أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-09
2964
التاريخ: 14-3-2022
2507
التاريخ: 16-8-2016
2056
التاريخ: 14-3-2022
1876
|
[قال الفيض الكاشاني :] إن قلت : فبما ذا ينال درجة الصّبر في المصائب و ليس الامر باختياره فهو مضطر شاء أم أبى ، فان كان المراد به أن لا يكون في نفسه كراهية المصيبة فذلك غير داخل تحت الاختيار.
فاعلم أنّه إنّما يخرج عن مقام الصّابرين بالجزع و شق الجيوب و ضرب الخدود و المبالغة في الشكوى و إظهار الكآبة و تغيير العادة في الملبس و المفرش و المطعم و نحوها ، و هذه الامور داخلة تحت الاختيار فينبغي أن يجتنب جميعها و يظهر الرّضا بقضاء اللّه تعالى و يبقى مستمرا على عادته و يعتقد أن ذلك كان وديعة فاسترجعت و لا يخرجه عن حدّ الصابرين توجع القلب و لا فيضان العين بالدمع ، فان ذلك مقتضى البشرية ولا يفارق الانسان إلى الموت.
ولذلك لما مات إبراهيم ولد النبيّ (صلى الله عليه واله): «فاضت عيناه فقيل له أما نهيتنا عن هذا؟.
فقال : إن هذا رحمة و إنما يرحم اللّه من عباده الرّحماء»(1) , و قال (صلى الله عليه واله): «العين تدمع و القلب يحزن ، و لا نقول ما يسخط الرّب»(2).
بل ذلك أيضا لا يخرج من مقام الرّضا فان المقدم على الفصد و الحجامة راض به و هو متألم بسببه لا محالة نعم من كمال الصّبر كتمان المرض و الفقر و سائر المصائب و قد قيل : من كنوز البرّ كتمان المصائب و الأوجاع و الصدقة.
و عن الباقر (عليه السلام) قال : «قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): قال اللّه تعالى : من مرض ثلاثا فلم يشك الى عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه ، و دما خيرا من دمه ، فان عافيته عافيته و لا ذنب له ، و إن قبضته قبضته إلى رحمتي»(3).
و في معناه أخبار اخر ، و في بعضها فسر التبديل بخير بان يبدله لحما و دما و بشرة لم يذنب فيها ، و فسر الشكاية بأن يقول ابتليت بما لم يبتل به أحد و أصابني ما لم يصب أحدا قال : وليس الشّكوى أن تقول أسهرت البارحة و حممت اليوم و نحو هذا.
و عن الصّادق (عليه السلام): «من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها و أدى إلى اللّه شكرها كانت كعبادة ستين سنة سئل ما قبولها ، قال : يصبر عليها و لا يخبر بما كان فيها فاذا اصبح حمد اللّه على ما كان(4) , و سئل الباقر (عليه السلام) عن الصبر الجميل فقال : «ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس»(5).
وعن النبيّ (صلى الله عليه واله): «من إجلال اللّه و معرفة حقّه أن لا تشكو و جعك ولا تذكر مصيبتك»(6) و أما الشكاية إلى اللّه تعالى و سؤاله الرفع فحسن قال يعقوب : إنّما أشكو بثي و حزني إلى اللّه.
_________________
1- رواه البزار و الطبراني من حديث عبد الرحمن بن عوف قال : بعثت ابنة لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) ان ابنتي مغلوبة فقال للرسول : قل لها ان اللّه ما اخذ و له ما أعطى ثم بعثت اليه ثانية فقال لها مثل ذلك ، ثم بعثت إليه الثالثة فجاءها في ناس من اصحابه فأخرجت اليه الصبية و نفسها تقعقع ( أي تضطرب) في صدرها فرّق عليها فذرفت عيناه ففطن به بعض أصحابه و هم ينظرون اليه حين ذرفت عيناه ، فقال « ما لكم تنظرون رحمة اللّه يضعها حيث يشاء انما يرحم اللّه من عباده الرحماء».
راجع مجمع الزوائد ج 9 , ص 18 ما عثرت على لفظ ما نقله المصنف.
2- الكافي : ج 3 , ص 262 و تحف العقول : ص 32.
3- الكافي : ج 3 , ص 115.
4- الكافي : ج 3 , ص 116.
5- الكافي : ج 3 , ص 93.
6- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 123.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|