تعتمد فكرة المرتفع والمنخفض الجويين على عمليتي تجمع وتفرق الهواء فعملية تجمع الهواء يتميز بها المنخفض الجوي بمعنى ان المنخفض يقوم بتجميع وسحب الهواء نحو مركزه بسبب انخفاض الضغط في المركز وعندما يتجمع الهواء في المركز لابد ان يجد مخرجا له والمنفذ الوحيد له هو نحو الأعلى على شكل تيارات هوائية صاعدة فاذا صادف ان كان الهواء الصاعد رطبا بحيث استمر بالارتفاع الى ان وصل الى مستوى بارد في طبقات الجو العليا عند ذلك تتشكل الغيوم ويبدأ التساقط.

اما عملية تفرق الهواء التي تميز المرتفع الجوي، فيما ان مركز المرتفع يتميز بضغط عالي بمعنى يعاني من وفره في الهواء عند ذلك يبدأ الهواء بالابتعاد عن المركز نحو الاطراف وهذه الية تجعل مركز المرتفع دائما يتميز بتيارات هابطة لأن تفرق الهواء من المركز نحو الاطراف لابد ان يعوض بهواء هابط قادم من الاعلى، وبما ان الهواء الهابط في مركز المرتفع الجوي يكون قادما من طبقات باردة الى سطح الارض الدفيء لذلك فان فرص تكون الغيوم تكون قليلة جدا الا في حالات خاصة، كما ان الهواء الهابط سيتعرض للتسخين الذاتي اثناء هبوطه لأنه سينتقل من منطقة ذات ضغط قليل في الاعلى الى منطقة ذات ضغط اعلى على السطح مما سيؤدي الى تقارب جزيئات الهواء ومن ثم احتكاكها مما يولد طاقة حرارية ذاتية تمنع عملية تكوين الغيوم.

اما في طبقات الجو العليا فان تجمع الهواء على سطح الارض يقابله تفرقه في تلك الطبقات بينما يقابل تفرق الهواء على السطح تجمعه فيها. ولهذا فان مراكز الضغط الجوي المرتفع على السطح يقابلها في طبقات الجو العليا مراكز ضغط منخفض بينما يقابل مراكز الضغط السطحية المنخفضة مراكز ضغط مرتفع .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نعمان شحادة، علم المناخ، الطبعة الثانية، الجامعة الاردنية، الاردن، 1983، ص 131 .