المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

process (n.) 
2023-11-02
اللمتونيون ثم الموحدون
7/11/2022
بركان جبل ياصور
2-7-2017
المقال الصحفي- معلومات أساسية
27-1-2022
الربا في المعاملة
3-9-2019
آليات الحظر والتقييد في استخدام السلاح
6/10/2022


ظهور عداء المأمون للأمام الرضا(عليه السلام)  
  
3532   04:37 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص374-376.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

انّ المأمون و إن كان يداري الامام (عليه السلام) و يعظّمه و يوقّره ويحترمه ظاهرا لكنّه كان ينافق في الباطن و يحمل العداوة و الشيطنة في قلبه على الامام (عليه السلام) ، كقوله تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} [المنافقون: 4] كان المأمون عدوّه (عليه السلام) بل يعدّ من ألدّ أعدائه، و هو بحسب الظاهر صديق حميم للامام، و في الباطن كالأفعى يؤذي الامام (عليه السلام) بلدغاته السامّة، فكانت ولاية عهد الامام بداية مصائبه و بلاياه من قبل المأمون .

قال أحد اصحاب الامام الرضا (عليه السلام) و خواصّه: كنت بين يديه في ذلك اليوم أي اليوم الذي جلس فيه الامام الرضا (عليه السلام) بعد ولاية العهد فنظر إليّ و أنا مستبشر بما جرى، فأومأ إليّ ان أدن، فدنوت منه، فقال لي من حيث لا يسمعه غيري: لا تشغل قلبك بهذا الأمر، و لا تستبشر له، فإنه شي‏ء لا يتم‏ ؛ و في حديث عليّ بن محمد بن الجهم‏  قال: حضرت مجلس المأمون يوما و عنده عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) و قد اجتمع الفقهاء و اهل الكلام و ذكر اسئلة القوم و المأمون منه (عليه السلام) و جواباته و ساق الحديث إلى ان قال: فلمّا قام الرضا (عليه السلام) تبعته فانصرف إلى منزله فدخلت عليه و قلت له: يا ابن رسول اللّه الحمد للّه الذي وهب لك من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك و قبوله لقولك، فقال (عليه السلام) : يا ابن الجهم لا يغرّنك ما ألفيته عليه من إكرامي و الاستماع منّي فانّه سيقتلني بالسمّ و هو ظالم لي، أعرف بعهد معهود إليّ من آبائي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فاكتم هذا ما دمت حيّا .

الخلاصة انّ الامام (عليه السلام) كان متوجّعا متألّما من أفعال المأمون و سوء خلقه و لكنه لم يكن بإمكانه إظهار ذلك لأحد، فضاق صدره حتى كان يرجو من اللّه تعجيل وفاته، كما قال ياسر الخادم: كان الرضا (عليه السلام) إذا رجع يوم الجمعة من الجامع و قد أصابه العرق و الغبار رفع يديه و قال: اللّهم إن كان فرجي ممّا أنا فيه بالموت فعجّل لي الساعة ؛ و لم يزل مغموما مكروبا إلى أن قبض (عليه السلام) و لو تأمل متأمل في سلوك المأمون و معاشرته مع الامام (عليه السلام) لأذعن بما قلناه و لصدّقه، أ يتصوّر عاقل انّ المأمون المحب لدنياه الذي أمر بقتل أخيه محمد الأمين أشد قتلة و إرسال رأسه إليه، فنصبه في صحن داره على خشبة و أمر الجنود و العساكر أن يلعنوه ليأخذوا جوائزهم، فهل يعقل أنّ هذا الشخص الطالب للخلافة والرئاسة و المنغمر في حبّ الدنيا و الجاه يدعو الامام الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى مرو و يخلع نفسه من الخلافة و يفوّضها الى الامام، و يصرّ على ذلك شهرين؟ إن هذا الّا مكر و شيطنة! كيف و الخلافة قرة عين المأمون، و كما قيل الملك عقيم ، و قد عرف محمد الأمين شخصية أخيه جيدا حينما سأل أحمد بن سلام عند ما ألقي القبض عليه أ يقتلني المأمون؟ فقال أحمد: انّه لا يقتلك و انّ الرحم ستعطفه عليك، فقال الأمين: هيهات الملك عقيم لا رحم له‏ .

فالمأمون لم يرض و لم يحب أن تنشر أيّ فضيلة لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) كما يظهر هذا و ينجلي تماما من ملاحظة الروايات في ذهابه (عليه السلام) إلى صلاة العيد و منع المأمون له من اقامتها و غيرها، و مضى في ذيل حديث رجاء بن أبي الضحاك انّه لما أخبر المأمون بفضائل و مناقب و عبادة الامام الرضا (عليه السلام) ، قال المأمون: لا تخبر الناس بهذا، ثم قال من أجل مصلحته و شيطنة منه : فإنّي أريد أن لا تنشر فضائله و مناقبه الّا على لساني ؛ لكنّه لمّا رأى ظهور علم الامام و فضله و كماله على الناس و انّهم يميلون إليه و يحبّونه، اضطرمت نار الحسد في صدره، و بدأ بتدبير حيلة للتخلص منه، فاستقر رأيه على أن يسمّه، فسمّه و قتله .

و كما روى الشيخ الصدوق عن أحمد بن عليّ انّه قال: سألت أبا الصلت الهروي، فقلت: كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا (عليه السلام) مع إكرامه و محبّته له و ما جعل له من ولاية العهد بعده؟

فقال: إنّ المأمون إنمّا كان يكرمه و يحبّه لمعرفته بفضله، و جعل له ولاية العهد من بعده ليري الناس انّه راغب في الدنيا، فيسقط محلّه من نفوسهم، فلمّا لم يظهر منه في ذلك للناس الّا ما ازداد به فضلا عندهم و محلا في نفوسهم جلب عليه المتكلّمين من البلدان طمعا في أن يقطعه واحد منهم فيسقط محلّه عند العلماء، و بسببهم يشتهر نقصه عند العامة .

فكان لا يكلّمه خصم من اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و البراهمة و الملحدين والدهرية و لا خصم من فرق المسلمين المخالفين له الّا قطعه و ألزمه الحجّة .

وكان الناس يقولون: و اللّه انّه أولى بالخلافة من المأمون، فكان أصحاب الاخبار يرفعون ذلك إليه، فيغتاظ من ذلك و يشتدّ حسده له .

وكان الرضا (عليه السلام) لا يحابي المأمون من حقّ و كان يجيبه بم يكره في أكثر أحواله فيغيظه ذلك و يحقده عليه و لا يظهره له، فلمّا أعيته الحيلة في أمره اغتاله، فقتله بالسمّ‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.