناد عنه ، بمعنى أنّه روى الخبر عن أصحابه 7
الموثوق بهم ، وأخذ عن أصولهم المعتمد عليها ، فمعنى أسند عنه : أنّه لم يسمع منه ، بل سمع من أصحابه الموثقين وأخذ عنهم من أصولهم المعتمد (14) عليها.
وبالجملة قد أورد الشيخ في أصحاب الصادق 7 جماعة جمّة إنّما روايتهم عنه بالسماع من أصحابه الموثوق بهم والأخذ من أصولهم المعوّل عليها ، ذكر كلا منهم وقال : أسند عنه ، انتهى (15).
وردّ : بأنّ جماعة ممن قيلت فيه ، رووا عنه مشافهة (16).
وقرأ ولد الأستاذ العلامة دام علاهما أيضا بالمعلوم ، ولكن لا أدري الى من ردّ الضمير.
وقرأ بعض السادة الأزكياء من أهل العصر (17) أيضا كذلك ، قال : والأشبه كون المراد أنّهم أسندوا عنه 7 ولم يسندوا عن غيره من الرواة كما تتبعت ، ولم أجد رواية أحد من هؤلاء عن غيره 7 إلاّ أحمد بن عائذ ، فإنه صحب أبا خديجة وأخذ عنه ، كما نص عليه النجاشي (18) ، والأمر فيه سهل ، فكأنه مستثنى لظهوره. انتهى.
وفيه أيضا تأمل ، فإن غير واحد ممن قيل فيه : أسند عنه ، سوى أحمد ابن عائذ رووا عن غيره 7 أيضا ، منهم : محمّد بن مسلم على ما ذكره ولد الأستاذ العلامة ، والحارث بن المغيرة ، وبسام بن عبد الله الصيرفي.
وربما يقال : انّ الكلمة : أسند بالمعلوم ، والضمير للراوي ، إلاّ أن فاعل أسند ابن عقدة ، لأنّ الشيخ ; ذكر في أول رجاله أنّ ابن عقدة ذكر أصحاب الصادق 7 وبلغ في ذلك الغاية. قال ; : وإني ذاكر ما ذكره ، وأورد من بعد ذلك ما لم يذكره (19) ، فيكون المراد : أخبر عنه ابن عقدة ، وليس بذلك البعيد.
وربما يظهر منه : وجه عدم وجوده إلاّ في كلام الشيخ. وسبب ذكر الشيخ ذلك في رجاله دون الفهرست ، وفي أصحاب الصادق 7 دون غيره (20). بل وثمرة قوله ; : إني ذاكر ما ذكره ابن عقدة ثم أورد ما لم يذكره. فتأمل جدا (21).
__________________
(1) ذكر هذا القول أيضا الأسترآبادي في لب اللباب : 22 على ما نقل عنه محقق مقباس الهداية : 2 / 228.
(2) روضة المتقين : 14 / 64 ، ذكر ذلك عند شرحه لحال أيوب بن الحر الجعفي.
(3) قال الكاظمي في عدته : 50 : وكثيرا ما يقولون : أسند عنه ـ وهو بالمجهول ـ والمراد أنّ الأصحاب رووا عنه ، وتلك خلة مدح ، فإنه لا يسند ولا يروى إلاّ عمّن يعوّل عليه ويعتمد.
(4) التعليقة : 7.
(5) ذكرت لفظة « أسند عنه » في عدّة من أصحاب الأئمة : في رجال الشيخ ، ففي أصحاب الإمام الصادق 7 جاوزوا الثلاثمائة شخص.
أما في أصحاب الإمام الباقر 7 فذكرت العبارة في حق شخص واحد ، وهو :
(6) رجال الشيخ : 294 / 223.
(7) قال الكاظمي في عدته : 50 ، بعد كلامه في هامش رقم 3 المتقدم : غير أنّهم إنّما يقولون ذلك فيمن لا يعرف بالتناول منه ، والأخذ عنه.
(8) الحاوي : 344 / 2135.
(9) قال المحقق الشيخ محمّد 1 : العجب من العلامة ; أنّه أتى بقوله : أسند عنه ، مع عدم تقدم مرجع الضمير ، فكأنّه نقل كلام الشيخ ; بصورته ، والضمير فيه عائد إلى الصادق 7 ، وهذا من جملة العجلة الواقعة من العلامة ; ، انتهى.
وقال الفاضل عبد النبي الجزائري : لا يخفى أن ضمير عنه في عبارة الخلاصة لا مرجع له بحسب الظاهر ، وكان عليه أن يقول من أصحاب الصادق 7 ، انتهى.
ثم عقب الحائري بقوله : ولا يخفى أنّ ما ذكراه مبني على قراءة « أسند » ، بصيغة المعلوم ، ولم يظهر ذلك من العلامة ; ، فلعلّه ; قرأها بالمجهول ، فلا اعتراض.
منتهى المقال ، ترجمة يحيى بن سعيد الأنصاري.
(10) الحاوي : 306 / 1851.
(11) رجال الشيخ : 163 / 30.
(12) رجال الشيخ : 300 / 317.
(13) رجال الشيخ : 281 / 22.
(14) في نسخة : المعمول.
(15) الرواشح السماوية : 63 ـ 65 ، الراشحة الرابعة عشر.
(16) كما في ترجمة : جابر بن يزيد الجعفي : 163 / 30 ، ومحمّد بن إسحاق بن يسار : 281 / 22 ، ومحمّد بن مسلم بن رباح : 300 / 317 ، فإن الثلاثة من أصحاب الإمام الصادق 7 وقال عنهم الشيخ : أسند عنه ، ثم عقبه بقوله : روى عنهما 8.
وكثير من الذين عدّهم الشيخ في رجاله وقال : أسند عنه ، ذكرهم النجاشي في رجاله وذكر لهم كتاب يرويه عن ذلك الامام ، مثل :
1 ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب 7.
2 ـ أبان بن عبد الملك الخثعمي.
3 ـ عبد الله بن علي.
4 ـ أحمد بن عامر بن سليمان الطائي.
5 ـ محمّد بن إبراهيم العباسي الإمام.
6 ـ محمّد بن ميمون التميمي الزعفراني.
7 ـ إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى وغيرهم كثير.
(17) هو النحرير الرباني السيد بشير الجيلاني ; ( منه ).
(18) رجال النجاشي : 98 / 246.
(19) رجال الشيخ : 2.
(20) ذكرنا فيما سبق المواضع التي وردت الكلمة في حقهم ، من أصحاب باقي الأئمة :.
(21) وقد فصّل القول في معنى الكلمة ومدلولها ومواردها ومعناها اللغوي السيد الجلالي في مقالته التي نشرت في مجلة تراثنا ، العدد الثالث ، السنة الأولى ، تحت عنوان : المصطلح الرجالي « أسند عنه » ما هو؟ وما هي قيمته الرجالية؟.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|