المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

بكاء البومة على الحسين (عليه السلام‏)
18-4-2019
عن ذكر الله
18-3-2020
المواصلة المكافئة equivalent conductance
2-2-2019
الالتزامات المالية المترتبة على تقديم العامل الاستقالة
2023-04-26
إجراءات تقديم السؤال
15/12/2022
النّور الّذي يضيء في الظّلام
26-09-2014


ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ قادرا على كل مقدور  
  
1511   03:04 مساءً   التاريخ: 24-10-2014
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 96
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / القدرة و الاختيار /

ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺠﺒﺎﺋﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮﻱ.

ﻟﻨﺎ ﻭﺟﻬﺎﻥ:

(ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ) ﺇﻥ ﺻﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺍﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﺣﻖ ﻓﺎﻟﻼﺯﻡ ﺣﻖ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻬﺎﺗﻪ، ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﻟﻪ ﻓﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺠﺐ ﻟﻪ، ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﺫﺍﺗﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻤﺼﺤﺢ ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻭﺭ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺭﺍﺕ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﺣﻖ ﻓﺎﻟﻼﺯﻡ ﺣﻖ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺃﻥ ﻣﺎ ﻷﺟﻠﻪ ﺻﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺍﺀ، ﻭﻧﺴﺒﺔ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺍﺀ، ﻓﻠﻮ ﺍﺧﺘﺼﺖ ﻗﺎﺩﺭﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﺒﻌﺾ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﺟﻴﺤﺎ ﺑﻼ ﻣﺮﺟﺢ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ ...

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ ﻓﻘﺪ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﺼﺢ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﻓﻈﺎﻫﺮﺓ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻓﻸﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻛﺮﻫﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﺲ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﺑﻜﺮﺍﻫﺔ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺗﺮﺟﻴﺤﺎ ﺑﻼ ﻣﺮﺟﺢ ﺃﻭ ﻳﻘﻊ ﻭﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺎﻥ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻨﻊ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﻭﺣﺠﺘﻪ ﺃﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻣﺎ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺳﻔﻪ ﻭﻋﺒﺚ، ﻭﻫﻲ ﻣﻤﺘﻨﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﺣﺠﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻘﺪﺭ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻣﻨﻪ، ﺇﺫ ﻛﻞ ﻣﻤﻜﻦ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻓﺮﺽ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻣﺤﺎﻝ، ﻟﻜﻦ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻣﻨﻪ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﻠﻤﺤﺎﻝ ﻣﺤﺎﻝ ﻓﻮﻗﻮﻋﻪ ﻣﻨﻪ ﻣﺤﺎﻝ، ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﻟﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﻓﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺟﺐ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﻋﺪﻣﻪ ﺍﻣﺘﻨﻊ، ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﻨﻊ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺪﻭﺭﻳﻦ.

ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ. ﻗﻮﻟﻪ " ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﻔﻌﻞ " ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﻘﻊ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ، ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﺇﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻗﺎﺩﺭ ﺁﺧﺮ ﻓﻤﻤﻨﻮﻉ.

ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ: ﺃﻥ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﺳﻔﻬﺎ ﻭﻋﺒﺜﺎ ﺻﻔﺎﺕ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﻓﻠﻢ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻘﺪﻭﺭﺓ.

ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺃﻧﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻓﺮﺽ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻣﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺗﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻗﻠﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻣﻨﻪ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍ. ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺣﺠﺔ ﻋﺒﺎﺩ، ﺇﺫ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺐ ﺃﻭ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻼ ﻳﻤﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍ ﻟﺬﺍﺗﻪ. ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ. 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.