المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الشكر  
  
1591   12:59 مساءاً   التاريخ: 7-8-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3. ص.233-238
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الشكر والصبر والفقر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-17 1077
التاريخ: 18-8-2016 1339
التاريخ: 18-8-2016 1928
التاريخ: 7-8-2016 3835

الشكر هو عرفان النعمة من المنعم ، و الفرح به ، و العمل بموجب الفرح بإضمار الخير، و التحميد للمنعم ، واستعمال النعمة في طاعته.

أما المعرفة ، فبأن تعرف أن النعم كلها من اللّه ، و أنه هو المنعم ، و الوسائط مسخرات من جهته.

ولو انعم عليك أحد ، فهو الذي سخره لك ، و القى في قلبه من الاعتقادات و الارادات ما صار به مضطرا إلى الايصال إليك ، فمن عرف ذلك ، حصل أحد اركان الشكر للّه ، و ربما كان مجرد ذلك‏ شكرا ، و هو الشكر بالقلب.

كما روي : «أن موسى قال في مناجاته : إلهي! خلقت آدم بيدك ، و اسكنته جنتك ، و زوجته حواء أمتك ، فكيف شكرك؟ , فقال : علم ان ذلك مني فكانت معرفته شكرا».

ثم هذه المعرفة فوق التقديس و فوق بعض مراتب التوحيد ، و هما داخلان فيها , إذ التقديس تنزيهه سبحانه عن صفات النقص ، و التوحيد قصر المقدس عليه ، و الاعتراف بعدم مقدس سواه ، و هذه المعرفة هي اليقين بأن كل ما في العالم موجود منه ، و الكل نعمة منه  فينطوي فيها مع التقديس و التوحيد كمال القدرة و الانفراد بالفعل ، ولذلك قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «من قال : سبحان اللّه ، فله عشر حسنات ، و من قال : لا إله إلا اللّه ، فله عشرون حسنة ، ومن قال : الحمد للّه ، فله ثلاثون حسنة».

فسبحان اللّه : كلمة تدل على التقديس ، و لا إله إلا اللّه: كلمة تدل على التوحيد ، و الحمد للّه : كلمة تدل على معرفة النعم من الواحد الحق , و لا تظنن ان هذه الحسنات بإزاء تحريك اللسان بهذه الكلمات من غير عقد القلب بمعانيها ، بل هي بإزاء الاعتقاد بمعانيها التي هي المعارف المعدودة من ابواب الايمان و اليقين , و اما الفرح بالمنعم ، مع هيئة الخضوع و التواضع ، فهو أيضا من اركان الشكر , بل كما ان المعرفة شكر قلبي برأسه ، فهو أيضا في نفسه شكر بالقلب  وانما يكون شكرا إذا كان فرحه بالمنعم او بالنعمة لا من حيث إنه نعمة و مال ينتفع به و يلتذ منه في الدنيا ، بل من حيث إنه يقدر بها على التوصل إلى القرب من المنعم ، والنزول في جواره ، و النظر إلى وجهه على الدوام ، وامارته الا يفرح من الدنيا إلا بما هو مزرعة الآخرة ومعينه عليها ، و يحزن بكل نعمة تلهيه عن ذكر اللّه و تصده عن سبيله ، لأنه ليس يريد النعمة لذاتها ، بل من حيث انها توصله إلى مجاورة المنعم و قربه و لقائه , و اما العمل بموجب الفرح الحاصل من معرفة المنعم ، فهو القيام بما هو مقصود المنعم و محبوبه ، و هو يتعلق بالقلب و اللسان و الجوارح.

اما المتعلق بالقلب فقصده الخير و اضماره لكافة الخلق , و اما المتعلق باللسان فإظهار الشكر للّه بالتحميدات الدالة عليه , و اما المتعلق بالجوارح ، فاستعمال نعم اللّه في طاعته و التوقي من الاستعانة بها على معصيته ، حتى ان من جملة شكر العينين أن يستر كل عيب يراه من مسلم  ومن جملة شكر الاذنين أن يستر كل عيب يسمعه من مسلم ، فيدخل هذا و أمثاله في جملة شكر نعمة هذه الأعضاء.

