المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



محتويات ما كتبه الامام الرضا  
  
2852   05:50 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص302-303.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

محتويات ما كتبه الامام الرضا (صلّى اللّه عليه و آله) على وثيقة ولاية العهد فهي كما يلي:

أولا- الاشادة بصلات المأمون للسادة العلويين فقد انعشهم بها بعد ما عانوا من الضيق و الحرمان و الظلم من حكام بني العباس الذين جاهدوا على أن لا يبقى علويا على وجه الأرض فقد دفنوهم احياء و قتلوهم تحت كل حجر و مدر و القوا باطفالهم في حوض (دجلة) حتى ماتوا إلى غير ذلك من الماسي التي صبها العباسيون على العلويين.

ثانيا- اشار الامام (عليه السّلام) بقوله: اذ كان بذلك زاريا على الامام الخ الى‏ جده الامام امير المؤمنين باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه واله)  و رائد حكمته الذي اقصاه القوم عن منصبه الذي قلده النبي (صلى الله عليه واله)  له في يوم (غدير خم) و قد عانت الأمة من جراء ذلك الوانا رهيبة من الماسي و الويلات فقد اصبحت الخلافة بأيدي الجناة أمثال معاوية و يزيد و مروان و الوليد و المنصور و غيرهم من أئمة الظلم و الجور الذين لم يأتوا جاهدا في ظلم الناس و ارغامهم على ما يكرهون.

و أشار الامام (عليه السّلام) بقول: فصبر منه على الفلتات الى قول عمر بن الخطاب الذي وصم بيعة أبي بكر بأنها فلتة وقى اللّه المسلمين شرها فقد صبر الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) على هذه الفلتة و في العين قذى و في الحلق شجى- على حد تعبيره- و ذلك حرصا منه على كلمة الاسلام من الانهيار و وحدة المسلمين من التصدع و ذلك لقرب المسلمين من الجاهلية و تربص القوى المعادية للإسلام للفتك و الانقضاض عليه إذا حدث انقسام بين صفوف المسلمين الأمر الذي دعا الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) للصبر على نهب تراثه.

ثالثا- إن الامام (عليه السّلام) قد قطع على نفسه عهدا مسئولا عنه أمام اللّه و أمام المسلمين أن يسوس الناس سياسة قوامها العدل الخالص و الحق المحض و يعيد للناس سيرة جده الرسول الاعظم (صلّى اللّه عليه و آله) و يختار لجهاز الحكم الاكفاء الصالحين الذين يخشون اللّه تعالى و يبتغون الدار الآخرة  بكل هذه الأهداف العظيمة سيحققها الامام إذا تقلد خلافة المسلمين.

رابعا- و استشف الامام (عليه السّلام) من وراء الغيب انه لا يتقلد الخلافة و لا تنعم الأمة في حكمه فقد قرأ في (الجامعة) و (الجفر) اللذين هما من ودائع النبوة و فيهما علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة ان الخلافة لا تنتهي إلى الامام (عليه السّلام) و ان تقلده لولاية العهد انما هو خداع و تضليل من قبل المأمون.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.