المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Edsger Wybe Dijkstra
18-3-2018
مهارة التعامل مع إدارة الصف بإيجابية
4-2-2022
مرة الهمداني
14-11-2014
النظرية النيو كلاسيكية في النمو والانتقادات الموجهة لها
29-1-2020
علي بن عبد الجبار الطوسي
28-4-2016
لا إفراط ولا تفريط
27-11-2016


أخذ البيعة للأمام الرضا في مكة والكوفة  
  
2919   06:16 مساءاً   التاريخ: 7-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص310-311.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

وجه المأمون إلى مكة المكرمة عيسى الجلودي ليأخذ البيعة من أهلها للامام و كان في مكة مقيما ابراهيم اخو الامام الرضا (عليه السّلام) و دعا عيسى المكيين الى بيعة الامام (عليه السّلام) و الى لبس اللباس الأخضر فاستجابوا له فرحين شاكرين داعين للمأمون على تحقيق أمنيتهم و أملهم في هذه البيعة .

و تلقت الأكثرية الساحقة في الكوفة بمزيد من الفرح و السرور نبأ البيعة للامام، و قد عهد المأمون لأخذ البيعة من الكوفيين العباس نجل الامام موسى (عليه السّلام) و امده ابراهيم بن عبد الحميد بمائة الف درهم و قال له: قاتل عن أخيك فإنّ أهل الكوفة يجيبونك إلى ذلك و أنا معك و قام العباس بهذه المهمة فاستجاب له جمهور كبير منهم و قال له قوم: إن كنت تدعو للمأمون ثم من بعده لأخيك فلا حاجة لنا في دعوتك و إن كنت تدعو إلى أخيك أو بعض أهل بيتك أو الى نفسك اجبناك فقال لهم العباس: أنا ادعو إلى المأمون اولا ثم من بعده لأخي الرضا.

و امتنع هؤلاء من البيعة للامام و أخذوا ينددون بمن بايع و يدعونهم إلى نكث البيعة و لما علم ابراهيم بن المهدي تخاذل أهل الكوفة اوعز إلى جيشه المقيم في النيل بقيادة سعيد و أبي البيط لإخضاع الكوفة و القضاء على التمرد و سرت جيوش ابراهيم حتى انتهت الى (القنطرة) قرب (دير الأعور) فاعترضتهم قوة عسكرية بقيادة العلوي علي بن محمد بن جعفر و أبي عبد اللّه شقيق الزعيم الكبير أبي السرايا فالتحمت معها و أخيرا انتصرت جيوش ابراهيم بن المهدي.

و زحفت جيوش ابراهيم نحو (الكوفة) و قد ارتدت اللباس الأسود و كان شعارها يا منصور لا طاعة للمأمون و جبن أهل الكوفة من مناجزتهم فارسلوا وفدا لطلب الأمان للعباس و جماعته من القائد العام لجيش ابراهيم فأجابهم إلى ذلك و شرط عليهم أن يخرج العباس و أصحابه من الكوفة و اقبل الوفد إلى العباس و هو لا يعلم بذلك فقالوا له: ان عامة من معك غوغاء و قد ترى ما يلقى الناس من الحرب و النهب و القتل فاخرج من بين أظهرنا لا حاجة لنا فيك‏ .

و خرج العباس من الكوفة و قد انطوت نفسه على حزن عميق و أسى مرير و استبان له أن أهل الكوفة لا ذمة لهم و لا وفاء لهم بعهد و وعد و دخلت جيوش ابراهيم الكوفة و لم تحدث اية مصادمات بينها و بين الجماعة التي بايعت الامام بولاية العهد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.