بل قيل : من كفر نعمة العين ولم يستعملها فيما خلقت لأجله كفر نعمة الشمس أيضا ، إذ الابصار انما يتم بها ، و انما خلقتا ليبصر بهما ما ينفعه في دينه و دنياه ، و يقي بهما ما يضره فيهما , بل المراد من خلق السماء و الأرض و خلق الدنيا و أسبابها أن يستعين الخلق بها على الوصول إلى اللّه ، و لا وصول اليه إلا بمحبته و الانس به في الدنيا ، و التجافي عن الدنيا و غرورها و لذاتها و علائقها ، و لا انس الا بدوام الذكر و لا محبة إلا بالمعرفة الحاصلة بدوام الفكر، و لا يمكن الذكر و الفكر إلا ببقاء البدن ، و لا يبقى البدن إلا بالأرض و الماء و الهواء و النار ، و لا يتم ذلك إلا بخلق الأرض و السماء و خلق سائر الأشياء ، و كل ذلك لأجل البدن و البدن مطية النفس , و النفس الراجعة إلى اللّه هي المطمئنة بطول العبادة و المعرفة , فكل من استعمل شيئا في غير طاعة اللّه فقد كفر نعمة اللّه في جميع الأسباب التي لا بد منها لأقدامه على تلك المعصية , و إذا عرفت حقيقة الشكر، تعرف بالمقايسة حقيقة الكفران ، فانه عبارة عن الجهل بكون النعم من اللّه ، أو عدم الفرح بالمنعم و النعمة من حيث ايصالها إلى القرب منه ، أو ترك استعمال النعمة فيما يحبه المنعم ، او استعمالها فيما يكرهه.

ثم ، بما ذكرناه ، و إن ظهر أن حقيقة الشكر ملتئمة من الأمور الثلاثة ، إلا أنه قد يطلق الشكر على كل واحد أيضا ، كما قال الصادق (عليه السلام) : «شكر كل نعمة ، و إن عظمت ، أن تحمد اللّه» ، و قال (عليه السلام) : «شكر النعم اجتناب المحارم ، و تمام الشكر قول الرجل : الحمد للّه رب العالمين» , و سئل عنه (عليه السلام): «هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال : نعم! قيل : ما هو؟ , قال : يحمد اللّه على كل نعمة عليه في أهل و مال ، و إن كان فيما انعم عليه في ماله حق أداه , و منه قوله عز و جل : {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف : 13] ‏, و منه قوله تعالى : {رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [المؤمنون : 29] , و قوله : {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء : 80] .

و قال (عليه السلام) : «كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) إذا ورد عليه أمر يسره ، قال :

الحمد للّه على هذه النعمة , و إذا ورد عليه أمر يغتم به ، قال : الحمد للّه على كل حال», و قال (عليه السلام) : «اذا أصبحت و أمسيت ، فقل عشر مرات : اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين او دنيا ، فمنك وحدك لا شريك لك ، لك الحمد و لك الشكر بها علي يا رب   حتى ترضى و بعد الرضا , فانك إذا قلت ذلك ، كنت قد أديت شكر ما أنعم اللّه به عليك في ذلك اليوم و في‏ تلك الليلة».

و في رواية : «كان نوح (عليه السلام) يقول ذلك إذا أصبح ، فسمى بذلك عبدا شكورا» , و قال (عليه السلام): «اذا ذكر أحدكم نعمة اللّه ، فليضع خده على التراب شكرا للّه ، فان كان راكبا فليزل و ليضع خده على التراب ، و ان لم يكن يقدر على النزول للشهرة فليضع خده على قربوسه‏ ، و ان لم يقدر فليضع خده على كفه ، ثم ليحمد اللّه على ما انعم عليه».

و روي : «أن الصادق (عليه السلام) قد ضاعت دابته ، فقال : لئن ردها اللّه علي لا شكرن اللّه حق شكره».

قال الراوي : فما لبث أن أوتي بها ، فقال : «الحمد للّه» , فقال قائل له : جعلت فداك! أليس قلت لا شكرن اللّه حق شكره؟ , فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) : «ألم تسمعني قلت : الحمد للّه؟» . ثم الشكر باللسان لإظهار الرضا من اللّه ، و لذا امر به.

وقد كان السلف يتساءلون بينهم ، و نيتهم استخراج الشكر للّه ، ليؤجر كل واحد من الشاكر و السائل.

وقد روي : «أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال لرجل : كيف أصبحت؟ , فقال : بخير. فأعاد عليه السؤال ، فأعاد عليه الجواب ، فأعاد السؤال ثالثة ، فقال : بخير، أحمد اللّه و اشكره.

فقال (صلى الله عليه واله) : هذا الذي أردت منك».

«تنبيه» لا ريب في ان الجزء الأول من الشكر- اعني معرفة النعم من اللّه - من متعلقات العاقلة وفضائلها.

والثاني - اعني الفرح للنفس - ان كان من النعم العقلية الروحانية ، يكون متعلقا بالعاقلة أيضا  و ان كان لأجل وصول نعمة الغلبة و الاستيلاء - مثلا- على عدو ظالم ، يكون متعلقا بالقوة الغضبية ، و ان كان من نعمة المال و الاولاد ، يكون متعلقا بالقوة الشهوية.

والجزء الثالث - اعني العمل بمقتضى الفرح الحاصل من معرفة المنعم - فهو من ثمرات الحب للمنعم و الخوف من زوال نعمته.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.